◄ إنشاء السحارات لزيادة رقعة الأراضى الزراعية بأكثر من 70 ألف فدان بسيناء ◄ المعالجة الثلاثية لمصرف المحسمة سيوقف إهدار مليون متر مكعب مياها ويمنع تلوث بحيرة التمساح ◄ الأعمال التى تقوم بها الشركات المصرية لا تتمكن شركة أجنبية من منافستها
«مشروع سحارات سرابيوم يعد أكبر مشروع مائى أسفل قناة السويس الجديدة بتكلفة تقدر بالمليارات، وتهدف لنقل المياه من شرق القناة القديمة إلى شرق القناة الجديدة لتكون أحد الشرايين الرئيسية لنقل المياه لسيناء، مع ترعة السلام ، فى إطار مشروع لا يقل أهمية عن حفر قناة السويس الجديدة، لما سيحققه من تنمية بمحيط القناة، بإيجاد مشروعات تساهم فى تنمية الاقتصاد، حيث يهدف المشروع إلى مرور التصرفات المائية المطلوبة لاحتياجات مياه الرى والشرب لخدمة 100 ألف فدان من أرض سيناء، ومعالجة مشكلة نقص المياه بشرق قناة السويس، بالإضافة لدعم إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديد. كما يهدف أيضًا إلى توصيل المياه للأهالي بمشروع قرية الأمل بمنطقة شرق البحيرات، البالغ زمامها أربعة آلاف فدان على ترعة التوسع ، وخلال فترة وجيزة تم الانتهاء من جزء كبير من المشروع ، حيث أقيمت سحارة أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء لري نحو 70 ألف فدان ، منها 30 ألفا في منطقة شرق البحيرات و40 ألف فدان شرق السويس على ترعة الشيخ زايد . «تحقيقات الأهرام» توجهت لموقع العمل في المشروع تتابع مراحل التنفيذ من قبل العاملين من مهندسين وعمال وغطاسين وحفارين ، وللوصول لأرض المشروع بشرق القناة ، عبرنا بالمعدية القناة الجديدة والتي يقودها «الريس محمد عادل» والذي استوقفنا نشاطه في العمل باستقبال السيارات والمركبات والمعدات المتجهة للعمل بالمشروع على مدار اليوم ، والذي أوضح لنا أنه منذ بداية العمل بحفر السحارات زادت كثافة وضغط العمل بالمعدية والتي تعمل في الظروف الطبيعية حتى منتصف الليل ، ولكن كاستثناء من هيئة القناة بالتنسيق مع الهيئة الهندسية تم مد فترة العمل طوال ساعات الليل لمرور المعدات وآلات الحفر لموقع العمل بالسحارات ، ومن جانبنا نحن نشارك القائمين على تنفيذ المشروع ببعض الجهد وذلك امتنانا وتقديرا لما يبذلونه من جهد وعرق في سبيل إقامة مثل تلك المشروعات العملاقة لدعم تنمية بلدنا . المشروع الضخم وفى أرض الموقع التقينا باللواء طاهر ياسين محافظ الإسماعيلية أثناء تفقده العمل بالمشروع والذي وصفة ب«المشروع الضخم» ، ولاسيما انه يقوم على إنشاء مجموعة من السحارات لنقل مياه النيل من الغرب إلى الشرق ، بهدف زيادة رقعة الأراضي الزراعية على أرض سيناء ، حيث تتم زارعة ما يقرب من 40 ألف فدان حاليا ، وهذا المشروع سيسمح بزيادة نقل كميات مياه لزراعة ما يزيد على 70 ألف فدان إضافية ، ولا يقتصر العمل بالموقع على ذلك الأمر ، بل تمت إضافة مرحلة عمل أخرى بإقامة سحارة جديدة مخصصة لنقل مياه محطة المحسمة ، لمعالجتها بمحطة معالجة ثلاثية ، بكمية مياه تزيد على المليون وربع مليون متر مكعب من المياه يوميا ، نحصل عليهم من مياه صرف الري ، والتي كانت تهدر بالكامل بصرفها على بحيرة التمساح وتؤدى لتلوثها أيضا دون الاستفادة ، إلا أن هذا المشروع سيعمل على استغلال هذه المياه - بعد معالجتها ثلاثيا - في زراعة الأراضي ، مما يسهم الى حد كبير في مشروعات تنمية شرق القناة ، حيث سيساعد على نقل الحياة بين شرق المحافظة وغربها هذا بالتوازي مع العمل بالمناطق الصناعية سواء بالإسماعيلية أو القنطرة شرق والذي تشهد طفرة بإقبال المستثمرين عليها وذلك نتيجة توافر عوامل الجذب الكبيرة والتي تتمثل في هذه المشروعات القومية بمنطقة القناة من أنفاق وسحارات . ومن فوق «بيارة المياه» أضاف ياسين : هذه السحارات التي يجرى فيها العمل على ثلاث مراحل ، افتتحت أولى مراحلها وتعمل حاليا وتنقل المياه من الرافد القادم من الغرب ، وتلتقي في منطقة السحارات في بيارة المياه لتنقل عبر أنفاق أسفل قناة السويس لتستقبلها سحارة أخرى بالجهة الأخرى لتسمح بنزول المياه في ترعة الشرق بسيناء، و يجرى العمل في الوقت الراهن بالمرحلة الثانية بإقامة السحارة الثالثة لمضاعفة كمية المياه التي تصل لقلب سيناء ، أما المرحلة الثالثة فتتمثل في إقامة السحارة لنقل مياه محطة المحسمة . وشرح المهندس أحمد سعد مدير قطاعات مشاريع السحارات بالشركة المنفذة أعمال المرحلة الثالثة قائلا إنها تستهدف ربط مجموعة مصارف بالغرب وتجميع مياهها في مسار واحد لتعبر شرق القناة ومعالجتها وتنقيتها والاستفادة منها في آلاف الأفدنة وتنمية منطقة سيناء ، هذا بالإضافة إلى ما سيتم نقله من مياه النيل عبر السحارات التي تم إقامتها منذ عام ونصف تقريبا ، ويستكمل العمل في نظيرتها حاليا ، وفى هذه المراحل عمل عليها ما يزيد على 600 عامل من خلال الشركة ، ويعمل من داخلها ما يزيد على 4 شركات عالمية تسهم في عمليات التنفيذ.
من أكبر المشروعات وعن حجم عمق السحارات المارة أسفل قناة السويس الجديدة ، أوضح سعد أن هذا المشروع يصنف هندسيا من الأعمال عالية المستوى بما فيه من مخاطر وتفاصيل معقدة لتأمين انسياب المياه أسفل القناة ، ويعد من أكبر المشروعات بهذه النوعية على مستوى العالم والتي يلزمها حجم خبرات وكفاءات عالية والشيء المتميز في كل هذا أن هذا العمل الضخم يتم تنفيذه بأياد مصرية بنسبة 100% ، ونتيجة ذلك لن تقتصر على نجاحنا فى تنفيذ هذه المشروعات القومية العملاقة فقط بل ستمكننا أيضا من إمكانية استخدام هذه الكفاءات وغزوها المشروعات العالمية في تلك المجالات ، وبدلا من جلب الخبراء الأجانب ، سيطلب منا توريد خبراء مصريين للدول الأخرى ، وخير دليل على ما نذكره الآن جدران السحارات والبيارة التي تشاهدينها أمامك وتصل أعماقها إلى 120 مترا أسفل القناة بما يوازى ارتفاع عمارة سكنية من 40 طابقا من الخراسانات ، وهو يوازى تقريبا ما يتم إقامته في أنفاق قناة السويس بشمال الإسماعيلية ، وخاصة أن الخبرة في التعامل مع المشروعين واحدة ، والاختلاف بينهما يتمثل في حجم ومواصفات معدات الحفر وقطرها فقط ، ، فما يتم تنفيذه في مشروع السحارات لا يقل قيمة عن المشروعات القومية الأخرى من أنفاق أو العاصمة الإدارية الجديدة أو الإسماعيلية الجديدة وغيرها من مشروعات قومية ضخمة ، ولاسيما أنه المشروع الذي ستقوم عليه التنمية بالضفة الشرقية من القناة وسيساعدنا على وجود حياة مكتملة من زراعة وصناعة ونشأة مجتمعات عمرانية جديدة تشجع المواطنين على تعميرها . وأضاف أن العاملين بهذا الموقع من عمال وفنيين ومهندسين وغطاسين هم أبطال حقيقيون ولاسيما أن طبيعة العمل التي يمارسونها تحتوى على كم كبير من المخاطر والتي يقبلون عليها بكل حماس ، وذلك لقناعتهم بأهمية وقيمة هذا المشروع لتقديرهم لحجم الفوائد التي تعود من ورائه على الوطن كله وسيناء على وجه الخصوص ، ولذلك يعملون على مدار ال 24 ساعة في أجواء صعبة وخاصة أنها على عمق كبير أسفل القناة وفى قاع البحر ، ففي المرحلة الثانية التي نعمل بها حاليا على عمق 58 مترا في قاع القناة ، بحيث ينزل الغطاس في كل مرة لنحو 10 دقائق يقوم خلالها بأعمال اللحام الفنية المطلوبة ، وتتم متابعته من خلال غرفة الكنترول . وخلال وصف سعد لطبيعة ومخاطر عملهم بالموقع لمحنا أحد الغطاسين ورافعة الونش تحمله فوق البيارة استعدادا لغوصه في داخل البيارة لاستكمال عمليات اللحام التي يقوم بها أسفل القناة وفى أعماق المياه بها ، وهنا وقفنا نترقب خروجه من المياه ليحدثنا عن طبيعة عمله وتخصصه بالتحديد ، وفور صعوده جلس لينال قسطا من الراحة وخلال ذلك تعرفنا عليه حيث ذكر لنا أن اسمه أحمد عيسى قاسم ، من محافظة الإسكندرية ورغم حصوله على بكالوريوس تجارة إلا أنه فضل العمل في هذه المهنة بعد أن حصل على دورات تدريبية لإتقان الغوص داخل الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ، وذلك لحبه الشديد لرياضة الغطس مما حفزه للحصول على دورات تؤهله لاحتراف العمل بها . واستطرد قائلا : ولإتقاني هذا العمل قمت بالحصول على دورات تأهيلية أيضا في عمليات اللحام ، وهذا كله نتيجة قناعتي بأن الواجب على الشباب ايجاد فرص عمل لأنفسهم وعدم الانتظار أن تأتى إليهم ، فإذا بحث كل شاب منا في داخله وعن الهواية التي تتملكه ووظفها بشكل جيد وبحث عن العمل الذي يستغلها من خلاله ، فلن نجد شكوى من البطالة أو انعدام فرص العمل ، والتي تتوافر حاليا في مجالات شتى وخاصة داخل المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في الوقت الراهن ، ولن يجد الشباب صعوبة في العمل فيها بل وستدر عليه أجرا وفيرا ، فليس شرطا أساسيا على الشباب أن يعملوا وفق شهاداتهم الدراسية وليس عيبا أن يعمل بتخصصات أخرى تحتاجها سوق العمل وتتوافر بكثرة ، فما المانع من حصولهم على تدريب في أحد الأعمال المهنية واحترافها وإجادتها والعمل بها في مقتبل حياته ليساعد نفسه وأسرته وبلده على إدارة عجلة الإنتاج وسرعة التنمية ، كما يحدث فى كل الدول التي سبقتنا في التنمية ، فالأعمال الفنية الراهنة تدر عائدا مجزيا وأفضل من العمل المكتبي ، إن وجد أصلا ، فعلى سبيل المثال عملي كغطاس لحام بموقع السحارات أجني منه راتبا شهريا يتجاوز 6 آلاف جنيه ، وهو مبلغ معقول جدا ويساعدني على بداية حياتي الشخصية أيضا ، وخاصة أن الشركة توفر لي السكن والمواصلات . وعن أنواع المخاطر التي يواجهونها في عملهم كغطاسين على هذه الأعماق الكبيرة أوضح عيسى إن طبيعة العمل في الأعماق يحكمها توقيت محدد لكل عمق نعمل فيه ، وفى غالب الأوقات يتخطى الغطاس هذا التوقيت مما يدخلنا في «جدول محطات تقليل الوقت» ، ويقوم «القبطان» بمتابعة عملنا وتوقيته من خلال الجدول الزمني الذي نعمل وفقه ، والذي يبلغ في الطبيعي حوالي نصف ساعة فى كل مهمة غطس ، غير أننا غالبا ما نزيد المدة لتكون 45 دقيقة لاستكمال المهمة بالعمق الذي نعمل به ، والذي نتحدى فيه الظروف ، حيث يتعدى حجم الضغط 6 ضغط جوى عن سطح الأرض ، مما يؤدى لتشبع جسدنا بالنتروجين ، وهذا ما يضطرنا لتخفيفه فى رحلة الصعود من الماء تدريجيا بحيث لا تزيد عن 18 مترا في الدقيقة للغطاس ، والذي يكون هناك زميل له ، غطاس أيضا في حالة تأهب واتصال دائم مع غرفة الكنترول والمتابعة للغطس الفوري لدعمه أو إنقاذه في حال تعرضه لأية مخاطر. ولشرح المخاطر التي تواجه الغطاسين في أعمال اللحام ومدى جودتها وسبل تقييمها دخلنا إلى غرفة الكنترول ، والتي يتولى العمل فيها القبطان هشام قبطان بشركة بحرية والذي أوضح أن عملة مرتبط بالتوجيهات التي تصدرها لهم الشركة المنفذة لأعمال المشروع ، سواء من أعمال تعميق داخل السحارة الثانية ، وكذلك أعمال تطهير القاع بها وأعمال اللحام المطلوبة ، فمهمتنا في الأساس تتركز على إقامة الإنشاءات أسفل المياه من أعمال تسليح وصب خرسانة ولحام ، وهذه الأعمال التي نقوم بها من خلال شركتنا المصرية لا تتمكن شركة أجنبية من منافستنا فيها ، وذلك يعود لعقيدتنا وإمكانياتنا كمصريين والتي لا يوجد نظير لها في أي مكان في العالم ، فلدى كل فرد فينا عقيدة بأن كل عمل نؤديه مهما كانت خطورته نأخذ أجره من عند الله عز وجل ، وهذا ما ينزع من نفوسنا الخوف ، بينما الأجنبي يحرص دوما على حياته ويحسب لكل خطوة يقوم بها ألف حساب ، وهو ما يقلص من جودة وحجم العمل الذي يقومون به في هذا المجال تحديدا والذي يرتكز على العمل في الأعماق الكبيرة وإقامة إنشاءات أسفلها ، بينما نحن تعلمنا الغوص على أيدي أبطال إيلات : قبطان عز الدين وقبطان خليفة جودة وغيرهما من الأبطال الذين كانوا لا يهابون الموت ، وكل ما كان يشغلهم هو أداء المهام المطلوبة منهم فى كل مأمورية يخرجون فيها .
جودة الأعمال أما عن ضوابط جودة الأعمال من خرسانات ولحام وتطهير في قاع القناة من قبل الغطاسين ، أوضح القبطان هشام أن جميع الأعمال يقوم بمتابعتها من خلال شاسة كبيرة داخل حجرة الكنترول ، والتي تعطينا نسبة رؤية تزيد على 60% داخل مياه النيل ، أما مياه البحر فتصل الرؤية لنسبة 100% بل وتتعداها لنسبة 120% لأن رؤية الكاميرا في قاع البحر أفضل من رؤية العين ، والتي تمثل أبرز الصعوبات أمام الغطاسين في عملهم ، إضافة إلى كثرة الخراطيم التي تعوق حركتهم ، هذا كله بالإضافة إلى التواصل المباشر والدائم مع الغطاسين أثناء تواجدهم في القاع من خلال اللاسلكي ، كما أن العمل يتم وفق مراحل معينة تتم بالتسلسل وبارتباط وتداخل بين كل هذه الأعمال ، بحيث إذا تم الانتهاء من مرحلة وبها خطأ ما وبدأنا العمل في الأخرى ، فلن يسمح تلقائيا باستكمالها قبل إصلاح هذا الخلل . وعن توقيت إنهاء العمل في المرحلة الثانية أكد القبطان هشام أنهم مرتبطون بمراحل محددة منها ، وتنتهي فترة التطهير في شهر نوفمبر الحالى . وهنا تدخل المهندس أحمد سعد قائلا : نحن حاليا انتقلنا من العمل في مشروع سحارات سرابيوم لنقل المياه القادمة من النيل ، والتي مرت قبل افتتاح قناة السويس ، والذي كان تحديا كبيرا ، وذلك لضمان وصول المياه لأهالي سيناء دون انقطاع ، إلى مشروع مصرف المحسمة من خلال مرور مياهه عبر سحارات أسفل قناة السويس الأم والجديدة من خلال أربع بيارات : واحدة بالشرق ، و2 بمنطقة الجزيرة «التي نقف عليها حاليا» ، والرابعة في غرب القناة ، ويصل القطر الخارجي للبيارة 21 مترا الداخلى 18 مترا بطول 120 مترا في قاع القناة ، وجميع تلك البيارات يسير من خلالها نفقان في باطن الأرض وفى قاع البحر بعمق يزيد عن 56 مترا ، ويصل قطر النفق الخارجي 4 أمتار ، والداخلي 3,20 متر ، وهذا كله بهدف نقل ما يزيد على مليون متر مكعب من المياه من مصرف المحسمة ، والتي تصب حاليا ومنذ سنوات طويلة في بحيرة التمساح وتتسبب في تلوثها ، وقد أصدر الرئيس قرارا بتحويل تلك المياه الى سيناء بعد إجراء معالجة ثلاثية لها في محطة معالجة على بعد 13 كم لتكون صالحة لري الأراضي الزراعية لزارعة مابين 50 إلى 70 ألف فدان جديدة ، وسط سيناء على بعد 85 كم من المحطة لتوزع على خطين للمياه يصل قطر الواحد منهما 2.5 متر . ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الثانية لسحارة سرابيوم في النصف الثاني من عام 2017 بتكلفة تتعدى 170 مليون جنيه هذا بالإضافة إلى تكلفة إقامة خزان طوارئ تكلفته تتعدى 2 مليون جنيه ، أما بالنسبة لسحارات مصرف المحسمة فسيتم الانتهاء منها في النصف الثاني من عام 2018 بتكلفة تتعدى 330 مليون جنيه للبيارات والأنفاق فقط ، وهذا هو الجزء الذي تعمل به الشركة ، أما جزء العمل الذي يبدأ من بحيرة التمساح حتى موقع إنشاء السحارات وتقوم به شركات أخرى ولا نقف على حجم تكلفته ، والذي قد تقدر بمليارات لأنها تمثل عملية تحويل للمصرف ، هذا بالإضافة إلى خط سير المياه من البيارة لمحطة المعالجة قد تتراوح تكلفتها 3 مليارات جنيه ، وكذلك تكلفة خطوط سير المياه حتى تصل لوسط سيناء ، وجميع هذه الأعمال محدد الانتهاء منها قبل يونيو 2018 وعن أعمال الحفر لأعماق تتعدى 100 متر أوضح المهندس محمود حسنى مدير المشروع بالشركة المسئولة عن أعمال الحفر أن مهام عمله تتمثل في مسئوليته عن تشغيل المعدات بأعمال الحفر على هذه الأعماق الكبيرة لما يصل ل120 مترا تحت الأرض وذلك من واقع تخصص شركته في هذا المجال ، ويعاونه في هذا المجال فنيون متخصصون في ذلك العمل ومدربون بكفاءة كبيرة وعن العاملين في المشروع أوضح إبراهيم العسال «رئيس مشرفين» بالمشروع أن جميع العاملين يقيمون إقامة كاملة في الموقع ، حيث توفر الشركة لهم سيارات متنقلة مجهزة جميع الوسائل المعيشية ، وفى وقت راحتهم يقوم نبتجهيز طعامهم بأنفسهم. وعن مدى تأثير الوضع الاقتصادي على استمرارية العمل فى مشروع السحارات أكد المهندس احمد سعد أن هذا الوضع يؤثر فقط على بعض النفوس الضعيفة ، فالعمل على إقامة بنيان حديث لا يستغرق وقتا طويلا وهو الأمر الذي يختلف عنه عند التعامل مع مبنى قديم والذي يلزمه في البداية رفع الأنقاض ليتيح لنا وضع الأساسات من جديد وهذا كله يستغرق وقتا أطول وكذلك حال بلدنا وعلينا أن نصبر ، وخاصة أن المشروعات التي نحن بصددها لم يقم نظير لها على مدار ال 30 عاما الماضية ، فالانجازات التي تحققت خلال عامين لم يسبق لها نظير خلال السنوات العشرات الماضية ، وهى مشروعات حقيقية على أرض الواقع ومن لا يصدقها فعليه أن يأتي لرؤيتها واقعا ملموسا، فنحن نتحدث الآن من أحد مواقع المشروعات العملاقة بقلب سيناء ، فالأمر لا يتطلب سوى قليل من الصبر لجني ثمار كل هذا الجهد ، فلا توجد دولة تسعى لان تكون دولة متقدمة دون أن تقيم بنية تحتية وأنفاقا وطرقا ومدنا جديدة