ان مشهد المجتمع المصرى فى خلال السنوات الخمس الأخيرة يكشف لنا ان التغيرات الكبرى قد نتج عنها متغيرات كبيرة وعديدة فى منظومة القيم الاجتماعية المصرية ،، ولأن المجتمع المصرى هو حالة خاصة جدا من القيم ذات الأسس المستمدة من البعد التاريخى الذى يعود لخمسة آلاف سنة، والبعد السياسى المتنوع و الطويل والدينى المعتدل ،، فإننى أتوقف هنا لتأمل التغييرات التى تحدث فى قيمه، انطلاقا من حقيقة ان القيم الاجتماعية هى الخصائص او السمات التى هى محور الثقافة، والتى على ضوئها تتشكل الهوية الوطنية ان نظرة سريعة على تغيير قيمنا يجعلنا نتنبه الى أهمية الحفاظ عليها والتمسك بها لإصلاح احوال المجتمع وقبل ان تندثر فتضعف الهوية الوطنية ،، لو نظرنا الآن الى حال قيمنا الاجتماعية سنجد انه بدأ تسودها حالة اقل ما توصف به انها حالة من التشويش والتعتيم، وان هناك اسبابا داخلية وأخرى خارجية تسبب هذا التشويش والتشويه، ومعظمها متعمد وممنهج لاضعاف الهوية الوطنية التى تميز المصريين عن غيرهم من شعوب الارض، ان المصريين يتميزون بحضارتهم المصرية والفرعونية المتأصلة فى نفوسهم، وستبقى كذلك، ولكنها لكى تبقى لابد ان نحافظ على قيمها ومكوناتها الأصلية، ولابد ان نؤكد دائماً اصولنا المصرية والفرعونية لأنها عنصر من عناصر بقاء المجتمع المصرى وسر قوته، ولقد اثبتت قيمنا المصرية العريقة والأصيلة قدرتها على البقاء عبر الزمن، لهذا يحاول المتآمرون على مصر من الداخل ومن الخارج زعزعة القيم المصرية، املا فى اضعاف او تدمير الهوية المصرية. وهنا اتوقف عند بعض الملاحظات المهمة حول محاولات اضعاف القيم المصرية ،،فهم يحاولون غرس منظومة من الكراهية والعنف والكذب و الخيانة و الشر، ورفض وتكفير الاخر، وتغييب العقل بدلا من نشر الحق والجمال والخير و الانتماء وحب العمل والتحلى بالمبادئ ودعم الابداع والشعور بالمسئولية والتحلى بالنزاهة واحترام القانون، وغيرها من القيم الاجتماعية المهمة التى تؤسس لاستقرار المجتمع ، وتدعم تميزه التاريخى ،، فمن الداخل يعمل تيار ظلامى على نشر الاكاذيب والفتن والكراهية والخرافات والفتاوى المتطرفة، التى ليس لها سند من الدين وتشويه الحقائق وتهميش المرأة وإشاعة التخبط فى ذاكرة التاريخ، واحداث حالة مستمرة من التخبط والأزمات فى الشارع المصرى مما يضعف من قوة الدولة ومن استقرار المجتمع اننا فى حاجة الآن الى غرس القيم الاجتماعية المرغوب فيها الآن لبناء مجتمع مستنير وحديث يقاوم افكار الجهل والجاهلية وتغييب العقل ونزع الانتماء واضعاف الهوية الوطنية، اننا لكى نغرس القيم فى النفوس لابد ان نبدأ بالاهتمام بغرس القيم فى التربية فى البيت من خلال الأم خاصة والأسرة بوجه عام، ثم بث القيم الاجتماعية المرغوب فيها فى المدارس وفى مناهج التعليم لأن غرس القيم فى نفوس النشء من العوامل الداعمة لتعزيز الانتماء للوطن، ومكون أساسى للهوية الوطنية، وللإعلام دور أساسى فى تعزيز منظومة القيم الاجتماعية لدعم الهوية وخلق تيار تنويرى اكثر فاعلية وأكثر رسوخًا ،، والنظام السياسى لابد ان يشارك بدوره فى ترسيخ قيم الانتماء للمجتمع، والمثقفون والقوة الناعمة لمصر عليهما ان ينتبها الى انهما من عناصر قوة المجتمع القادرة على العبور به بشكل آمن من هذه المرحلة الخطيرة التى تتكتل فيها قوى دولية لاضعاف هوية المجتمع المصرى واضعاف الدولة ذاتها. لمزيد من مقالات منى رجب