جرت العادة القديمة فى «روما» بأن يقدم الخاطب إلى مخطوبته خاتماً على حد السيف، وفى بعض الأحيان يستغنى الخاطبان عن الخاتم ويكسران قطعة من الذهب أو الفضة إعلاناً للزواج، ويحتفظ كل من الزوجين بنصف من شطرى القطعة الذهبية أو الفضية. ويحكى أن الرجل كان عليه إذا ما أراد الزواج أن يقدم إلى مخطوبته فى وليمة تعد لهذه المناسبة، خاتماً من الحديد يضعه بنفسه فى بنصر يدها اليسري، ولم يألف الناس تقديم الخواتم المصنوعة من الذهب إلا فى وقت متأخر نسبياً، بل إن كثيرا من الرجال ظلوا يقدمون لخطيباتهم خواتم من حديد حتى بعد أن أصبحت العادة المألوفة تقديم خاتم من الذهب. إبراهيم عنانى -عضو اتحاد المؤرخين العرب- قال: «من الثابت أن الرومان كانوا يقدمون للفتيات خاتماً بمناسبة الزواج بصرف النظر عن المعدن الذى كان يصنع منه، و«دبلة الخطبة» التى نعرفها الآن ما هى إلا استمرار لهذا التقليد المعروف من قديم الزمان، كما أن قدماء المصريين كانوا يستعملون الذهب فى صنع الخواتم حتى قبل أن يعرفوا استعمال قطع النقود، وكانت الخواتم الذهبية تقدم عندهم فى مناسبة الزواج، إذ كان على الرجل أن يضع الخاتم فى أصبع مخطوبته فيكتسب بهذا حق مشاركتها سعادتها وممتلكاتها. لكن لماذا اختيرت الإصبع الرابع بالذات من اليد اليسرى لتحمل خاتم الزواج ؟ هناك أكثر من تفسير، فيرى أحد المؤرخين أن القدماء كانوا يعتقدون بوجود عصب يمتد من هذه الإصبع إلى القلب، ويقول آخرون إن وضع خاتم الزواج فى اليد اليسرى رمز إلى أن الزوجة يجب أن تخضع لزوجها، لأن اليد اليمنى هى رمز القوة والسلطان والاستقلال، ويذهب رأى ثالث إلى أن الإصبع الرابع من اليد اليسرى أقل تعرضاً من سواها للجروح والأخطار.