أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ثقته الكاملة فى أن التاريخ سينصف هذا الجيل من المصريين الذى تحمل، خلال السنوات الماضية، ما يفوق طاقة البشر، مستعيناً فى ذلك بمخزون الحكمة الخالد لدى الشعب المصري، فاستطاع أن يحافظ على بلاده من الخراب والتدمير، وشرع فى إصلاح الأوضاع الاقتصادية بشجاعة وإصرار، متحملاً فى سبيل ذلك كل الصعاب، دون أن يلين عزمه، أو يقل تصميمه. وأضاف فى كلمته أمس بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير أن هذه الثورة ستظل نقطة تحول فى تاريخ مصر، مشيرا إلى أنها عبرت عن رغبة المصريين فى التغيير، وتطلعهم إلى بناء مستقبل جديد للوطن. وقال: إن الآمال كانت كبيرة فى بدايات الثورة وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق. وعندما انحرفت الثورة عن مسارها، واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، كانت ثورة الشعب من جديد فى يونيو 2013، لتصحح المسار ويسترد الشعب حقه فى الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض فى الوقت نفسه، معركةً كبرى للتنمية والإصلاح فى الاقتصاد والسياسة وكل أوجه حياة المجتمع. وأشار الرئيس إلى أن التقييم الموضوعى لتطور الأوضاع فى مصر، خلال السنوات الماضية، يؤكد أن المصريين سائرون على الطريق الصحيح، حيث تم استكمال البناء المؤسسى لأركان الدولة، من دستور وبرلمان يعبران عن إرادة الشعب، ومن تعزيزٍ حقيقيٍ لمبدأ الفصل بين السلطات، واحترام لسيادة القانون، وإعلاءٍ لقيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك. وأضاف: إن الدولة مستمرة أيضا فى مواجهة الإرهاب البغيض، حتى تقتلع جذوره تماماً من أرض مصر، وفى الوقت نفسه لن يثنيها شيء عن مواصلة الحرب على الفساد، الذى لا يقل خطره عن خطر الإرهاب، وكل ذلك بينما تستمر فى إصلاح الاقتصاد، وتشييد المشروعات التنموية العملاقة فى كل شبر من أرض مصر، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، وتحسين بيئة الاستثمار المحلى والأجنبي، لتحقيق آمال كل مصرى ومصرية فى مستقبل مشرق، واقتصاد حديث مزدهر، ودولة وطنية راسخة توفر لجميع مواطنيها فرصاً متساوية فى الحياة الحرة الكريمة.