على مدى سنوات طويلة كان عمالقة التلاوة والإنشاد الديني، أحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر، وكانت الدول العربية والإسلامية تستضيف القراء المصريين، لإحياء ليالى رمضان والمناسبات الدينية، وكان المسلمون فى هذه البلاد يحتشدون أمام المساجد والمراكز الإسلامية لسماع صوت الشيخ عبد الباسط والشيخ الحصرى والشيخ مصطفى إسماعيل وغيرهم من مشاهير القراء المصريين، وكانت الموهبة هى القاسم المشترك بين هذا الجيل العظيم، فلم يصل أحد منهم إلى هذه المكانة إلا بالموهبة وحب القرآن الكريم. وإذا كان البعض يرى أن هناك تراجعا فى اكتشاف الموهوبين فى هذا المجال، والبعض الآخر يرى أن هناك أمورا أخرى تتحكم فى تقديم غير الموهوبين، فقد جاءت مبادرة وزارة الأوقاف بالتعاون مع إتحاد الإذاعة والتليفزيون للبحث عن الموهوبين وأصحاب الأصوات الحسنة، واختيارهم بكل شفافية على أساس الموهبة والكفاءة، لتجدد الأمل فى اكتشاف مواهب قرآنية جديدة. وحرصت الوزارة على إجراء تصويت مباشر من الجمهور فى إحدى المراحل، وتقرر بعدها تصعيد الفائزين فى المرحلة النهائية، للجنة الاختبارات بالإذاعة والتليفزيون، وذلك بهدف تجديد دماء دولة التلاوة فى مصر، وإعداد جيل جديد من القراء والمبتهلين المتميزين. ورشحت لجان الاستماع المشتركة بين الأوقاف واتحاد الإذاعة والتليفزيون 35 متسابقا من القراء والمبتهلين الشباب لدخول اختبارات المسابقة بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، والتى انتهت بفوز 3 متسابقين وترشيحهم لإجراء اختبارات مماثلة أمام أعضاء اللجنة الموحدة لاختبار القراء والمبتهلين باتحاد الإذاعة والتليفزيون. والتقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، مع الناجحين فى مسابقة الصوت الحسن، الذين تم تصعيدهم للجنة الموحدة لاختبار القراء والمبتهلين باتحاد الإذاعة والتليفزيون, وهم، صالح على حسن علي، محمد السيد جمعة حسن، خالد أحمد ربيع أحمد، وتم منح كل منهم كارنيه محفظ قرآن متطوع بمساجد الأوقاف. كما أعلنت الوزارة عن تصعيد اثنين من المبتهلين، المتقدمين لمسابقة الصوت الحسن، الحاصلين على أعلى نسبة تصويت من الجمهور على موقع الوزارة، للجنة الموحدة لاختبار القراء والمبتهلين باتحاد الإذاعة والتليفزيون مباشرة، وهما، إبراهيم عبد الصالحين محمد علي، وفرج سعيد أحمد سعيد. ووجه وزير الأوقاف بتكريم الثلاثة الفائزين الأول فى مسابقة القراء، والأول والثانى فى مسابقة الابتهالات الدينية. رسالة للموهوبين وحول أهمية المسابقة ودورها فى اكتشاف المواهب يقول الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن الوزارة تعمل على اكتشاف المتميزين وأصحاب الأصوات الحسنة، ومنحهم الفرصة كاملة، ليكون هناك جيل جديد من القراء والمبتهلين المتميزين، وإعداد جيل متميز من القراء والمبتهلين. ويرى الشيخ حجاج الهنداوي، القارئ بالإذاعة والتليفزيون، أن مبادرة الأوقاف للبحث عن الموهوبين وأصحاب الأصوات الحسنة، بالتعاون مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون، هى مبادرة غير مسبوقة، تهدف إلى اكتشاف ودعم ورعاية المواهب الشابة. ووجه رسالة للموهوبين وأصحاب الأصوات الحسنة، بضرورة اغتنام مثل هذه المسابقات التى تنظمها الأوقاف، موضحا أنه فى عام 1998 كان أحد المشاركين فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم، التى تنظمها سنويا وزارة الأوقاف، وتم اكتشافه عندما قرأ فى حفل افتتاح المسابقة، وهذا دليل على أن الأوقاف تختار المتميزين، لكن لابد من الاجتهاد وحب القرآن، ولابد أن يعلم المتميزون أنه سوف تُفتح أمامهم أبواب الشهرة، طالما كان هناك حب للقرآن واجتهاد، وهذا ليس كلاما فقط، بل تجربة مر بها كثير من الموهوبين، لأن الموهبة هنا هى الأساس، وهذه فرصة جيدة لكل موهوب، فى أن يثبت قدراته. تجربة متميزة من جانبه أكد عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة السابق، أن مصر غنية بأصحاب الأصوات الحسنة والموهوبين، فى قراءة القرآن الكريم والإنشاد الديني، لكن هذه المواهب فى حاجة لمن يبحث عنها، فالقرآن الكريم نزل فى مكة وقرئ فى مصر، وما تقوم به وزارة الأوقاف واتحاد الإذاعة والتليفزيون فى هذا المجال، يعد جهدا متميزا يستحق الشكر، لأن مثل هذه المسابقات تفتح المجال أمام الجميع، وتجعل هناك فرصة لاختيار المتميزين بالفعل. مشيرا إلى أننا فى حاجة لاكتشاف المواهب وأصحاب الأصوات الحسنة، القادرة على التلاوة والإنشاد الديني، لأن القراء الأوائل رحلوا، والبعض الأخر اعتزل، وبالتالى نحن فى حاجة لدماء جديدة، فى مجال قراءة القرآن والابتهالات الدينية، ومن المؤكد أن استمرار هذه الجهود من الأوقاف واتحاد الإذاعة والتليفزيون، سيكون له دور كبير فى إتاحة الفرصة، أمام قطاع كبير من أصحاب الأصوات الحسنة، على أن يتم اختيار الموهوبين منهم ودعمهم وإتاحة الفرصة أمامهم، ليكون هناك جيل جديد من القراء والمبتهلين، يعيد أمجاد عمالقة التلاوة والإنشاد الدينى . دور الإعلام الديني وطالبت الدكتورة هاجر سعد الدين رئيس إذاعة القرآن الكريم سابقا، وسائل الإعلام بضرورة متابعة هذه المسابقة، وأن يركز الإعلام الدينى تحديدا على المتميزين، الذين سيتم اختيارهم بعد انتهاء المسابقة، وتقديمهم بشكل متميز. وأضافت: إن هذه المسابقة سوف تقدم أصواتا متميزة، ويجب أن يتم منحهم الفرصة كاملة، مشيرة إلى أن هذه المبادرة من جانب وزارة الأوقاف، تعد وسيلة جيدة وفكرة متميزة للغاية، ليكون هناك جيل جديد من المبتهلين والقراء المتميزين، خاصة وان هناك متميزين فعلا فى قراءة القرآن الكريم وفى الإنشاد الديني، لكنهم لا يجدون الفرصة، وهذه المبادرة التى قامت بها وزارة الأوقاف، بالتعاون مع إتحاد الإذاعة والتليفزيون، فتحت الباب أمام الجميع، لتكون الكفاءة والموهبة هى المعيار الوحيد، و ليظل القراء والمبتهلون المصريون متربعين على عرش التلاوة.