ظاهرة التشخيص والعلاج عبر العالم الافتراضى - الإعلام والانترنت - تعنى أن هناك مشكلة تدفع الإنسان سواء عن جهل أو فقدان الثقة فى دور الطبيب الذى درس 7 سنوات وتعلم ومارس مهنة الطب، حيث أصبح الكثير من الأمهات يشخصن الحالة الصحية لهن ولأطفالهن عبر مواقع الانترنت، ولا تكتفى الأم بهذا فقط بل تأخذ من المواقع تركيب الدواء والاسم العلمى له والجرعات، ثم تتصل بالصيدلية وتطلب الدواء وتعطيه لمريضها.. أما عرض المشكلات الصحية على الهواء عن طريق البرامج التليفزيونية أو الإعلامية فتلك مشكلة أخري.. حيث يشخص الطبيب المستضاف الحالة بسؤال المريض عدة أسئلة ثم يؤكد أنه يعانى المرض «الفلاني».. للأسف أصبح العالم الافتراضى يدخل فى كل تفاصيل حياتنا حتى التشخيص والعلاج دون وعى من الكثيرين لمدى خطورته. د. آمال البشلاوى أستاذة طب الأطفال وأمراض الدم بكلية الطب قصر العينى توضح: التشخيص والعلاج عبر الإنترنت أو البرامج التليفزيونية خطأ، وهى صيحة فوضى وجهل ولا يمكن أن يحدث هذا فى الخارج، وأنا أرفض التشخيص لأى مريض أو أن أصف أى دواء دون الكشف عليه، وخاصة الأطفال، كما أرفض أن يقوم الصيدلى بعمل تراكيب للأدوية من غير روشتة طبيب متخصص، وأحذر من التشخيص وأخذ معلومات أو وصف أدوية عبر الإنترنت.. فعلى سبيل المثال يعانى طفل من الأنيميا وينصح بتناول الحديد، بينما قد يكون الطفل مصابا بأنيميا البحر المتوسط مما يسبب تراكم الحديد فى الكبد والقلب والطحال، مما يمثل خطورة على حياته.. من المفترض على أى أم ألا تعطى ابنها أى دواء حتى الفيتامينات إلا باستشارة الطبيب المختص، لأنه قد يكون ضارا، الطبيب وحده يعلم الحالة الصحية ومدى احتياج الطفل، أما أن يصرف الصيدلى أى دواء دون روشتة فهذا ممنوع تماما، ومثال على ذلك الأدوية الخاصة بالديدان والطفيليت لأنها قد تؤدى إلى فشل النخاع العظمى والأنيميا الخبيثة عند الطفل. د. محمد عبد الستار، صيدلى يؤكد أن أهم الأسباب التى تدفع البعض إلى العلاج عبر العالم الافتراضى أن الناس تجهل أهمية الكشف واستشارة الطبيب المتخصص والكسل وتبدأ التشخيص وعلاج نفسها وتأخذ اسم التحاليل عبر النت والتشخيص وتعالج نفسها، موضوع الكشف أو التشخيص عبر الإنترنت يحدث بشكل ملحوظ، فالشخص يرى الأعراض التى تتشابه معه أو نفس حالته فيبدأ فى السؤال عن العلاج، وقد يصف بعض التراكيب لأدوية معينة معتقدا أن نفس العلاج سيفيده وهذا اعتقاد خاطيء وخطير وممنوع، ذلك أن الطبيب المتخصص هو من يصف الدواء، فبعد الفحص يمكن للطبيب أن يطلب التحاليل والأشعة التى تؤكد شيئا لأن أعراض المرض قد تتشابه بنسبة 70 إلى 80 % ، كما أن كل حالة تختلف عن الأخري، كذلك 90% من الأدوية لها آثار جانبية حتى المسكنات، وأكبر خطر هو المضادات الحيوية التى لها آثار سلبية على الكلى والكبد، ونجد الناس تأخذه من وصفات عبر النت دون الحاجة، حتى أصبحت البكتيريا لا تتأثر وقد تتفاقم الحالة فيضطر إلى تناول كمية وجرعات أكبر، هنا لابد أن يراعى الأطباء الظروف الاقتصادية فما بين الكشف عالى الثمن والفحوصات من تحاليل وأشعات والأدوية يرهق المريض ماديا، أما دورى كصيدلى فهو أن أقدم العلاج للحالات العادية كالسخونة، نزلات البرد والإسهال بالأدوية المؤقتة حتى يتوجه المريض للكشف.. أما إذا شككت أن الحالة غير عادية، فأدعوه أن يتجه إلى المستشفى أو الطبيب المتخصص.