تتجه محافظة الوادي الجديد إلي ابتكار أساليب تسويقية لمنتجات الحرف اليدوية التي تعاني ركودا يهددها بالاندثار، بسبب الأزمة السياحية التي تمر بها مصر حالياً، تتمثل فى إقامة معارض فى الأماكن المزدحمة بالسكان كالعاصمة، وإنشاء موقع إلكترونى للترويج خارجياً. .............................................................. ألقت الأزمة السياحية بظلالها على الصناعات اليدوية والتراثية التى كانت تمتاز بها محافظة الوادى الجديد، مهددة أغلبها بالاندثار، وأهمها صناعات «الخوص» القائمة على منتجات النخيل الذى تنتشر زراعته فى الواحات، «والفخار» التى تعتبر من أقدم المهن التى عرفها الإنسان، والخزف والأرابيسك والكليم والسجاد وصناعة الزى الواحاتي. وكشف مسئولون فى المحافظة، عن أن هذه الصناعات تواجه «شبح» الاندثار لعدة أسباب أهمها ركود الحركة السياحية التى تسببت بالتبعية فى ركود عملية تسويق المنتجات, باعتبار السائحين المستهلك الأول لها, مما أدى لتراجع كبير فى إنتاجها، وسبب آخر يتمثل فى اقتصار أغلبها على كبار السن والعجائز، وعدم وجود أى خطة قومية لدعمها فيما يتعلق بالإنتاج والتسويق. يقول صلاح حسان، مدير عام مديرية الثقافة الجماهيرية بمحافظة الوادى الجديد، « إن هناك مشكلة حقيقية متعلقة بإعادة إحياء الصناعات التقليدية والتراثية بالمحافظة، ناتجة عن الأسلوب التقليدى المتبع فى تسويق المنتجات التى يتم تصنيعها، بالإضافة لقلة العائد المادى من الحرف الذى يدفع أغلب المشتغلين بها لتركها». وأضاف: « المحافظة تبذل كل الجهد لحفظ المهن التراثية والتقليدية من الاندثار، وذلك عن طريق تنظيم ورش فنية لتدريب الشباب والفتيات على هذه الحرف، لكى تكون نواة لمشروع كبير فى المستقبل يتيح لهم توفير دخل ملائم، فى محاولة لإنقاذ ما تبقى من الموروثات الشعبية بمنطقة الوادى ». وقبل الأزمة السياحية كانت محافظة الوادى الجديد التى تبعد عن القاهرة بنحو 620 كيلومترا من أهم المحافظات التى يقصدها السياح لتميزها بخصوصية آثارية تمثل مختلف العصور التاريخية كالفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية والفارسية والبطليمة، وإنفرادها بجمال الطبيعة والهدوء والجو النقى والشمس الساطعة. مجابهة الاندثار وأشار محمد عبدالله، مدير مركز تدريب الحرف اليدوية بمدينة الخارجة، إلى أنه لمجابهة الاندثار «المحتمل» لأغلب الحرف اليدوية، تسعى المحافظة إلى إدخال أساليب تسويقية جديدة، حيث يجرى حالياً تصميم موقع إلكترونى على شبكة الإنترنت بالتعاون مع شركة «مايكروسوفت» العالمية، لخوض تجربة تسويق المنتجات الكترونياً لأول مرة. وأضاف: « يوجد تعاون مشترك مع مركز تحديث الصناعة التابع لوزارة الصناعة المصرية لإقامة معرض بيع باسم «مصر الإبداع» « فى منطقة المهندسين، من أجل تسويق المنتجات خارج نطاق محافظة الوادي، وهذا يتم بالتوازى مع عملية تطوير «المركز» من خلال منحة لتدريب شباب جدد وشراء آلات ومعدات حديثة، قدرها 170 ألف جنيه مقدمة من البنك الدولي. فتيات الفخار والسجاد وبعيداً عن تفاؤل المسئولين بالمحافظة، أتت ردود الفتيات العاملات فى هذه الحرف «صادمة»، حيث تتوقع رشا أحمد خليل (32 عاماً)، تعمل فنانة تشكيلية فى وحدة الخزف والفخار، أن تندثر هذه الحرفة فى وقت قريب جداً، مستنده فى رأيها على ضعف العائد المادى الذى تحصل عليه فى اليوم وهو عشرة جنيهات، وهى تعمل فى هذه المهمة منذ 15 عاماً مضت، ومبررها الوحيد لعدم تركها هو صعوبة إيجاد عمل بديل فى الوقت الحالي. وتتفق معها فى الرأى منى حسن (25 عاماً) التى تعمل فى حرفة السجاد اليدوى و»الكليم»، وتتقاضى تتقاضى هى وزميلاتها المقابل المادى حسب الإنتاج، فالفتاة «الصنايعية» تستطيع أن تسطر من 20 إلى 30 خطاً فى السجادة يومياً، يكون مقابلها المادى يتراوح بين 10 و 15 جنيهاً، أما الفتاة الأقل خبرة فتسطر من 5 إلى 10 خطوط فى اليوم، مما يجعل المقابل المادى لا يصل إلى نصف دولار يومياً.