أكد الدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب فى تصريحات خاصة للأهرام أن تطوير التعليم فى مصر أصبح ضرورة قصوى لملاحقة التقدم العالمى لأنه مفتاح أى تقدم، ونحن الأعضاء مهمومون ومسئولون عن هذه المهمة بالدرجة الأولي، فضلا عن الاحساس العام فى المجتمع بأن هناك مشكلة جوهرية وعدم رضا عن أداء التعليم ومنتجه ، ووجود رغبة شديدة فى تطويره والنهوض به عالميا ، ليحقق الأهداف منه فلا تقدم ننتظره بدون التعليم ،.وهذا كله يجعل لجنة التعليم تبذل جهدها لجمع وحشد الجهود لإيجاد حلول حقيقية لمشكلات التعليم المترسبة من عشرات السنين . وعن مؤتمر التعليم المقرر انعقاده فى ديسمير القادم والذى طلبه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ أخيرا ، بهدف خروج مصر من مآزق التخلف فى السباق العالمى ، قال الشيحى إن لجنة التعليم بمجلس النواب تبذل أقصى طاقاتها لتكثيف وجمع الجهود على كل المستويات لوضع حلول واقعية قابلة للتنفيذ الفورى ، لحل تراكمات من المشكلات التعليمية التى جعلت المدرسة غائبة عن دورها فى بناء الإنسان المصرى ، فكانت الاجتماعات المتواصلة لجمع وحشد كل الطاقات الميدانية والبحثية والإعلامية ورؤية الرأى العام لحل مشكلات مزمنة فى التعليم. واعترف الشيحى بأن مؤتمرات التعليم السابقة لم تحقق أهدافها المطلوبة بسبب دور البعض فى مقاومة التنفيذ والتطوير وأحيانا لصعوبة التنفيذ على أرض الواقع ، ولكن المؤتمر القادم نعد له جيدا ونحفز الجميع لتحمل المسئولية معنا خاصة المدرسين والآباء لتكون القناعة من الأساس والقاعدة المطالبة بالتنفيذ وتسهيل تنفيذه ، ونحن مطالبون من الرئيس بوضع برنامج قابل للتنفيذ الفورى ضمن خطة واضحة ولا يكون مجرد مثاليات بل من واقع إمكاناتنا ، ولكن بطرق غير تقليدية ، وهنا نبدأ الحل الحقيقى بتكريس متخصصين ومراقبين للتنفيذ ، فنضع توصيات مسئولة وتحديد مسئوليها ، مع متابعة اللجنة لها ، وتكون أولوياتها هى بناء الإنسان المصرى من خلال استراتيجية وطنية لا تحتمل التأجيل ، مع انعقاد مفتوح ومستمر للجنة التعليم لمتابعة التنفيذ ، لذلك نجمع كل التيارات والباحثين والمختصين فى دائرة أو ترابيزة واحدة لاختيار حلول ممكنة وسهلة تتواءم مع ظروفنا متواكبة مع صناعة أجيال المستقبل ، لنكن على الطريق الصحيح ، ولنحقق قفزة نوعية فى التعليم المصرى للمستوى العالمى خلال سنوات قليلة وهى فرصتنا الأخيرة. وتابع أن المناهج والامتحانات ليست هى القضية الأولى بل هناك المعلم الذى يحتاج تغييرا شاملا فى دراساته الجامعية بكليات التربية إضافة للتدريب المتواصل على أن يكون شخصية متكاملة ، ونحن نهدف من التطوير فى إطاره الكامل أن يكون التعليم فى مصر فى مستوى حضارى متميز يخرج لنا فى النهاية إنسانا مصريا وطنيا متفتحا منتميا ، له قدرات على التطوير والمواكبة ، والنهوض بمجال العمل المستقبلى ، لذلك نعقد لقاءات متعددة للتعليم العام ثم التعليم الفنى والهندسي، فالتعليم العالى والبحث العلمى لنحيط بكل روافد النهصة التعليمية وهى غير مسبوقة ، حيث كانت الجهات المعنية المختلفة تعمل منفردة فى عزف فردى ، وبالتالى لم تحقق النجاح المطلوب لأن الجهود كانت مبعثرة وغير متكاملة مما سبب إجهاضها والعودة لنقطة الصفر ، لذلك نجمع الجهود فى تشبيكات للوزارات المعنية بمافيها الثقافة والأوقاف والنقابات إضافة للرئاسة والإعلام لتوضيح المفاهيم للرأى العام ليتفاعل مع الأهداف الحديثة والمستحدثة لأن له ميزان مهما فى نجاح التطوير وتحقيق التقدم الحقيقي، والمهم أن يتفق الجميع فى وضع استراتيجية واقعية ومستقبلية قابلة للتطبيق ، لأننا فى زمن لا يصلح فيه أن تشتغل كل جهة وحدها ومن وجهة نظرها ، فالهدف الحالى العاجل هو أن نحقق طفرة شاملة خلال خمس أو ست سنوات . وأضاف الشيحى أن التعليم الحالى لا يصلح حتى لحياتنا الحالية بين الأمم فهناك انقلاب بل ثورة حقيقية فى التعليم ، فليس نقل المناهج المتقدمة هو المشكلة ولكن المشكلة أن تكون هناك مهارات نعلمها للطالب مصاحبة لها ، وتكون مؤهلة لسوق العمل ليس المحلى فقط ولك العالمى أيضا ، إضافة لإعداد الشخصية بأدوات غير تقليدية وتبدأ بالإعداد الجيد للمدرس سلوكيا ونفسيا لأن المدرس هو القدوة التى يتأثر بها الطالب بشدة فى كل سلوكياته وحتى كلامه فى حواره العادى يكتسبه الطالب لذلك فإن النهوض به مبكرا منذ السنة الأولى بكلية التربية هو محور نقاشنا الآن فليس معقولا أن يأخذ المناهج القديمة وهو طالب ثم نعرض عليه تدريس مناهج أحدث كثيرا، فالمفاهيم شيء والواقع شيء آخر .