فى محافظة البلقاء بالأردن يتم الانتهاء من إنشاء أكبر مركز للبحث العلمى فى منطقة الشرق الأوسط، وهو المركز الدولى لضوء «السنكروترون» للعلوم التجريبية وتطبيقاتها والمسمى اختصارا (سيزامى)، والذى سيخرج أول شعاع منه فى مايو المقبل. وسيقوم المركز بتوفير ضوء السنكروترون الذى يمكن استخدامه فى مجالات متعددة، بالإضافة لدعم التعاون العلمى وتبادل الخبرات بين العلماء والباحثين من منطقة الشرق الأوسط وأقرانهم فى المراكز البحثية العالمية. د. طارق حسين منسق الشبكة المصرية للأبحاث النووية يحدثنا عن «سيزامى» وعن الدور المصرى فيقول إن المشروع عبارة عن جهاز يجعل الإلكترونات تتحرك حول أنبوب دائرى عن طريق القوة المغناطيسية وغيرها من المعدات والتى تجعلها قريبة من سرعة الضوء، وهذا يولد الإشعاع الذى تم تصفيته ويتسبب فى تدفق خط الأشعة. وقد جاء هذا المشروع بمبادرة من الحكومة الألمانية التى أهدتنا سنكروترون صغيرا قمنا بتطويره وإدخال التوسعات الجديدة عليه. وأوضح أن فكرة المشروع لم تكن الأولى من نوعها حيث قامت الدول الأوروبية فى الأربعينات من القرن الماضى بإقامة المركز الأوروبى للأبحاث النووية «سيرن» والمقام على الحدود الفرنسية السويسرية، والذى يقدم لنا الدعم الكامل ماليا وعلميا. وقد تم إنشاء مشروع سيزامى عام 2002م تحت رعاية منظمة اليونيسكو. وأشار إلى أن الأعضاء المؤسسين للمشروع هم إيران وباكستان وإسرائيل وتركيا وقبرص ومصر والسلطة الفلسطينية والأردن والبحرين. وعلى الرغم من وجود خلافات سياسية ودبلوماسية بين بعض الدول الأعضاء إلا أن المشروع جمع علماء هذه الدول تحت مظلة العلم الذى يقرب بين الشعوب. وبالإضافة للدول المؤسسة هناك دول أخرى مراقبة وداعمة علميا وماديا من أوروبا وشرق آسيا مثل ألمانيا وفرنسا وانجلترا وكندا وأمريكا واليابان، وذلك لان عملية بناء وتطوير السنكروترون تحتاج إلى تكلفة عالية وخبرات علمية من الدول التى تمتلك سنكروترون منذ زمن طويل، لذا تقوم هذه الدول بإعداد دورات تدريبية لعلمائنا حتى يستكملوا مشروعاتهم وأبحاثهم وحتى يكتمل السنكروترون الشرق أوسطى. وأكد د. طارق حسين أن مصر إحدى الدول الرائدة فى هذا المشروع منذ عام 1999 ممثلة من خلال أكاديمية التكنولوجيا والبحث العلمى وهيئة الطاقة الذرية. وقد تلقى أكثر من 250 من الباحثين المصريين دورات تدريبية فى مختبرات أشعة السنكروترون فى العديد من دول العالم، كما حصل عدد من العلماء على درجة الدكتوراه من بلدان علمية متقدمة مثل ألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدةالأمريكية. ونبه أن هناك فرقا بين السنكروترون والسيكلوترون رغم أن كليهما من المعجّلات، لكن السنكروترون يقوم بتعجيل الجسيمات المشحونة لكى تقوم بعمل تفاعل نووى، أما السيكلوترون فيقوم بتعجيل الإلكترونات حتى يأخذ منها شعاعا من الضوء بشدة عالية لدراسة المواد من الداخل ورؤية حركة الجزيئات بداخلها وهو مفيد عند تصنيع مادة جديدة أوعند التعرف على خواصها. وقد تم اختيار السنكروترون كمركز علمى لان له تطبيقات فى مختلف العلوم. ويمكننا فى مصر الاستفادة من هذا المعجّل فى صناعة الدواء وعلوم الأشعة السينية وفى دراسة علوم المواد وإنتاج المواد الجديدة وفى تقنية النانو وفى الصناعات المتعددة مثل تصنيع الطائرات.