عندما يقول الجنرال المتقاعد مايكل فلين والمرشح لمنصب مستشار الأمن القومى الأمريكى فى الإدارة الجديدة التى ستسكن البيت الأبيض يناير المقبل: «إنه يرى فى روسيا شريكا عسكريا محتملا فى سوريا وفى أماكن أخري». وهذا معناه أن أمريكا سوف تتخلى عن السياسة العقيمة التى أضاعت هيبتها. والحقيقة أن أمريكا تأخرت فى اتخاذ هذه الخطوة طويلا لأن إدارة أوباما ظلت تتأرجح بين استحقاقات أمنها القومى والتى تحتم إعطاء مكافحة الإرهاب أولوية وبين رغبات البيت الأبيض فى عدم التخلى كلية عن نهج سلفه الجمهورى جورج بوش الابن فى تأديب وتطويع الأنظمة التى تراها واشنطن أنظمة مارقة ولكن إدارة أوباما اضطرت مؤخرا إلى إجراء تعديل فى استراتيجية مكافحة الإرهاب بالتخلى عن مفهوم التدخل العسكرى المباشر فى الخارج لنشر الديمقراطية والاكتفاء فقط بإمكانية اللجوء إلى توجيه ضربات بطائرات دون طيار أو استخدام كوماندوز فى مهام قصيرة ومحددة. ولا شك فى أن هذا التوجه الجديد والمحتمل من جانب إدارة ترامب فى اعتبار روسيا شريكا عسكريا محتملا فى سوريا وفى أماكن أخرى من العالم يتفق مع المزاج الأمريكى الذى كشفت عنه استطلاعات رأى عديدة أظهرت أن غالبية الأمريكيين لم يتحمسوا لبعض الدعوات التى كانت تطالب بتدخل أمريكى فى معركة حلب الأخيرة وأن أقصى ما قال به الأمريكيون هو التعبير عن شعورهم بالحرج وألم الضمير من اتساع مساحة القتل والتدمير فوق الأرض السورية. ويبدو أن مجيء ترامب إلى الحكم حاملا رؤية حاسمة بشأن خطر الإرهاب تقترب من رؤية بوتين ربما يساعد على قرب الوصول إلى لحظة الحقيقة التى تتوق لها البشرية فى عالم جديد لن يكون فيه مكان ولا مستقبل للإرهاب والإرهابيين... وليس طرد وإجلاء الإرهابيين من حلب سوى خطوة تمثل مقدمة لما هو محتمل وآت فى الحرب على الإرهاب! خير الكلام: ليس الأعمى من فقد بصره وإنما من يأبى رؤية الحقيقة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله