فى محاولة دولية جديدة لإيجاد حل للأزمة المشتعلة منذ 6سنوات، انطلق أمس اليوم الأول من مفاوضات السلام السورية التي تستضيفها العاصمة الكازاخستانية الأستانة، برعاية «روسية - تركية».وبدأت المحادثات بجلسة أولى علنية، شاركت فيها جميع الوفود المشاركة، بما فيها ستافان دى ميستورا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة، وسفير الولاياتالمتحدة بكازاخستان تحت صفة»مراقب»، إلى جانب سفيري كلا من فرنسا وبريطانيا، وممثل عن الاتحاد الأوروبي. وقال خيرت عبد الرحمنوف وزير الخارجية الكازاخستاني، في كلمة له نيابة عن رئيس البلاد نور سلطان نزاربايف، إن الوضع المعقد في سوريا جذب الانتباه العالمي، نظرا لخطورته على أمن المنطقة بأسرها والتي تعتبر تقاطع حضارات وثقافات مختلفة. وأشار إلى أن بلاده تعتقد أن الحل الوحيد للأزمة السورية يمكن التوصل إليه من خلال التفاوض، وذلك بناء على الثقة المتبادلة والتفاهم بين مختلف أطرافها، معربا عن ثقته فى أن محادثات السلام سوف تقدم ظروفا مناسبة لكل الجهات المعنية لتتمكن من إيجاد حل مناسب للأزمة. من جهته، شن بشار الجعفري سفير سوريا في الأممالمتحدة ورئيس وفد الحكومة السورية الذي يضم عشرة أعضاء، هجوما على وفد الفصائل المسلحة حيث وصفه ب» وفد الجماعات الإرهابية المسلحة» خرج عن «اللباقة الدبلوماسية»، واتهمه بالانفصال عن الواقع. وتابع الجعفرى أن «ما نأمله من اجتماع الأستانة هو تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والإشتراك في العملية السياسية من جهة، وبين تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما». وفى السياق نفسه، قال محمد علوش رئيس وفد الفصائل المسلحة والقيادي في تنظيم «جيش الإسلام» : «نحن هنا لتحقيق مطالب الشعب السوري. هذا ليس بديلا عن عملية جنيف. لو لم نكن نؤمن بحل سياسي لما أتينا إلى الأستانة».وحدد علوش مطالب المعارضة خلال المباحثات بالقول «نريد وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سوريا. كذلك نريد تطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254 للدفع بالانتقال السياسي».وفي بداية الجلسة، جلس المشاركون في المفاوضات وممثلو الأطراف الدولية إلى مائدة مستديرة بالترتيب التالي: كازاخستان وإيران ووفد الحكومة السورية والأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة ووفد الفصائل المسلحة وتركيا وروسيا.وامتنع منظمو المفاوضات عن وضع لافتات تفرق بين ممثلي وفد الحكومة السورية والفصائل، حيث وضعوا أمام الوفدين لافتة واحدة كتب عليها «الجمهورية العربية السورية». ومن المقرر عقد مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، للإعلان عن الوثيقة المشتركة، التى سوف تتضمن أهم ما توصلت إليه الأطراف المشاركة بشأن الإلتزام بالوقف الشامل لإطلاق النار، والذي ينطبق على مختلف القوى المسلحة الموجودة على الأراضي السورية، فيما عدا التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش»، والعمل من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. ورغم الحديث عن أن المحادثات ستتضمن مفاوضات مباشرة، لكن وفد الفصائل المسلحة اختار في اللحظة الأخيرة عدم الجلوس وجها لوجه مع وفد الحكومة. وقال يحيى العريضي الناطق باسم الفصائل المسلحة إن «أول جلسة تفاوضية لن تكون مباشرة بسبب عدم التزام الحكومة حتى الآن بما وقع في اتفاق 30 ديسمبر» حول وقف لاطلاق النار في سوريا. وتحدث خصوصا عن «وقف القصف والهجوم على وادي بردى». وأضاف: لن ندخل في أي مناقشات سياسية، وكل شيء يدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار، والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات». وأكد «إذا كانت الحكومة السورية تعتقد أن وجودنا في الأستانة استسلام منا فهذا وهم». ومن جانبه، أكد متحدث باسم وفد فصائل المعارضة السورية أن هذه الفصائل ستواصل القتال إذا فشلت المحادثات.