من أجل بث الثقة في نفوس الشعوب النيلية وإعادة أواصر الصداقة الأفريقية المصرية لسابق عهودها المزدهرة علي مر التاريخ النضالي التحرري المشترك. والتي كانت قد تعرضت لحملات تشويه متعمدة ادت الي اهتزاز هذه الثقة المصرية النيلية تحت دعاوي مغرضة ودعاية مسمومة هدفها الأساسي الوقيعة بين شعب مصر وأشقائه من بقية الشعوب النيلية لأغراض دنيئة عادة, تشكلت بصور جديدة للاستعمار غير التقليدي فأرسلت في نهاية اجتماعاتها بالقاهرة اللجنة التأسيسية للمنتدي البرلماني لدول حوض نهر النيل للدعوة لتقلد عضوية المنتدي الشرفية لجميع السفراء العاملين لدول حوض النيل التسع بالقاهرة بهدف تأكيد عمق الروابط الأخوية التي تجمع الشعوب النيلية في مصير واحد وإزالة الغشاوة من عيون ابناء النيل في الجنوب الحبشي أو الاستوائي علي السواء التي وضعتها الشعوب الاستعمارية من أجل مصالحها الضيقة ومكاسبها الدنيئة وحتي ولو كانت علي حساب أبناء القارة المظلومة والمكبلة في حقبة تاريخية طويلة من العهود المظلمة بقيود وقهر هذه القوي غير المحبة لسيادة السلام والأمن الاجتماعي علي الأرض السمراء الخصبة منجم العالم المنهوب, والاجتماع الذي تم برئاسة الرئيس الشرفي للمنتدي الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أكد أن رسالة المنتدي البرلماني الوليد يجب أن تكون واقعية وواضحة وتحقق أهدافها السامية بإعادة الثقة بين ابناء النيل الواحد وازالة أي لبس أو غموض تم في غفلة من الزمن وذلك من خلال تبادل الزيارات بين أعضاء المنتدي من فئات الشعب المصري من منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية مع الجمعيات والمنظمات النيلية في المنابع الثلاثة للنيل وتنظيم الجولات الميدانية لمشروعات المياه وتعظيم الفوائد من موارد النيل سواء في مصر او دول حوض النيل, بحيث تسهم هذه الزيارات التبادلية في إذابة أي خلافات في وجهات النظر الرسمية وخلق رأي عام شعبي وبرلماني لجميع الشعوب النيلية العشرة حتي تتم في نهاية المشوار كل المشروعات المشتركة التي تقلل من درجات الفقر وتجاوزها بتحقيق أعلي مستويات الرفاهية للشعوب النيلية التي عانت كثيرا من الاستغلال الاستعماري الذي هدد استقرارها ومشروعاتها لإحداث تنمية مستدامة, وعلي أن يتم التأكيد علي أن مشروعات التكامل الاقتصادي التي تتم بمساعدة رجال الأعمال الوطنيين وكبار المستثمرين في هذه الدول سوف تسفر في نهاية الأمر عن إظهار الموارد الحقيقية غير المستغلة لنهر النيل وبيئته, وهي التي تؤدي ايضا لنشر الثقافة المائية التي تقلل بدورها من الفواقد المائية الهائلة سواء في المنابع أو في دولتي المصب. وأكد الدكتور محمود ابو زيد رئيس المنتدي الوليد ان المبادرة المصرية الشعبية لابد وان تجيء من الشقيقة الكبري مصر لإزالة كل الغموض واللبس في حقيقة موقفنا تجاه هذه الدول وشعوبها والتي غزت مشاعرهم بالريبة والشك في حقيقة الموقف المصري ومشروعيته وحتي لو كانت البداية علي أرض الواقع في صورة مشروعات تكاملية برأسمال بسيط تحقق أرباحا معقولة لأبناء النيل, إلا أنها ستكون البداية الحقيقية للنهضة النيلية الكبري. وإرهاصة كبري واقعية للمشروعات الضخمة التي تحقق استثمارات حقيقية تدعم من عوامل الحفاظ علي ثروات النهر الطبيعية ومواجهة تحديات الندرة والتصحر وسيناريوهات التغيرات المناخية المتوقعة بحيث لا تفاجأ شعوب النيل العشرة بكوارث طبيعية مفاجئة. وكانت مبادرة حوض النيل الأخيرة التي بدأت أولي مراحلها الفعلية عام1998 في تنزانيا في مدينة أروشا قد استمرت وحققت جولات ناجحة ومفيدة علي أرض الواقع, وترجمتها بعض الدول النيلية في دعوات للاستثمار علي أراضيها الزراعية غير المستغلة حتي في الأراضي الواقعة زماماتها خارج حوض نهر النيل في إثيوبيا مثلا, وقد دعت مصر لزراعة محصولي قصب السكر والأرز الشرهين لإمتصاص المياه(13 الف مكعب لري الفدان الواحد) علي اراضيها بمنافع متبادلة تدعم أواصر الصداقة الحقيقية, خاصة أن نهر النيل لا يمثل لإثيوبيا مصدرا مائيا رئيسيا لتوافر عدة أنهار وبحيرات ضخمة أخري. وقد دعم من أهمية هذا المنتدي الوليد الذي دعا له المستشار عبد العاطي الشافعي رئيس جمعية حراس النيل الأهلية في تحقيق روابط حقيقية بين الشعوب النيلية يمكنها أن تعيد دفة الأمور والعلاقات من أجل مصلحة أبناء القارة.