تقرير - أحمد صبري السيد: اهتمت معظم الصحف العالمية بملف الانتخابات الرئاسية المصرية, والخطوة الاستباقية للمجلس العسكري باصدار الإعلان الدستوري المكمل، والذي زاد ودعم نفوذه علي حساب الرئيس المصري قبل ساعات من إعلان مؤشرات انتخابات الرئاسة التي أظهرت تفوق د. محمد مرسي. وقد تناولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عناوينها الرئيسية, الملف المصري, والتعديلات الدستورية التي قام بها المجلس العسكري, وزيادة حجم نفوذه قبل الانتهاء من التصويت وحسم هوية الرئيس الجديد, والتي تمنح الجيش سلطات واسعة, تحد من صلاحيات الرئيس المصري القادم. وجاء في المقال أن العديد من المراقبين للملف المصري يؤكدون أن خطوات المجلس الأعلي للقوات العسكرية يمكن قراءتها علي أنها ولادة ديكتاتورية عسكرية جديدة في مصر, حيث كان من المتوقع أن يسلم الجيش السلطات إلي الرئيس المدني المنتخب نهاية الشهر الحالي, حسب التصريحات والتأكيدات المستمرة الصادرة عن قيادات المجلس العسكري. واعتبرت الصحيفة أن ذلك الإعلان الدستوري المكمل يعد أيضا انتكاسة وتراجعا عن الالتزام بثورة الشعب المصري. ونقل المقال علي لسان الحملة الانتخابية لمرشح الإخوان المسلمين, محمد مرسي, فوز مرشحهم, في الدورة الثانية والأخيرة من الانتخابات الرئاسية, وأنه أصبح الرئيس الجديد للجمهورية الثانية في مصر. كما اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بصدور الإعلان الدستوري المكمل قبل ساعات من ظهور النتائج لانتخابات جولة الإعادة الرئاسية واعتبرت أن المجلس العسكري يحاول بذلك منح نفسه صلاحيات واسعة واحكام قبضته علي السلطة ونزع صلاحيات الرئيس في الوقت الذي كان من المفترض للمجلس العسكري أن يفي بوعوده بتسليم السلطة للرئيس المدني المنتخب. وقالت شبكة الإذاعة البريطانية بي بي سي, إن الجيش منح نفسه صلاحيات واسعة بإصداره الإعلان الدستوري, منصبا نفسه المتحكم في السلطة التشريعية, وقال فيه إنه لا يمكن إجراء انتخابات عامة إلا بعد وضع دستور دائم, مشيرة إلي أن المجلس العسكري يحاول السيطرة علي مقاليد الحكم في مصر, مما يترك للرئيس المنتخب صلاحيات قليلة. وقد ركزت صحيفة الجارديان البريطانية أيضا حيث جاء في مقال بعنوان الجيش ينفي الرئيس المرتقب من خلال تدعيم نفوذه السياسي الانتقادات الواسعة التي تدور بين الأوساط المصرية علي خلفية الصلاحيات السياسية الواسعة التي منحها الجيش لنفسه. وبين المقال أن هذه الصلاحيات هي دعم للمجلس العسكري لصلاحياته السياسية, وقد جاء بعد وقت قليل من منح القضاة الدستوريين صلاحيات واسعة للجيش باستخدام القوة واعتقال المدنيين. وفي مقال لها بصحيفة الجارديان اعتبرت الكاتبة المصرية أهداف سويف أن الرئيس القادم لا يمثل المصريين بعنوان يسقط الرئيس المصري الجديد. وتستهل سويف مقالها قائلة أيا كان الرئيس الجديد في مصر, فإنه لن يكون الرئيس الذي يريده المصريون. إننا شعب تعداده85 مليون شخص,50 مليونا منهم يحق لهم التصويت. وتتساءل سويف فكم منا صوت لهذا الرئيس؟. وفي الصحيفة ذاتها أعد جاك شينكر, مراسل الجارديان في القاهرة, تحليلا بعنوان المقاطعون قد يكونون الفائزين في انتخابات الإعادة المصرية. قال الصحفي البريطاني المتخصص في شئون الشرق الأوسط روبرت فيسك إن جيش الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي يصل قوامه إلي300 ألف بلطجي ما زالوا علي رأس عملهم رغم الانتخابات الرئاسية. ويشبه الكاتب ما يجري حاليا في مصر بما حدث مع الجنرال السابق محمد نجيب الذي بدأ أول ثورة مصرية بعد الحرب عن طريق الإطاحة بالملك فاروق قبل ستين عاما.