تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب دبلوم الصنايع والتجارة    وزيرالخارجية: أبناء مصر بالخارج ركيزة أساسية لتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا    أسعار الخضروات في سوق العبور للجملة اليوم الإثنين 14 يوليو    أسعار الذهب تستقر مع بداية تعاملات الأسبوع    تراجع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 14 يوليو 2025    استمرار أعمال لجنة تأمين محطات مياه الشرب والصرف الصحي بالأقصر    وزير الزراعة يؤكد أهمية فتح آفاق جديدة أمام المرأة الريفية والشباب    «آكسيوس»: ترامب بصدد إعلان خطة جديدة لتسليح أوكرانيا    وزير الخارجية يعقد لقاءات مكثفة مع عدد من نظرائه الأفارقة بمالابو    تفاصيل أزمة شوبير ومحمد عمارة.. تهديد ولجوء للنيابة العامة    سعر الأسمنت اليوم الاثنين 14 - 7-2025 الطن ب4 آلاف جنيها    إصابة 4 بينهم طفلتان في حادث تصادم مروع على طريق القاهرة - الفيوم الصحراوي    أجواء حارة وشبورة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين 14 يوليو    عمرو يوسف يروّج ل"درويش" بصور من التريلر الثاني والعرض قريبًا    قرار مصيري يؤجل زفاف شقيقة أسماء أبو اليزيد.. "فات الميعاد" حلقة 22    وزير الخارجية الروسي يغادر كوريا الشمالية بعد زيارة استغرقت3 أيام    تصحيح امتحانات الثانوية العامة 2025 يدخل مرحلته النهائية.. تفاصيل جديدة حول إعلان النتيجة    حميد الشاعري يتألق في افتتاح المسرح الروماني (فيديو)    بكام طن الشعير؟.. أسعار الأرز وقائمة السلع اليوم الإثنين 14 -7-2025 ب أسواق الشرقية    تنسيق معهد فني تمريض والدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات القبول ورابط تسجيل الرغبات    بعد بيان الأهلي.. إبراهيم المنيسي يكشف مصير بيع إمام عاشور.. وجلسة حاسمة    تطورات «الضبعة النووية» بعد تركيب المستوى الثالث لوعاء احتواء المفاعل الثاني    ترامب: أمريكا تعتزم بيع صواريخ باتريوت للاتحاد الأوروبي لصالح أوكرانيا    المهرجان القومي للمسرح يختتم ورشة "التذوق الموسيقي" ويمنح شهادات مشاركة للمتدربين    انطلاق أولى جلسات المحور الفكري بمهرجان المسرح تحت شعار «تحولات الوعي الجمالي»    مدفعية الاحتلال تستهدف منطقة المسلخ غرب خان يونس    «عمري ما هسكت وأنا مبخفش من حد».. مصطفى يونس يفاجئ مجلس الأهلي برسائل نارية    أفضل عشاء لنوم هادئ وصباح مفعم بالطاقة    السودان.. مقتل 18 شخصا بينهم أطفال في هجمات قوات الدعم السريع قرب بارا بشمال كردفان    تطبيق الهيئة الوطنية للانتخابات.. استعلم عن لجنتك في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    وزير العمل: القانون الجديد قضى على استمارة 6 سيئة السمعة.. والحكم خلال 3 أشهر من النزاع (فيديو)    ضغوط أمريكية لفرض عقوبات على روسيا    «هتتحاسب».. شوبير يوجه رسائل نارية ل كريم حسن شحاته بسبب «مكالمة الخطيب»    «انت الخسران».. جماهير الأهلي تنفجر غضبًا ضد وسام أبوعلي بعد التصرف الأخير    «هنشر المحادثة».. أول رد من محمد عمارة على تهديد شوبير وبلاغ النائب العام (خاص)    بداية فترة من النجاح المتصاعد.. حظ برج الدلو اليوم 14 يوليو    مي كساب تنشر صورا جديدة من حفل زفاف حفيد الزعيم عادل إمام    تعليق مثير من وسام أبو علي بعد قرار الأهلي الجديد    مطار "لندن ساوث إند" يعلق جميع الرحلات بعد تحطم طائرة ركاب صغيرة    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 14 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    "أنا شهاب من الجمعية" و"أحمد بخيت كوكب".. قصتان متناقضتان لسائقي توك توك في مصر    محمد صلاح: المجلس الحالي لا يقدّر أبناء الزمالك وفاروق جعفر "أهلاوي"    الطب الشرعي يُجري أعمال الصفة التشريحية لبيان سبب وفاة برلماني سابق    على النضارة.. أفضل صورة لترامب وزوجته من نهائي كأس العالم للأندية 2025    ليسوا ريال مدريد أو إنتر ميامي بالفعل.. تشيلسي يكتسح سان جيرمان ويتوج ب كأس العالم للأندية    حزب المؤتمر: وضعنا خطط عمل مشتركة للوصول إلى أكبر شريحة من الناخبين    دعاء في جوف الليل: اللهم اللهم أرِح قلبي بما أنت به أعلم    "عندي 11 سنة وأؤدي بعض الصلوات هل آخذ عليها ثواب؟".. أمين الفتوى يُجيب    فؤاد أباظة: القائمة الوطنية داعمة لجهود الدولة المصرية    مواعيد وشروط التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي 2025–2026    وزير الزراعة: أضفنا 3.5 مليون فدان خلال 3 سنوات.. والدورة الزراعية لا تصلح لكل المناطق    طبيب مصري: أجريت 375 عملية في غزة.. وأدركت هناك قيمة جراحة الشبكية    قد تحميك من أمراض القلب والسرطان.. خبراء يستعرضون فوائد تناول الشمام في الصيف    عادات صحية واظبي عليها يوميا للحصول على جسم رشيق    "ستوديو إكسترا" يعرض استغاثة محمد شوقى.. ووزارة الصحة تستجيب بسرعة    ما حكم الصلاة ب«الهارد جل»؟.. أمينة الفتوى توضح    هل يجوز المسح على الطاقية أو العمامة عند الوضوء؟.. عالم أزهري يوضح    ذكري رحيل السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق.. تعرف على أهم الكتب التي تناولت سيرتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد تفجيرات الهرم والبطرسية
مطلوب عاجلا.. دعم الحل الأمنى وإخراج ملفات المواجهة من الأدراج
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 12 - 2016

نحزن ونتكلم ونسود الجرائد ونعلن الحداد، ونردد كلاما دون فهم أو تعقل ،ثم ننسي ونضع الاقلام إلى أن تتكرر - لا قدر الله- هذه الجريمة النكراء لنفيق على دماء جديدة، ونعيد ما كتبناه. وحتى لا يتكرر ذلك علينا أن نضع بعض النقاط على حروف تناثرت هنا وهناك، نشرح بإيجاز شديد ما حدث،وننبه إلى أننا نسير معصوبى الاعين غير مدركين ان الجريمة قد تتحول الى جرائم إذا لم نفق من غفلتنا ويعلم المجتمع شيئا عما يدور وأسبابه وطرق علاجه.
...........................................................................
فى البداية يشرح لنا على بكر الخبير فى شئون الحركات المتطرفة كيفية انتماء الانتحارى محمود شفيق إلى مجموعات العنف العشوائى التى ارتبط الكثير منها بتنظيم «داعش» وتدرب على يديه، وخطورة تلك المجموعات العشوائية .. فينبه أولا الى ان مجموعة الجرائم الارهابية التى انتهت بتفجيرات شارع الهرم يوم الجمعة الماضية ثم الكنيسة البطرسية يوم الاحد الماضى تشير الى ان هناك حالة من العنف المتصاعد ضد الدولة المصرية ،لافتا إلى أن خطورة هذا العنف تكمن فى عشوائيته.
ورجح بكر أن يكون الارهابى الانتحاري محمود شفيق أحد شظايا العنف العشوائى المتناثرة فى مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013 ،مضيفا: « غالبا ينتمى المجرم الى مجموعات العنف العشوائى التابعة لجماعة الاخوان الارهابية «،وبرر رأيه هذا بحالة الانقسام التى تمر بها الجماعة وأدت الى ظهور تلك المجموعات الرافضة للتعامل السلمى مع الدولة بعد 30يونيو.
وأشار إلى انقسام الجماعة إلى شطرين أو فريقين:» الشباب والقيادات»، ولكل فريق منهما منهجه الخاص فى التعامل مع ثورة 30 يونيو،فالقيادات الاخوانية ترغب فى المصالحة مع الدولة، بينما يرفض الشباب هذا الطرح ويؤكدون استمرارهم على نهجهم فى تبنى العنف ضد الدولة ،الذى يتمثل فى العمليات النوعية ،والتى يسمونها مقاومة أو حراكا ثوريا، وشكلوا مجموعات للعنف العشوائى غير مترابطة تنظيميا.
وترجع خطورة هذه المجموعات ،بحسب على بكر، إلى صعوبة توقع ضرباتها،فغالبا تقوم المجموعة بضربة واحدة فقط ثم تختفى لحماية أعضائها من الملاحقات الأمنية،ولذلك فان مهمة الأجهزة الامنية فى مواجهة هذا العنف ليست سهلة، وقال ان العمليات النوعية الاخيرة قد تكون انتقاما لحكم الإعدام على الإرهابي عادل حبارة،او لمصرع الاخوانى محمد كمال « رئيس اللجان النوعية» ،مؤسس الجناح المسلح للتنظيم الإرهابي،المتهم بمسئوليته عن اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والعقيد وائل طاحون، ومجموعة من ضباط وأفراد هيئة الشرطة والقوات المسلحة، ومحاولة اغتيال المفتي السابق علي جمعة، وتابع بكر ان منفذ عملية تفجير الكنيسة بالتعاون مع متهمين آخرين، كما هو معلن من الأجهزة المختصة، ليس بالضرورة ان يكون قد تلقى اوامره من مكاتب الشباب او قائد تنظيمى، حيث ان المجموعات العشوائية لا قائد لها،وخاصة بعد مقتل محمد كمال.
وحول توقيت العملية الارهابية أشار إلى أدبيات الفكر الجهادى التى ترى تنفيذ العمليات الجهادية فى المناسبات الدينية ،حيث ترفع فيها الاعمال بأجر وثواب أكبر مثل شهر رمضان الكريم،ولذلك أقدموا على تنفيذ العملية فى ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ،ظنا منهم أن أجر الشهادة فى سبيل الله سيكون أكبر، وبالطبع اعتقادا منهم أن تلك العملية هى عملية استشهادية وان منفذها فى الجنة، وليست عملية انتحارية ، أما رسالتهم الثانية فهى أنه لا يوجد ما يمنعهم مطلقا من ممارسة أعمالهم حتى فى الأعياد والإجازات الرسمية ومع المصلين فى الكنيسة.
وأوضح على بكر ان شباب الاخوان الذين انفصلوا عن القيادات يرون أن الحل الأوحد هو الجهاد او الحراك الثورى كما يطلقون عليه،ولذلك هم يرفضون فكرة المصالحة التى يروج لها ويدعو اليها « الحرس القديم» او القيادات القابعة خلف السجون،لافتا إلى أن المصالحة بين الاخوان والدولة تواجه صعوبات جمة، حيث يحتاج الامر إلى مصالحة بين شباب وقيادات الاخوان اولا، وهو ما يستحيل حدوثه حاليا.
وعن الحلول قريبة الامد والبعيدة للارهاب ، قال إن الحل العاجل هو حل أمنى بحت ، يستوجب مراجعة كل بؤر العنف العشوائى فى أشهر القطاعات مثل الفيوم ( معقل الانتحاري) ،والمطرية وأسيوط ،وغيرها من البؤر،أما بعيدة الامد فهى تبنى الدولة استراتيجية متكاملة الأركان للوقاية الفكرية من الاٍرهاب وإعادة قراءة النصوص الفقهية من علماء ودعاة مستنيرين .
ولاية سيناء
وبحسب ما أعلنت المصادر الأمنية فإن الارهابى مرتكب الجريمة النكراء قد انضم إلى تنظيم بيت المقدس أو ولاية سيناء،ولذلك نتوقف قليلا عند أهم محطات لهذا التنظيم :
-يعود نشاط الجماعات الجهادية والتكفيرية المسلحة في سيناء بصفة عامة إلى التسعينات، حينما انتقلت إلى هناك مجموعات من المطاردين بسبب الصراع الدائر بينهم وبين جهاز الأمن في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وانضم لهم بعض الساخطين والغاضبين من سوء المعاملة والرافضين لاتفاقية كامب ديفيد 1979
-حينما تأسست في عام 2002 أول جماعة جهادية مسلحة، وهي «التوحيد والجهاد» على يد الطبيب خالد مساعد (لقي مصرعه في مواجهة أمنية)،اعتنقت أسلوب العنف وحمل السلاح ضد النظام، وقامت عناصر هذا التنظيم بعدة عمليات إرهابية في الفترة بين عامي 2004 – 2006، استهدفت خلالها بعض المناطق السياحية فى جنوب سيناء،وكانت أبرز هذه الهجمات التفجيرات التي وقعت في «شرم الشيخ» و«دهب» و«نويبع» عام 2004.
-وعقب ثورة 25 يناير والإطاحة بالرئيس مبارك مباشرةً،ظهرت جماعات أخرى أو انشق بعضها لتظهر جماعات أخرى هي: أنصار بيت المقدس،مجلس شورى المجاهدين - أكناف بيت المقدس،السلفية الجهادية،جند الإسلام
وهذه الجماعات قريبة من تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى «الرايات السوداء» في العريش.
وكانت أهداف أغلب هذه المجموعات – خصوصا «بيت المقدس» هي: مهاجمة الإسرائيليين عبر الحدود ، ولم يُعرَف عنها توجهات محددة لمهاجمة قوات الجيش والشرطة في سيناء حتى 25 يناير 2011، ولكن بعدها بدأ عدد منهم فى استهداف قوات الشرطة والجيش، بدعاوي مختلفة .
شهدت الفترة التي أعقبت 25 يناير، ظهور انتماءات علنية من بعض مجموعات سيناء التكفيرية والجهادية إلى تنظيم «القاعدة»، كما تمت عمليات اندماج بين عدة حركات.
ففي 23 يناير 2012، توحدت بعض هذه التنظيمات في سيناء، وتم التنسيق فيما بينها في إطار ما سمي «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس»، و«جماعة أنصار الجهاد في سيناء»، وصدر بيانهم الأول يبايعون فيه أيمن الظواهري، وتنظيم القاعدة.
ثم تصاعدت أنشطة هذه التنظيمات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية وضد الجيش والشرطة أيضا خلال عام 2012، في ظل الفوضى الأمنية في سيناء،ومع تصدي الجيش والشرطة لهم، بدأ الصراع يتجذر ويتحول تدريجيا من استهدافهم لإسرائيل، إلى الهجوم على قوات الجيش والشرطة، ففي أعقاب 25 يناير2011،«وهو ما يشكل لغزا عن رغبة الجماعات الارهابية فى استثمار حالة الفوضى المتوقعة». وتخصصت هذه الجماعات في تفجير خط تصدير الغاز المصري لإسرائيل والأردن، حتى وصل عدد عملياتها إلى قرابة 22 عملية تفجير لخط الغاز حتى 2015، فضلا عن عشرات الهجمات على كمائن الجيش المصري الثابتة في شمال سيناء، خاصة كمين «الريسة» في مدخل العريش شمال سيناء.
- وبعد اعلان خريطة الطريق فى 3 يوليو 2013، تصاعدت هجمات «أنصار بيت المقدس» وتمدد عملياتها – لأول مرة – للقاهرة في صورة تفجير مديريات أمن وأهداف حيوية.
ومن ابرز المحطات واخطرها فى تاريخ هذه التنظيمات اندماج بعض هذه المجموعات مع تنظيم «أنصار بيت المقدس»،ففى نوفمبر 2014، أعلن بيت المقدس عن مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وتغيير اسمه إلى «الدولة الإسلامية– ولاية سيناء».
وفي مايو2015 بث تنظيم «ولاية سيناء» التابع لتنظيم داعش تسجيلاً مرئيًا لأول بيعة مصورة يؤديها عناصر التنظيم لأبي بكر البغدادي.
ثم انطلقت أخطر عمليات هذا التنظيم ضد الجيش والشرطة في مصر وخصوصا في سيناء تحت اسم «ولاية سيناء»، وكذلك فى بعض المحافظات، وبحسب ما أعلنت المصادر الأمنية فإن الانتحارى محمود شفيق انضم للتنظيم .
من هنا نبدأ
لكن السؤال المطروح حاليا كيف يمكن علاج الاٍرهاب ؟
يقول الدكتور عثمان عبد الرحيم الأمين العام للهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة، أن الحل بتجديد الخطاب الدينى، الذى يبدأ بإعداد الداعية إعدادا جيدا لانه العنصر الأساسي في قضية التجديد،ولا يتم الإعداد دون منظومة تقييم تتعرف على معطيات الواقع والازمات الحالية،وتحديد مواطن القوة والضعف فى الخطاب،وبالتالى نحن فى حاجة إلى مؤشر يعمل على توفير البيئة المناسبة والقاعدة القوية لاتخاذ القرار الدعوي السليم من خلال إبراز الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية بما يتيح وضع الحلول المناسبة لمعالجة نواحي الخلل والقصور في الخطاب الدعوي.
وأوضح ان مجال الدعوة الاسلامية يفتقد لمعايير ومواصفات تواكب العصر ولا تخل بمضمون الدعوة ، ويحتاج لآلية وأداة لقياس وتشخيص متغيرات النظام الدعوى، سواء من حيث الكم أو الكيف،بشكل مفرد أو بإدماج عدد من المتغيرات فى نقطة معينة ،بشرط توافر الأسلوب العلمى فى بنائها وحساب قيمتها ،مع توافر مواصفات القياس كالصدق والثبات.
واشار د. عثمان الى أهمية استحداث مؤشر للدعوة يتمثل فى عدة محاور ،أولها استحداث مؤشر يتيح للمسئولين قياس مسيرة الدعوة كما وكيفا،وتحديد المعلومات التي تتوافر لدى المؤسسات الدعوية للنهوض بمسيرتها،وثالثها توفير بعض عناصر العملية الدعوية كإحصائيات دقيقة لعدد المساجد واعداد الدعاة وإشكاليات الدعوة،ورابعها اتاحة معلومات تتعلق بمستقبل المنظومة الدعوية،وتكوين فكرة أو تصور عن واقع النظام الدعوي من ناحية، ونقل هذا الواقع إلى مسئولي المجال الدعوى أو المجتمع بشكل عام من ناحية أخرى،ووصف الأوضاع الدعوية، والفهم لهذه الأوضاع وتحليلها، واتخاذ القرارات بشأن تحسينها.
توصيات أتلفها التراب
وإذا كان الدعاة فى حاجة إلى إعداد وتأهيل لخطابهم ،فماذا عن المجتمع بأكمله ؟
بالطبع سنجد الاجابة على هذا السؤال فى الكثير من المؤتمرات المصرية والاقليمية والعالمية، « فلن نخترع العجلة» ..
سنجد عشرات بل مئات التوصيات الصادرة عن المؤتمرات تتحدث عن الاٍرهاب ومواجهته، لكن للأسف تلك التوصيات نائمة فى الأدراج حتى أتلفها التراب، ومنها توصيات للمؤتمر السنوى الثالث عشر الذى عقده المجلس المصرى للشئون الخارجية فى يناير من العام الحالى بعنوان « مصر وتحديات الاٍرهاب» ،وتتضمن أجندة يمكن البناء عليها لمواجهة الاٍرهاب ،وهى:
-1 أهمية دفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستوى المعيشة وتخفيف حدة الفقر.
-2 الاهتمام بالتربية والتعليم منذ المراحل الأولى لتنشئة الشباب من الصغر على المثل والقيم واحترام القانون لتفادي وقوع الشباب في براثن التنظيمات الارهابية.
-3 مواجهة المشاكل الاجتماعية الناتجة عن تفكك الأسرة المصرية نتيجة هجرة رب الأسرة للحصول على وظائف لتحسين دخل الأسرة وترك العائلات بدونهم، الأمر الذي أدى الى عدم الاهتمام الكافي بتنشئة الشباب تنشئة سليمة في غيبة أولياء أمورهم والانحراف عن التربية السليمة مما ساعد التنظيمات الارهابية على تجنيد بعض هؤلاء.
-4 ترشيد الخطاب الديني ، لتفادي التفسيرات المتطرفة للجماعات الارهابية والتكفيرية لتوظيفها لخدمة تلك التنظيمات. وعلى الأزهر ووزارة الأوقاف أن تقوم بجهود مضاعفة تحقيقاً لذلك.
-5 انشاء مرصد وطني في مصر على غرار تجربة الدول الأخرى لرصد دعايات وتحركات التنظيمات الارهابية لتتمكن أجهزة الأمن مبكراً من التعرف على عملياتها التخريبية ومواجهتها مبكرا بقدر الإمكان. وفي هذا المجال الاستفادة من المركز المصري للدراسات الاجتماعية والجنائية.
-6 ترشيد الاعلام، من خلال برامج التوعية بتوخي الحذر في استخدام مناخ حقوق الانسان والحريات الأساسية في الانحراف بمهمة الاعلام، الأمر الذي تستفيد منه التنظيمات الارهابية والتكفيرية، وأن يكون نبراس الاعلاميين ليس هو السبق الصحفي قبل التحقق من صحة الخبر، وأن يكون الشعار الرئيسى هو «ليس كل ما يعرف يقال وليس كل ما يقال حضر أهله وليس كل ما حضر أهله حان وقته وليس كل ما حان وقته صح قوله».
-7 التحذير من استخدام الشعارات الخاصة باحترام حقوق الانسان والحريات الأساسية لممارسة الأنشطة الارهابية والتخريبية والاطمئنان الى أن احترام الحقوق والحريات ملاذا للارهابيين للافلات من العدالة وأجهزة الأمن، في نفس الوقت الذي يجب فيه احداث التوازن اللازم فيما بين مكافحة الارهاب واحترام حقوق الانسان وحرياته الأساسية. وفي هذا الصدد أوصى المؤتمر بضرورة التفاعل بين منظمات المجتمع المدني خاصة تلك المعنية بحقوق الانسان وأجهزة الدولة لرسم منظومة متكاملة ومتناغمة فيما بين الجانبين لاحترام مؤسسات الدولة وإعمال القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
-8 التنفيذ الكامل والأمين للاستراتيجيات الاقليمية والدولية المعنية بحقوق الانسان ومكافحة الارهاب والقرارات الاقليمية والدولية ذات الصلة وتحديث الاتفاقيات الدولية التي مضى عليها زمن طويل لتتواكب مع التوجهات الحديثة والمعاصرة التي انعكست في قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة.
-9 الاشارة الى الدور المهم الذي تقوم به مصر ابتداءً من يناير 2016 بعد عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن لمدة سنتين ورئاستها للجنة الارهاب في مجلس الأمن الأمر الذي علق المؤتمر أهمية عليه، في تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الارهاب.
-10 التنسيق فيما بين مختلف الدول على المستوى الاقليمي لتبادل المعلومات عن المنظمات الارهابية ونشاطها ومصادر تمويلها.
-11 فضح ممارسات الدول والجماعات والمنظمات غير الحكومية التي تقوم بتمويل ودعم المنظمات الارهابية.
-12 محاولة تحديث البيانات المتعلقة بوسائل وطرق تمويل المنظمات الارهابية، وإحكام الرقابة والسيطرة عليها.
الكنيسة البطرسية .. تاريخ دولة
تعد الكنيسة البطرسية أشهر كنيسة كرست على اسم الرسولين «بطرس» و«بولس»،حيث تولت عائلة «بطرس غالى باشا» بناءها فوق ضريحه عام 1911 م على نفقتها الخاصة، تخليداً لذكراه، حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة.
وبُنيت الكنيسة على الطراز «البازيليكى» ويبلغ طولها (28) متراً وعرضها ( 17 ) متراً، ويتوسطها صحن الكنيسة والذي يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية في كل جانب، وقد تولى تصميم المبانى والزخارف مهندس السرايات الخديوية «أنطون لاشك بك»، ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي « بريمو بابتشيرولى» وقد أمضى خمس سنوات في تزيين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة والتي تمثل فترات من حياة السيد المسيح والرسل والقديسين.
وتضم الكنيسة العديد من لوحات الفسيفساء التي قام بصناعتها «الكافاليري انجيلو جيانيزى» من فينيسيا
مثل فسيفساء التعميد، والتي تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الاْردن ،ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على أربعة أعمدة، كما توجد صورة بالفسيفساء في قبة الهيكل تمثال للسيد المسيح وعلى يمينه السيدة العذراء وعن اليسار «مارمرقس الرسول» .
والعائلة البطرسية، هي عائلة مصرية قبطية سطر أبناؤها العديد من صفحات تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وشاركوا في صنع العديد من الأحداث الفاصلة في تاريخ مصر منذ الثورة العرابية، مرورا بتوقيع إتفاقية السودان، وثورة 1919 ، وإتفاقية 1936 ، ووصولاً إلي توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومباحثات كامب ديفيد، ووصول واحد من أبنائها إلي منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأول مصري وعربي يصل إلي تلك المكانة المرموقة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.