سواء أنطلق المسلحون الفلسطينيون الذين هاجموا موقع بناء الجدار الحدودي الإسرائيلي علي الحدود الإسرائيلية مع مصر من شبه جزيرة سيناء كما يقول الإسرائيليون. أم من أنفاق غزة للنقب مباشرة, فأن العملية التي أسفرت عن مقتل عامل إسرائيلي وأثنين من المهاجمين ليس لها سوي هدف واحد هو توتير الأوضاع علي الحدود بشكل يمكن ان يتصاعد خلال فترة وجيزة مثلما حدث في الهجوم علي إيلات في أغسطس الماضي. فالواضح من توقيت تنفيذ العملية أنه جاء بمثابة رسالة بأن انتخاب رئيس أخواني لمصر هو الدكتور محمد مرسي معناه فتح الحدود المصرية علي مصراعيها أمام المقاومين الفلسطينيين لتنفيذ عمليات ضد الكيان الإسرائيلي, وليس فقط التسلل عبر الأنفاق مع غزة وألا فلماذا أختار مخططو العملية اليوم الذي أعلن فيه الإخوان المسلمون من جانب واحد فوز مرشحهم برئاسة مصر. ولا يعني الكلام السابق أن الأخوان بمصر كانوا علي علم بالعملية قبل وقوعها بل ان المرجح ان العملية نفذتها عناصر تابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أو عناصر من مجموعات أصغر تابعة لها, والمعلوم ان هناك خلافا فكريا بين الجهاد وحماس والأخيرة كما نعلم هي الفرع الفلسطيني من التنظيم العالمي للإخوان, ومع ذلك ففرحة الجهاد بفوز مرسي كبيرة كما هو الحال مع حماس. والعنصر الثاني الذي يرجح احتمالات ان يكون هدف الهجوم ضد إسرائيل توريط مصر هو أن هذا الهجوم جاء بعد يومين تقريبا من إعلان الإسرائيليين أن مسلحين مجهولين أطلقوا صاروخين من سيناء في اتجاه منطقة إيلات بإسرائيل, وهو ما نفاه المسئولون المصريون بقوة لكن الحقيقة قد تكون غير ذلك في ظل سوء الأوضاع الأمنية بسيناء نتيجة حالة الفوضي التي عمدت بعض الفصائل الفلسطينية وتجار الأنفاق ومهربي البشر والسلاح والوقود إلي نشرها بسيناء لإضعاف السيطرة المصرية عليها. وتجدر هنا الإشارة إلي ما حدث في أغسطس الماضي عندما نجحت فصائل فلسطينية صغيرة في تجنيد سلفيين مصريين للقيام بالهجوم علي إيلات مما أدي إلي مقتل 8 إسرائيليين ولأن المسلحين كانوا يرتدون زي الجيش المصري فقد أدي ذلك إلي قيام الطائرات الإسرائيلية بالإغارة علي موقع حدودي مصري مما أدي لاستشهاد عدد من الجنود المصريين وتفجر أزمة كبيرة بين الجانبين. ولذلك فيجب ألا أن نسمح لأحد بتوريطنا في حرب جديدة ضد إسرائيل ونحن مازلنا نبحث عن كيفية وضع خطط إعادة بناء البلد بالكامل بعد ثورة 25 يناير.