اللهم إن كانت مصر الأرض التى وعدتنا بها على لسان نبيك نوح او جعلها منزلا فاصرف عنا وباءها وطيب لنا ثراها وأجر لنا ماءها وأنبت لنا كلأها وبارك لنا فيها وأتمم وعدك إنك على كل شىء قدير، مصر وطننا امتزجت فيه البشرية على مر العصور بالتوحيد والإيمان والعيش المشترك بوحدة الفكر والهدف لتتجلى فيه القيم الإنسانية والتضحية والفداء فى سبيل وطن تتوارثه الاجيال وتتعاظم فيه قيم المواطنة سبيلاً طارداً للكارهين والمشككين لقيمه الدينية، (والدين منهم براء) فالمواطنة تعى أن الدين لله وليس لمحتكريه وتجار الديمقراطية، ومتسولى حقوق الانسان، وزعماء أزقة السياسة، والنخبة المنافقة، ولا النافخين فى ابواق الاعلام المجهل ومنهم البائس، والقابضين على قوت الشعب، وصانعى الأزمات الاقتصادية، والمصابين بآفة الاستغلال والاحتكار، وزارعى الفساد فى مؤسسات الدولة، والداعين منهم للمصالحة لهم بئس الأمانى والمصير، المواطنة هى روح العصر، والارادة العامة للشعوب وملهمها الاخلاقى الحاكم باختياراته بين الرأسمالية والاشتراكية أو الشيوعية رافضا النظم الشمولية، وما اطلق عليها حديثا الاغلبية (الصامتة) وهى فى الحقيقة الاغلبية الواعية بما هو واقع على الارض من حراك سياسى واقتصادى وأمنى فى إطار المكاشفة والشفافية، وطن لن يترنح بفعل الازامات المصنعة، ولم يسقط بين أنياب العنصرية أو العرقية أو التكفير، وطن يحميه أبناؤه الواعون، وطن خاطب فيه شيخنا (الطيب) شباب العالم قائلاً مصر تعانقت فيها الأديان، وأنصهرت فى نسيج وطنى واحد شكل صخرة من الفولاذ حطم عليها آمال المجرمين والمخربين الذين يضمرون الشر والخراب للناس، ألم يسأل آدم عليه السلام ربه بالرحمة والخصب والبركة والرأفة، حفظ الله مصر وشعبها. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم