فى إطار التحليلات المعنية باستقراء المشهد فى الشرق الأوسط بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، ذكر الكاتب جوزيف أولمرت الباحث فى شئون الشرق الأوسط فى مقال بصحيفة «هافينجتون بوست» الأمريكية أن السياسة الخارجية عادة ليست من القضايا المحورية التى تشغل بال الناخبين الأمريكيين، وأن انتخابات هذا العام ليست استثناء فى هذا الشأن، مع وجود مرشح جمهورى معرفته بالقضايا الخارجية بما فيها الشرق الأوسط تكاد تكون تحت الصفر، على حد تعبير الكاتب، ومرشحة ديمقراطية تدل أفكارها بشأن الشرق الأوسط - كما طرحتها فى المناظرات الانتخابية - على انعزال تام عن الواقع. وأوضح أولمرت - وهو صحفى ومفاوض سابق فى مجال السلام - أن عدم ذكر مصر - مثلا - عند التطرق إلى قضايا الشرق الأوسط فى مناظرات الرئاسة الأمريكية يعد إغفالا صارخا للدور المحورى الذى تلعبه مصر فى سياسات الشرق الأوسط، بوصفها الدولة العربية الأضخم فى عدد السكان، وصاحبة الدور المهم فى السياسات العربية الحديثة. كما نوه الكاتب إلى حقيقة أن مصر هى التى شهدت مولد حركة جماعة الإخوان الإرهابية التى تعد المنبع الرئيسى لكل الجماعات الإرهابية الحالية. وأضاف أن مصر تعد أهم دولة عربية فى الشرق الأوسط، وبالتالى فإنه إذا كانت مصر قد استمرت فى الوقوع تحت سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية فإن ذلك كان من الممكن أن يحول الربيع العربى إلى موجة من المد الإسلامى المتطرف لا يمكن وقفها، مشيرا إلى أنه لو كانت مصر تحولت إلى الحكم الدينى المتطرف لكانت «نهاية العالم» قد حلت الآن. وأكد الكاتب أن الدور الذى قام به الجيش فى مصر عام 2013 أنقذ الشرق الأوسط من فوضى إقليمية كاملة، محذرا من أن المنطقة قد تشهد مزيدا من التوتر إذا انهار الوضع الاقتصادى فى مصر. وأشار الكاتب أيضا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يعتبر من قادة الإصلاح فى مصر، حيث تحدث علانية عن ظاهرة التطرف الديني، وتحدث أيضا عن تحرير الاقتصاد. ونتيجة لكل ما سبق، أكد الكاتب أن مصر تحتاج إلى الدعم الدولى فى أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولى يجب توقيعه سريعا، وتحت ظروف لا تتضمن مساومة على الاستقرار السياسى فى مصر. وأضاف أن الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة يجب أن ينخرطا فى مساعدة مصر، خاصة بعد تجاهل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للحكومة الحالية، بعد «الافتتان» الذى أبدته تلك الإدارة الأمريكية من قبل بحكومة الإخوان السابقة فى عهد «المعزول» محمد مرسي. وأوضح أن الحكومة الأمريكية المقبلة بقيادة الرئيس الجديد يجب أن تقدم خطة مساعدة طارئة لمصر. واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الوضع فى مصر من أهم التحديات التى ستواجه الرئيس الأمريكى الجديد، كما أن مصر يجب أن تكون من ضمن أهم أولويات الحكومة الأمريكية الجديدة.