17 مليار جنيه هي قيمة الدعم الموجه لإنتاج رغيف العيش موزعة بطبيعة الحال علي مراحل الانتاج المختلفة بدءا من القمح ووصولا للرغيف المدعم الذي يباع للمستهلك بخمسة قروش فقط, وعلي مدي حلقات التداول والإنتاج المختلفة يستمر نزيف الدعم الذي لايصل لمستحقيه, ولكن هناك مستفيدين كثيرين, والجميع يعلم ان هناك هدرا كبيرا في دعم العيش, ولكن لم يتدخل احد في الحكومات المتعاقبة لوقف هذا النزيف, والجهود كلها تتجه الي النقطة الضعيفة في حلقة الانتاج والتداول وهي المخبز, والذي يقع عليه ظلم كبير يعلمه الجميع, ولكن لايتدخلون لحل مشكلاتهم وإنصافهم, فتكلفة الانتاج وبعلم الجميع تتجاوز ال90 جنيها لكل جوال دقيق, ولكن التكلفة المعمول بها وفق اللوائح الحكومية هي60 جنيها للجوال, وببساطة هناك خسارة محققة علي صاحب المخبز تقدر بنحو30 جنيها عند انتاج كل جوال دقيق, فمن اين يتم تغطية هذه الخسارة اليومية بخلاف ما يجب تحقيقه من ارباح لصاحب المخبز نفسه, اي ان التكلفة التي وضعتها الحكومة ومنذ سنوات تساعد علي الانحراف وتشجع علي الانتاج, ثم يتم اطلاق الحملات البوليسية والتموينية علي اصحاب المخابز لتحرير محاضر مخالفات ضدهم, صحيح انه تم اقرار صرف5 جنيهات اطلقوا عليه لفظب حافز ليكون جزءا من التكلفة لتحفيز اصحاب المخابز علي انتاج عيش آدمي, ولكن هذا الحافز مشروط بألا يتم تحرير اي مخالفات علي صاحب المخبز طوال الشهر حتي يمكن صرفه, ووفق التكلفة الجائرة الموضوعة حاليا, فلايوجد مخبز لايتم تحرير محضر له سواء كان للتصرف في الحصة, او انتاج رغيف غير مطابق للمواصفات لانهم يستعينون بعمالة غير مؤهلة رخيصة الاجر تتفق والتكلفة المقررة. فالرغيف المطابق للمواصفات لا يقل فيه القطر عن22 سم زنة120 جراما وكامل النضج وكامل الاستدارة, لكن لا يوجد مخبز ينتج خبزا بتلك المواصفات وإلا سيؤدي ذلك إلي خراب بيته وفق كلام كل الخبازين هذا ليس دفاعا عن اصحاب المخابز بطبيعة الحال لان هناك من يتصرفون في حصص الدقيق او ينتجون عيشا غير مطابق للمواصفات, واصبح العيش المدعم الموجه اصلا للغلابة بمثابة اهانة لهم لان القاصي والداني يعلم ما هو شكل هذا الرغيف. فرج وهبة رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة يدافع عن اصحاب المخابز بقوله اننا لسنا لصوصا, ولكننا حريصون علي قوت الشعب المصري لاننا وسطاء بين الحكومة والمستهلك, وننتج نحو250 مليون رغيف يوميا نصيب محافظة القاهرة وحدها حوالي50 مليون رغيف, اي ان هناك مجهودا كبيرا يبذل, ولكن الجزاء الذي نحصل عليه وبصفة مستمرة هو المزيد من المحاضر الكيدية حتي نحرم من صرف الحافز والذي هو جزء من تكلفة الانتاج والتي اصبحت لاتتناسب تماما مع التكلفة التي وضعتها وزارة التموين ومنذ سنوات طويلة برغم المتغيرات الكثيرة التي شهدتها عناصر التكلفة المختلفة سواء اجور عمال او خامات, ويقول وهبة ان الغرامات التي يتم فرضها علي اصحاب المخابز وبشكل عشوائي وصلت لبعض المخابز لاكثر من300 الف جنيه, ذلك كله بسبب التكلفة المنصوص عليها في العقد الثلاثي الذي ابرم بين وزارة التضامن الاجتماعي في ذلك الوقت والخبازين منذ2006 ولم تجدد حتي اليوم, فالتكلفة تتضمن اجورا للعمال تقدر بنحو680 قرشا لانتاج الجوال الواحد, بينما التكلفة الحقيقية التي يتحملها صاحب المخبز تصل لنحو23 جنيها, بخلاف ارتفاع باقي تكلفة الانتاج مثل الكهرباءوالمياه والصيانة والملح والخميرة. ويطالب وهبة شيخ منتجي الخبز بضرورة تحقيق المطالب المشروعة لاصحاب المخابز بتعديل التكلفة لتكون واقعية بما يتناسب والمتغيرات في اسعار المدخلات مقابل التزام اصحاب المخابز بانتاج عيش مطابق للمواصفات احتراما لآدمية المواطنين في الحصول علي انتاج خبز مطابق للمواصفات ولضمان وصول الدعم لمستحقيه, وطالب بسرعة صرف فروق اسعار السولار التي لم تصرف منذ5 اشهر مع ضرورة احلال الغاز الطبيعي محل السولار في اطار منظومة تطوير الخبز.