على مدار خمسين عاما ساهم سيد حجاب فى تشكيل الوعى الجمالى للأمة، نقل القصيدة من الكتاب إلى وجدان ووعى وضمير الناس، من يشكل وعى الناس وضميرهم يعيش فى وجدانهم وقلوبهم إلى الأبد، فقد غير سيد حجاب عنوان سكنه من بيت فى مكان إلى السكن فى أمة بكاملها.. عقلا وضميرا ووجدانا، بهذه الكلمات وصف الشاعر زين العابدين فؤاد صديق عمره الراحل سيد حجاب فى يوم وداعه أمس بمسجد الفاروق بالمعادى. جنازة جمعت كل أطياف الشعب من سياسيين ومثقفين وشعراء وفنانين وكثير من المواطنين توافدوا على المسجد لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الراحل. وكان فى مقدمة الحضور وزير الثقافة حلمى النمنم، وعمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، ومصطفى حجازى، مستشار رئيس الجمهورية الأسبق والوزيران السابقان عماد أبو غازى وكمال أبو عيطة، كما حضر من الفنانين أشرف زكى وخالد النبوى وأحمد عبد العزيز وسامح الصريطى وصفاء الطوخى وصبرى فواز والمخرج خالد يوسف والشعراء زين العابدين فؤاد وجمال بخيت ومحمد العدل وبهاء محمد وايمن بهجت قمر ومنير الوسيمى والكاتب يوسف القعيد والمخرج خالد جلال رئيس قطاع الانتاج الثقافى، وكان فى استقبال الحضور أخوه الشاعر شوقى حجاب وابنته ريم حجاب وزوجته مرفت الجسرى. ورافق «صياد الشعر» الذى صاغ بكلماته مشاعرنا وشكل وجداننا إلى مثواه الأخير فى مقابر الوفاء والأمل بمدينة نصر إلى جانب أسرته عدد كبير من أصدقائه ومحبيه. رحل جسده لكن تبقى روحه بيننا وكلماته محفورة فى وجداننا..«ما تسرسبيش يا سنيننا من بين ايدينا ولا تنتهيش ده احنا يا دوب ابتدينا واللى له أول بكره هيبان له آخر.. و بكره تفرج مهما ضاقت علينا» فهو صاحب أجمل تترات أهم المسلسلات الاجتماعية، «ليالى الحلمية»، «الشهد والدموع»، « بوابة الحلوانى»، «المال والبنون»، و«آبو العلا البشرى»، ويقترح الشاعر مصطفى الضمرانى أن يتم تسجيل تراثه الشاجى وإذاعته بصفة دورية ليتعلم منه شباب الشعراء أصول كتابة تترات المسلسلات، فهو صاحب مدرسة فى هذا اللون من الشعر نتمنى أن يتعلم منه الأجيال الجديدة . رحل أبرز شعراء السيتينات وأهم شعراء العامية فى مصر أمس الأول بعد رحلة عطاء طويلة، ومؤخرا صراع مع المرض استطاع أن يتمكن من جسده فى النهاية، ليترك عالمنا فى عمر ال77 . و سوف يقام العزاء الاثنين القادم فى مسجد عمر مكرم.