لقى جندى تركى مصرعه وأصيب خمسة آخرون فى هجوم لتنظيم داعش الإرهابى على مدينة الباب شمال سوريا أمس، مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة بضمانات روسية تركية. وأعلن الجيش التركى فى بيان عن عملياته العسكرية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فى سوريا، أن الجنود الستة كانوا فى مهمة عسكرية، فى الوقت الذى شن فيه داعش هجومه عليهم إلى الجنوب من بلدة الأزرق بمدينة الباب. وأضاف البيان أن طائرات حربية تركية شنت سلسلة ضربات جوية فى المدينة ومنطقة أخري، حيث دمرت 17هدفا لداعش وقتلت 26من مسلحيه. كما أكد أن الطائرات الروسية شنت ثلاث ضربات جوية فى المدينة أيضا، حيث قتل 12إرهابيا، فى أول تدخل جوى من موسكو لأنقرة التى اشتكت من عدم تلقى الدعم من واشنطن. ويحاصر مقاتلون تدعمهم قوات تركية خاصة مدينة الباب، منذ أسابيع فى إطار عملية العدوان التركى على الشمال السورى المسماة ب»درع الفرات» التى بدأتها تركيا أغسطس الماضي، بحجة تأمين تطهير الحدود(السورية-التركية) من سيطرة داعش. وفى السياق نفسه، أكدت وسائل إعلام التزام أطراف الأزمة السورية باتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل أمس -الجمعة- رغم من وقوع اشتباكات فى مناطق عدة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئولين فى المعارضة قولهم إن حالة من الهدوء ما تزال مستمرة فى معظم مناطق البلاد مع سريان اتفاق الهدنة، بالرغم من اندلاع اشتباكات بين الجيش السورى وفصائل المعارضة المسلحة على امتداد الحدود بين محافظتى إدلب وحماة، بالإضافة إلى سماع دوى إطلاق نار فى مناطق متفرقة جنوب البلاد، فى شمال غرب مدينة درعا وريف القنيطرة الأوسط على وجه الخصوص. من جانبها، أوضحت مصادر ميدانية أن الفصائل المسلحة هى من خرقت الهدنة وشنت هجوما على مواقع للجيش السورى فى محور تلة البيجو بمحيط بلدة محردة فى ريف حماة الشمالي، بينما حملت جماعة ما يسمى ب «جيش الأنصار» قوات الجيش السورى المسئولية عن انتهاك وقف إطلاق النار، بقصف مناطق فى قريتى عطشان وسكيك فى محافظة إدلب عند الحدود مع حماة. واندلعت اشتباكات فى منطقة وادى بردى شمال غرب العاصمة السورية دمشق، حيث قصفت مروحيات تابعة للجيش مواقع جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، والتى تعد خارج اتفاق وقف إطلاق النار إلى جانب داعش. فى الوقت نفسه، اعتبر محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى أن وقف إطلاق النار الشامل الذى تم التوصل إليه هو «إنجاز كبير». ودعى ظريف على تويتر إلي «استغلال هذه الفرصة لاقتلاع جذور الإرهاب». من جانبها، أشارت وكالة «أرنا» الرسمية الإيرانية أن ظريف أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسى سيرجى لافروف. وذكرت أن المسئولين»رحبا بوقف إطلاق النار فى كامل سوريا وشددا على مكافحة الإرهاب وتنظيمى داعش وجبهة النصرة وحلفائهما». وفى بروكسل، صرح ينس شتولتنبرج سكرتير عام حلف شمال الأطلنطي»ناتو» بأن استخدام القوة العسكرية فى سوريا قد يؤدى إلى تفاقم الأوضاع فى الدولة التى تموج بالصراعات. وقال شتولتنبرج فى مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية»نعرف أن القوة العسكرية هى أداة بالغة القوة، ولكننا نعرف أيضا أن القوة العسكرية لا تحل دائما المشكلات، وقد قام حلفاء الناتو بتقييم الوضع فى سوريا، وتوصل التقييم إلى أن استخدام القوة العسكرية قد يؤدى إلى تفاقم الوضع». فى غضون ذلك، بحث الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، مع نظيره الكازاخستانى نور سلطان نزارباييف جولة المفاوضات المتعلقة بتسوية الأزمة السورية، التى ستجرى فى العاصمة الكازاخية»الآستانة». وذكر الكرملين أن الرئيسين الروسى والكازاخى بحثا القضايا المتعلقة بمفاوضات الآستانة للتسوية السورية المرتقبة، والتحضيرات الجارية لها بعد تعليمات الرئيس نزارباييف وزارة الخارجية الكازاخية باتخاذ الخطوات اللازمة لبدء المباحثات فى المستقبل القريب. من جهة أخري، أكد مصدر دبلوماسى فى الأممالمتحدة لوكالة «تاس» الروسية أن مجلس الأمن الدولى عقد اجتماعا مغلقا بطلب من روسيا لدراسة واقع الأوضاع فى سوريا بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد المصدر أن روسيا عرضت فى الاجتماع مشروع قرار لدعم الهدنة فى جلسة علنية. جاء هذا فى الوقت الذى قام فيه 3من نواب البرلمان الأوروبى بزيارة قاعدة حميميم الجوية الروسية فى ريف اللاذقية، وذلك بعد لقائهم الرئيس السورى بشار الأسد مع وفد برلمانى روسى فى دمشق. وأوضح قسطنطين كوساتشيوف رئيس لجنة الشئون الدولية فى مجلس الشيوخ الروسى أن النواب الأوروبيين الثلاثة، وهم من إيطاليا ولاتفيا وإستونيا تعرفوا على أنشطة المركز الروسى المعنى بمصالحة الأطراف المتنازعة فى سوريا، بما فى ذلك إرسال المساعدات الإنسانية، وتقديم خدمات الرعاية الصحية للسكان المدنيين. وأضاف كوساتشيوف أن برنامج الزيارة لسوريا، يشمل أيضا عقد لقاءات مع قيادة البرلمان السوري.