هو نفسه الوجه القبيح الذي يطل علينا كل مرة مخلفا وراءه دماء الشهداء الزكية .. هو نفسه الوطن الذي يدفع فاتورة الحلم أن تكون مصر كما تستحق ويستحق أبناؤها ويرفض أعداؤها ..تتجدد دماء الضحايا وتتجدد معها أحزان الوطن وإرادة الشعب أن نقف في وجه الإرهاب الأسود...ويتجدد بنفس الإلحاح السؤال المزعج والغامض رغم وضوح بعض تفاصيله : من وراء حادث سيناء ..من يقف خلف ينابيع الدم التى تتفجر كل يوم؟ ... خبراء يرسمون لنا خريطة صانعى الإرهاب ويشيرون لمن فعلها !! فى البداية يقول صبرة القاسمي مؤسس الجبهة الوسطية :«إن العمل الإرهابى الذى وقع فى سيناء يستهدف المسيرة الاقتصادية والمشروعات العملاقة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى ، كما يستهدف إفشال خريطة الطريق وعرقلة أى تقدم للدولة المصرية ومحاولة القيام بأى عمليات عنف لإثارة الشعب على الحكومة» . وأكد أن هناك هدفا تسعى إليه الجماعات الإرهابية المسلحة فى سيناء هو إسقاط الدولة المصرية، وتشكيك المواطنين فى عدم قدرة الدولة على الحفاظ على أمنهم واستقرارهم، والسعى إلى تقديم رسالة قوية للخارج بأن الأوضاع فى مصر غير مستقرة ،مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيفا من العمليات الإرهابية ضد الدولة وتحديدا ضد رجال القوات المسلحة والشرطة، لمحاولة تشتيت الأمن ليبتعد عن مسئوليته الكبيرة فى حماية الوطن . ورجح القاسمى تورط جماعة أنصار بيت المقدس وتنظيم داعش الإرهابى فى العملية الإرهابية بكمين القوات المسلحة بسيناء حيث تسعى هذه الجماعات إلى إنتاج السيناريو السورى داخل مصر، وإسقاط مؤسسات الدولة وإرباك مصر قبل المؤتمر الاقتصادى الذى ستنظمه خلال فبراير المقبل بمدينة شرم الشيخ .. وأضاف: «أن الجماعات الإرهابية تسعى من خلال أعمالها الدنيئة إلى إرسال مجموعة من الرسائل للمواطنين من خلال معتقدهم بتوعية الأشخاص للانضمام إليهم بدعوى نصرة الإسلام «..وقال إن الهدف الرئيسي من القيام بهذه العملية وقت الاحتفال بالعام الهجرى الجديد هو إعادة الدعوة لمن لم يهاجر للمشاركة مع هذه الجماعات لتحقيق ما يزعمون . وشدد على أن أنصار بيت المقدس طالبوا أبو بكر البغدادى بإمدادهم بالسلاح والمال والأشخاص لكى يواجهوا القوات المسلحة التى حاصرتهم فى كل مكان لذلك جاءت العملية الانتحارية فى سيناء لتكشف عن أن الجماعات الإرهابية تكتب شهادة وفاتها على أرض الفيروز ..متوقعا تزايد نشاط الجماعات الجهادية لأنها في الرمق الأخير -كما يقول- لذلك طلبت الدعم لمؤازرتها بعد أن سيطر رجال القوات المسلحة على البؤر الإرهابية التى تأويهم. وأكد القاسمى أن الجماعات الإرهابية فى الخارج استجابت لعملائها وأرسلت لهم إمدادات وتعمدوا القيام بمثل هذه العملية ليثبتوا وجودهم الوهمى على أرض سيناء الطاهرة ، واضاف» لكن رجال القوات المسلحة لن يتهاونوا ولن يهدأوا حتى يدكوا بؤرهم الإجرامية»،وطالب المواطنين بالوقوف صفا واحدا خلف الوطن وجيشه الجسور ليعبر هذه الفترة بأمان.. وأكد أن القوات المسلحة نجحت فى تصفية معظم قيادات أنصار بيت المقدس، واستئصال جذورها بنسبة 95 % مما يدل على الجهود المتواصلة للعمليات العسكرية على أرض سيناء . وكشف عن أن المخابرات الأمريكية حذرت من انتقال شخص يدعى أبو أيوب المصرى واسمه الحركى أبو حمزة المهاجر وهو مواطن مصرى من محافظة سوهاج وانتقل إلى سيناء وهو مهندس عمليات التفجير ووضع القنابل والعبوات الناسفة فى معظم العمليات الإرهابية ، كما أنه أحدث طفرة نوعية فى العمليات الإرهابية،واشار الي أن أبو حمزة المهاجر من تلاميذ القيادى الإرهابى أيمن الظواهرى واستطاع أن يدرب عددا كبيرا من الشباب بالعراق ، كما أنه متخصص فى تصنيع القنابل المتطورة ، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكدت دخوله إلى سيناء ،ورصدت 3 ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات وثيقة عنه..وأشار إلى أن أبو حمزة استطاع أن ينشأ مدرسة لصناعة وتركيب المتفجرات وإعداد السيارات المفخخة ببراعة والقيام بعمليات التفجير عن بعد . مرسى.. الأول اما المحامى الدكتور سمير صبرى فله رؤية قد تكمل بعض تفاصيل الصورة حيث قال إنه تقدم ببلاغ ضد الرئيس الأسبق محمد مرسى يطالب فيه بضرورة تقديمه للمحاكمة العسكرية، لأنه حرض وساعد على دخول الإرهابيين إلى سيناء خلال فترة توليه الحكم ، كما أنه أفرج عن الكثير من العناصر الإرهابية الأخرى، المحكوم عليهم لارتكاب مثل هذه الجرائم..وأكد صبري أن كل من حرض على القيام بعمليات إرهابية يعد مشاركا فيها وهذا ينطبق على المعزول مرسى . الاحكام الأخيرة واشار الدكتور ناجح إبراهيم القيادى السابق بالجماعة الإسلامية الى إن الحادث الإرهابى الجبان الذى استهدف رجال القوات المسلحة فى سيناء يعد ردا على الأحكام الأخيرة الصادرة بشأن عدد من القضايا مثل خلية عرب شركس وخلية مدينة نصر والحكم بإعدام الإرهابى عادل حبارة فى قضية مذبحة رفح الثانية، ومقتل عدد من العناصر التكفيرية فى سيناء وضبط الكثيرين منهم ، وللانتقام من القوات المسلحة لتصفية عدد كبير منهم ..وأكد أن عناصر من تنظيم القاعدة قامت بالتنسيق مع مجموعات من تنظيم داعش الإرهابى للتخطيط للعمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة . واوضح أن الحادث يكشف عن أن هناك مجموعات محترفة القتال فى الكمائن المزدوجة، ومسلحة بطريقة حديثة وهى التى نفذت الجريمة الإرهابية ، كما أن هناك تخطيطا جيدا ويرجح أن يكونوا من العسكريين فى تنظيم داعش الإرهابى..لافتا الى أن عناصر تنظيم داعش يأتون إلى مصر كأفراد عاديين ويتواصلون مع الجماعات التكفيرية فى سيناء، بهدف توسيع نشاط الإرهابيين فى مصر لتصبح مثل سورياوالعراق، مشيرا الى ان أغلب الجماعات الإرهابية فى سيناء تشكلت بعد ثورة 25 يناير فى ظل حالة الفوضى الأمنية. وأشار إلى أن بعض العناصر التكفيرية موجودون فى القاهرة الكبرى، مثل خلية عرب شركس التى تم قتل بعض عناصرها والقبض على الباقين، أما العدد الأكبر فموجود فى سيناء، وقد تعرض لضربات قاسمة كما يوجد عدد آخر فى القرى ووسط القبائل ويعيشون بين المواطنين كأفراد عاديين..لافتا الى أن سبب انتشار مثل هذه العمليات الإرهابية يرجع لغياب الوعى ، وعدم وصول الدعوة الدينية الصحيحة للعناصر التي تتبنى الفكر المتطرف. العراقوسوريا نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد السابق يرشح أن يكون منفذو الجريمة الارهابية دخلوا سيناء من العراقوسوريا ونفذوا عملية الشيخ زويد ضد رجال القوات المسلحة ، وقال ان أسلوب تنفيذ العملية الإرهابية يكشف عن أن منفذيها شاركوا في معارك كبرى كالتي تحدث في سورياوالعراق ، واشار الى ان المناطق والمحافظات التي يتم استقطاب العناصر الإرهابية منها هى الاكثر فقرا . وقال نعيم إن فترة حظر التجوال وفرض حالة الطوارئ فى سيناء ستساعد على القضاء على البؤر الإرهابية والتنظيمات التكفيرية ، مطالبا بتعظيم دور الأزهر الشريف فى نشر الوعى الدينى الصحيح بين أبناء القبائل السيناوية، لأن تدهور الخطاب الدينى خلال الفترة الماضية احد أسباب توسع وانتشار العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة فى المناطق الحدودية ..فالفكر يعالج بالفكر .