امتدادا لدورها العالمي في نشر المنهج الإسلامي الوسطي المستنير وتدريب المبعوثين من دول العالم المختلفة، شهدت دار الإفتاء المصرية، احتفالية لتخريج الدفعة العاشرة من البرنامج التدريبي لتأهيل المبعوثين المُتدربين على الإفتاء، والذي استمر ثلاث سنوات. حيث تخرج 17 مبعوثًا من ثماني دول من قارات العالم المختلفة وهي: سويسرا، هولندا، إندونيسيا، ماليزيا، طاجيكستان، الصين، تايلاند، وقيرغيزستان، وذلك بحضور سفراء ماليزيا، وطاجيكستان، والملحق الثقافي الإندونيسي، وسفير طاجيكستان وعدد من الممثلين لبعثات الطلاب. وخلال فعاليات الاحتفال عرض بعض الطلبة الخريجين لمشروع تخرجهم في كتيب للرد على كتاب “الفريضة الغائبة” لعبد السلام فرج، والذي يعد المرجعية لكثير من الجماعات الإرهابية، حيث قام الطلبة بالرد عليه وتفنيد أفكاره في مجموعة من الأبحاث الشرعية ذات المنهجية العلمية المنضبطة. وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الدورات التدريبية التى يحصل عليها الطالب الوافد على مدى ثلاث سنوات متتالية، يخرج بعدها ليكون قادرًا على الفتوى في شتى المجالات المختلفة، وكتابة الفتاوى وإعداد الأبحاث الشرعية، وذلك من خلال التدريب العملي وتحليل ودراسة بعض القضايا الفقهية المعاصرة، كالأحوال الشخصية وعلم الميراث واللغة العربية والعقيدة الإسلامية والفرق والمذاهب الإسلامية وعلوم الحديث، وقواعد أصول الفقه. وأوضح أن عدم النظر الصحيح إلى الفتوى وتأخر الردود العلمية عليها يؤدى إلى إرباك العالم كله خاصة في ظل انتشار الفتاوى المتطرفة التي أرقت البشرية جميعًا، وتأخرها صعب الأمر على المؤسسات الدينية الكبرى التي تسعى لمواجهة الفكر الشاذ والمتطرف ومحاربة مُدعي حمل لواء الإسلام الذين يستغلون كل الفرص لإبراز فتواهم. ووجه المفتي رسالة إلى الطلبة الخريجين، قائلا: أنتم ستعودون إلى بلادكم كرسل للوسطية؛ وعليكم أن تحرصوا على أن يكون هذا المنهج الوسطي الذي تعلمتموه راسخًا فيكم حتى يسري في مجتمعاتكم. من جانبه أكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء، أن دار الإفتاء لا تقتصر مهمتها على إصدار الفتوى داخل مصر التي تتزعم العالم الإسلامي وتنير الطريق أمام كل قاصد للعلم، بل هي تحارب التطرف والإرهاب كذلك. وأعلن الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب وأمين الفتوى بدار الإفتاء، عن مبادرتين تقوم بهما دار الإفتاء، الأولى: عقد برنامج تدريبي للوافدين المتدربين لتفكيك الأفكار والفتاوى المتشددة، والثانية: برنامج تدريبي لإدارة المؤسسات الإفتائية في مختلف بلاد العالم، عبر الخبرات المتبلورة مع رجال الإفتاء القائمين على تدريب الوافدين. كما أشاد السفير الماليزي بجهود دار الإفتاء المصرية لتخريج دفعات جديدة من المفتين من دول مختلفة ليحملوا لواء الوسطية. ووجه حديثه للخريجين، قائلًا: عليكم أن تكونوا مثل نهر النيل، وتمدون الناس دائمًا بالخير.