فى مطلع القرن العشرين كانت بلاد النوبة تتكون من 39 قرية و535 نجعاً. وعند انتهاء بناء خزان اسوان عام 1902 ارتفع منسوب المياة خلف الخزان الي 106 امتار ليغرق مساكن واراضي زراعية. وبعد التعلية الأولي للخزان ارتفع المنسوب الي 114 مترا واغرق ثماني قري نوبية اخري وغرقت عشر قري نوبية بعد ذلك بعد التعلية الثانية للخزان عام 1932 لتصدر الدولة القانون رقم 6 لسنة 1933 الخاص بنوع ملكية اهالي النوبة وتقدير التعويضات اللازمة, الا ان القانون حفل ببنود مجحفة في حق النوبيين. وانتقل النوبيون إلى سفوح الجبال ليبنوا مساكن لهم على طول نهر النيل، فاستنزفت تلك المساكن الجديدة أكثر مما أخذوه من تعويضات مقابل أراضيهم ومساكنهم الأصلية التى غرقت، وفى عهد حكومة مصطفى النحاس عام 1936، هو إعادة النظر فى التعويضات التى صرفت للأهالى ومنح أبناء النوبة أراضى صالحة للزراعة شمال أسوان وجنوب قنا بدلا من الأراضى التى أغرقها مياه الخزان، ولكن لا حياة لمن تنادي. ومرة رابعة، بدأت بشائر طوفان جديد، ففى بداية عام 1953 بدأت الدولة تجرى دراسات حول مشروع السد العالى. وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة، أما النوبيون ، فجاء حظهم العاثر فى ذيل اهتمامات الدولة والمجتمع الدولى، فتم ترحيلهم على عجل إلى هضبة كوم أمبو وإسنا. وقد ارتضى النوبيون بالهجرة إلى كوم أمبو وإسنا وفقا لشروط أبرموها مع الدولة، لكن التنفيذ جاء مخيبا لآمال النوبيين. وازدادت مشاكل النوبيين منذ عام 1964, فغالبية القري النوبية لم يعد بها امتداد افقي لبناء مساكن اخري. كما زادت معدلات البطالة لتصل الي 80% ولم تفكر كل الحكومات المتعاقية في حل مشاكلهم. ليفاجأ الشباب النوبي بعرض أرض الموطن القديم للبيع في المزادات المتتالية وليختفي املهم في العودة الي ارضهم. هذا بالأضافة الي تدهور الخدمات الصحيّة، وغياب شبكة الصرف الصحيّ، ممّا دفع بأهل النوبة إلى التظاهر كوسيلة للمطالبة بحقوقهم المنسية منذ سنين وسنين. أهالي النوبة كانوا يطمحون بالعودة، مرّة أخرى إلى ضفاف بحيرة السدّ العاليّ ولذا فالكل ينادي بتفعيل المادّة 236 من الدستور الّتي تعطي الحقّ لأهالي النوبة بالعودة وبالتملك، فالنوبيّ في النهاية مواطن مصريّ . قافلة العودة" يطالب اصحابها، وهم ممثلون ل 44 قرية نوبية فى محافظة أسوان، بوقف بيع 110 آلاف فدان من أراضى توشكى وخورقندى ضمن مشروع ال 1.5 مليون فدان، وإلغاء القرار 444، وتفعيل المادة الدستورية 236، وإنشاء هيئة تعمير منطقة النوبة وإعادة النوبيين إلى قراهم القديمة. ان اهالي النوبة قد عانوا وتحملوا كثيرا ظروف معيشية صعبة وان اوان حصولهم علي بعض من حقوقهم المشروعة. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى;