كتب رأفت أمين: دائما ما ترتبط الثورات بالخبز من الثورة الفرنسية وحتي ثورة25 يناير, فالخبز دائما ما يعكس عيوب النظام السياسي, وحينما ننظر الي الرغيف الشعبي الذي يأكله الفقراء تجد ملامح النظام الفعلية, وقضية رغيف العيش لايهتم بها إلا الفقراء الذين لايستطيعون العيش بدونه, ومن هنا ترتبط دائما الثورات بالخبز, وقامت الثورة المصرية علي مباديء ثلاثة وهي عيش حرية عدالة اجتماعية فكان المطلب الأول لغالبية الشعب هو توفير العيش, لذلك حرص الرئيس المنتخب محمد مرسي أن يضع ضمن أولوياته والتي وعد بتحقيقها خلال المائة يوم الأولي من حكمه قضية الخبز وتستهدف الخطة رفع الانتاجية والقيمة الغذائية لدقيق الخبز وفصل الانتاج عن التوزيع والسماح للأفران بالعمل بعد الخبيز وزيادة مكافئة الخبزة ودعم وتقوية المخابز الكبيرة المجمعة واعتبارها المساند الرئيسي في وقت الأزمات. عبدالله غراب رئيس الشعبة العامة لأصحاب المخابز باتحاد الغرف التجارية يستعرض مشكلة الرغيف المزمنة وببساطة ويقول انها مشكلة سياسية قبل أن تكون انتاجية, لذلك المطلوب هو تهيئة مناخ صحي لانتاج الرغيف وعندئذ سينصلح حاله فورا, فالمشكلة هي التكلفة الحقيقية للانتاج والكل يعلم ذلك علي مدي الحكومات المتعاقبة ومنذ الثمانينات, ولكن لم تكن هناك إرادة سياسية لحل المشكلة حتي تفاقمت, فمعروف يقينا أسعار مدخلات الانتاج من أجور ومياه وخميرة ووقود وملح وخلافه, ومع ذلك كانت تصر الحكومات المتعاقبة علي وضع أسعار غير حقيقية, والنتيجة ان المناخ العام هو الذي ساعد علي الفساد, فالتكلفة الموضوعة حاليا منذ عام2006 هي65 جنيها لانتاج جوال دقيق زنة100 كيلو متضمنة سعر جوال الدقيق وهو16 جنيها وتتحكم في أسعاره الدولة, وحقيقة الأمر ان تكلفة الانتاج وبالأسعار الاقتصادية هي100 جنيه لانتاج1035 رغيفا صالحة للاستخدام الأدمي, فمن أين يأتي صاحب المخبز بهذا الفارق بين الأسعار الحقيقية وما تفرضه الحكومة من تكلفة تعلم مسبقا أنها غير حقيقية, لذلك فالأمر ببساطة يحتاج إلي لجنة تتوخي الصدق والأمانة تضع التكلفة الحقيقية للانتاج.