أكد الجيش الروسى أمس أن لديه أدلة بشأن استخدام مقاتلى المعارضة السورية أسلحة كيميائية فى حلب المقسمة بين أحياء شرقية تسيطر عليها المعارضة وأخرى غربية تسيطر عليها القوات الحكومية. وذكر الجيش الروسي، فى بيان، أن «خبراء وزارة الدفاع الروسية عثروا على ذخيرة مدفعية غير منفجرة تعود للإرهابيين تحتوى على مواد سامة. وأضاف :»بعد تحليل سريع فى مختبر متحرك تبين لنا أن الذخيرة تحتوى على الأرجح على غاز الكلور والفوسفور الأبيض». وأوضح البيان أنه تم العثور على هذه الذخيرة فى المنطقة « 1070" على الطرف الجنوبى الغربى لحلب. وقالت وكالة "إنترفاكس" الروسية للإنباء إن القوات الحكومية السورية استعادت هذه المنطقة أخيرا من فصائل المعارضة. وأضاف :" هذه المواد ستخضع لتحليل أكثر عمقا بالاتفاق مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية". وتأتى هذه التطورات فى أعقاب اتهام وسائل الإعلام السورية فى نهاية أكتوبر فصائل معارضة باستخدام "غاز سام" فى هجومها على غرب حلب وتحدثت عن حالات اختناق أصيب بها مدنيون وعسكريون فى المناطق التى تعرضت للقصف، لكن من دون أن تؤكد أى منظمة عالمية معنية بهذا الشأن الأمر. وفى غضون ذلك، أعلن دميترى بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن موسكو لا تلام على الموقف المتأزم بالنسبة للاتفاقات السياسية الخاصة بتسوية الأزمة السورية، حيث إن السبب بذلك هو عدم قدرة واشنطن على التمييز والفصل بين الإرهابيين وما يمكن تسكيته ب"المعارضة المعتدلة". ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن بيسكوف قوله:"هناك اتفاق تم التوصل إليه بجهد كبير ولم ينفذ، للأسف، لكن دون أن يكون هناك خطأ من جانب روسيا". وأضاف: "لم تكن الولاياتالمتحدة وشركاء واشنطن قادرين على تحقيق البند الرئيسى ألا وهو التفرقة بين ما يطلق عليه المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية"، مشيرا إلى أن أية تسوية سياسية تعد مستحيلة طالما أن هذه المشكلة لا تزال بدون حل رغم مواصلة الخبراء بالطبع لعملهم.وفى تلك الأثناء، كشف مصدر عسكرى روسى عن بدء طائرات حاملة "الأدميرال كوزنيتسوف" الروسية التحليق فى أجواء سوريا تحضيرا لاستهداف الإرهابيين ومواقعهم هناك. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المصدر ذاته قوله إن "مقاتلات "ميج - 29"، و"سو- 33" المحمولة على ظهر "كوزنيتسوف" كثفت من طلعاتها الدورية فى الأيام الأخيرة وتحلق فى السماء السورية لاستطلاع الأجواء فوق مسرح العمليات وتحديد المهام القتالية المنوطة بها".وأضاف المصدر أن مجموعة السفن الحربية الروسية التى تضم فى قوامها حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنيتسوف"، والطراد الذرى الثقيل "بطرس الأكبر"، وفرقاطة "الأدميرال جريجوروفيتش"، صارت جاهزة لبدء العمل العسكرى فى أى لحظة. وأشار إلى أن سفن الاستطلاع المرافقة للمجموعة والمرابطة قبالة الساحل السورى مستمرة فى استطلاع الأراضى السورية من ساحلها إلى عمقها. وميدانيا، أعلنت مصادر ميدانية سورية مقتل نحو 20 عنصرا من قوات الجيش السورى و 14 من الميليشيات الموالية لها فى معارك ضاحية تلة المحبة جنوبى مدينة حلب. وذكرت تلك المصادر التى رفضت الكشف عن هويتها لقناة "سكاى نيوز" عربية أن عشرات المصابين المدنيين وصلوا للمستشفيات الميدانية نيجة إصابتهم فى قصف جوى بقنابل عنقودية استهدف قرية رسم العيس بريف حلب الجنوبي. وفى ريف الرقة، أفادت مصادر من المعارضة السورية باستمرار الاشتباكات بين مسلحلى تنظيم داعش الإرهابى وميليشيات سوريا الديمقراطية بمحيط قرية الهيشة ومحيط قرية خنيز بريف الرقة الشمالي. وتتزامن هذه الاشتباكات مع غارات يشنها التحالف الدولى على مواقع داعش، حيث تسعى ميليشيات سوريا الديمقراطية لعزل الرقة عن ريفيها الشرقى والشمالى تمهيدا لمعركة طرد داعش من المدينة.