فى ظل الأحداث المتلاحقة التى تمر بها مصر .. يجب أن نسأل أنفسنا قبل أن نسأل أى شخص آخر ؟ ما الذى نريد تحقيقه ؟ وكيف؟ ومتى؟ فى ظل الارادة السياسية ورغبتها فى أن تسابق الزمن وتحقق بعض الانجازات التى يشعر بها المواطن نجد أن البيروقراطية مازالت تسوس فى جسد المجتمع المصرى . لقد مررت بتجربة مريرة فى الشهر العقارى .. والواقع يشير الى الواقع المرير الذى نحياه فى ظل بطء الموظف وعدم رغبته فى العمل وشعوره بأنه يعمل متفضلا على المواطن الغلبان الذى وقع حظه العاثر أمام هذا الموظف. لقد ذهبت لإحدى مكاتب الشهر العقارى فى مصر الجديدة أى منطقة راقية وذهبت فى الثامنة والنصف صباحا رغبة منى فى انهاء الأوراق مبكرا ثم الذهاب لمقر عملى واذا بى فوجئت أن المكتب لا يفتح الا الساعة التاسعة جلست على الأريكة الخشب أنتظر الفرج حتى التاسعة ... جاءت التاسعة ولم تطل بادرة أمل بقرب فتح المكتب وأخبرنا الموظف أن الموظفين فى الطريق ولم يأتى أحد ثم تم فتح المكتب الساعة التاسعة والربع فسعدنا لهذه البشرى السارة واذا بنا ننتظر حتى التاسعة والنصف وخمس دقائق حتى يصل جميع الموظفين للمكتب ثم انتظارنا وعندما طلبت من مدير المكتب انهاء الورقة التى كنت أطلبها قال لى انتظرى أو امشى وتعالى فى يوم إجازة عندك فقلت له دى ورقة لن تستغرق 5 دقائق قال لى الموظفين لم يحضروا بعد .. ثم جاءت العاشرة وبدأوا فى المناداة على أسماء الموطنين وبدأنا الطابور الطويل ثم نادى على اسمى أخيرا الساعة العاشرة والنصف واذا بى أجدنى أمام لفة طويلة من التوقيعات والذهاب لشباك رقم 1 لتسعير الرسوم ثم شباك 2 لدفع الرسوم ثم شباك 3 ثم النزول للأرشيف للبحث عن التوكيل واذا بى أجد غرفة مليئة بالأوراق القديمة وكأننا فى القرن التاسع عشر ولسنا فى عصر تكنولوجيا المعلومات فى القرن الواحد والعشرون وظل يبحث الموظف عن التوكيل لما يقرب من 45 دقيقة ... أى أننى لم أنتهى من هذه الاجراءات الا فى الساعة الثانية عشر ظهرا أى الانتهاء من الحصول على توكيل من الشهر العقارى استغرق ثلاث ساعات ونصف. ثم بعد ذلك ذهبت للموظف المختص وكلى حسرة وألم على ما نفعله بأنفسنا ... وعلى العذاب الذى يعانى منه المواطن المصرى لانهاء أى ورقة من أى جهة حكومية ... وأليس هناك طريقة لتسهيل هذه الاجراءات فى شباك واحد ... ووضع الأرشيف بالقرب من الشبابيك وخاصة أن هناك مترددين على الشهر العقارى من كبار السن الذين لايستطيعون الطلوع والنزول ولا يستطيعون الانتظار فترات طويلة ... هل هذا يحدث فى اى دولة من دول العالم ؟ أم الموظفين يتلذذون بتعذيب المواطن المصرى واشعاره بأنه يمن عليه نتيجة عمله وقدومه للعمل ولم يحصل على إجازة .. بجد الواقع أكثر مما أريد كتابته .. الواقع يشير أننا لا نتقدم ولا نستفيد من التكنولوجيا ...كما أن طريقة تعامل الموظف مع المواطن تشير الى كرهه للعمل وعدم رغبته فى تطوير نفسه... أطالب المسئولين سواء عن الشهر العقارى أو أى مكان حكومى أن يكون هناك إجراءات تسهل على المواطنين وتجميع الخدمات على شباك واحد بدلا من سلسلة تعذيب المواطنين ... وأن تكون هناك دورات تأهيلية للموظفين الذين يجلسون على الشبابيك فى التعامل مع المواطنين وكذلك عمل أرشيف اليكترونى لهذه الأوراق القديمة والمعرضة سواء للسرقة أو للحريق . يجب أن تكون لدينا إرادة التغيير والتطوير حتى فى ظل محدودية الإمكانيات فهمها دول فقيرة استطاعت التغلب على الفقر بأفكار جديدة ... ولا سنسير على درب الموظف الشهير سيد أفندى القائل فوت علينا بكره يا سيد . ولنتذكر مقولة "براوننج"* نحن نسقط لكي ننهض .. ونهزم في المعارك لنحرز نصرا أروع .. تماما كما ننام لكي نصحو أكثر قوة ونشاطا[email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر;