جاءت زيارة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، للفاتيكان والتى شارك خلالها فى عدة فعاليات مهمة استهدفت تصحيح صورة الإسلام التى تتعرض إلى تشويه متعمد فى الفترة الأخيرة لتمثل بادرة قوية لعودة القوة الناعمة لمصر على الساحة الدولية. كما أكد لقاء المفتى مع البابا فرانسيس وإلقائه عددا من المحاضرات حول القيم المشتركة بين الأديان فى الجامعة البابوية، والمباحثات التى أدارها مع سفير الاتحاد الأوروبى ونائب وزير خارجية الفاتيكان، حرص مصر على مد جسور التعاون بين القيادات الدينية لمواجهة موجات العنف والتطرف التى تتعرض لها الإنسانية، ونشر وتعزيز القيم والقواسم المشتركة بين أتباع الأديان. وقال المفتى إن الزيارة جسدت رؤية مصر حول المسئولية المشتركة التى تحتم علينا العمل معا لاجتثاث جذور التطرف والإرهاب باسم الدين، وبيان أن المتطرفين موجودون فى كل الأديان، وليسوا محصورين فى الإسلام فقط، وهو ما يستوجب العمل الجماعى للتصدى لجرائم الإرهاب ومنع وقوعها ضد المدنيين الأبرياء باسم الدين أو العرق أو أى ذريعة أخرى. وحول نتائج لقائه مع بابا الفاتيكان قال الدكتور شوقى علام: إن البابا فرانسيس أكد اعتزازه بمصر قيادة وشعبا باعتبارها من أهم دول المنطقة وشدد على أهمية تعزيز التعاون الدينى بين الفاتيكان والمؤسسات الدينية فى مصر، وأعربت له خلال اللقاء عن تطلعنا لرؤية البابا فرانسيس فى القاهرة تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى له لزيارة مصر. كما تضمن اللقاء عرضا لتجربة دار الإفتاء المصرية الرائدة فى نشر ثقافة التسامح والتعايش فى الداخل والخارج، وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومواجهة الفكر المتطرف الذى يسعى إلى الإقصاء ونشر الكراهية وسفك الدماء. أما المحاضرة التى ألقاها الدكتور شوقى علام، بالجامعة البابوية بالفاتيكان ضمن فعاليات المؤتمر الدولى للحوار بين أتباع الأديان، والذى عقد خلال الفترة من 3-4 نوفمبر الحالى فى الجامعة الحبرية بالفاتيكان، بدعوة من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فأوضح خلالها أن التمسك بالقيم الدينية وفى مقدمتها الرحمة والسلام والمحبة سينزع فتيل أى نزاعات تنشأ بين البشر بسبب الدين. كما تضمن برنامج الزيارة عددا من اللقاءات مع قيادات مسيحية وسياسية من أبزهم جان تومبينيسكى سفير الاتحاد الأوروبى لدى الفاتيكان، القس أنتونيو كاملارى نائب وزير الخارجية فى الفاتيكان، وأعضاء السفارة المصرية، وأكد خلالها أن مصر تعالج قضايا التطرف الدينى من منطلق رسالتها الأساسية لتحقيق السلم العالمي، وأن الانتصار فى حربنا الفكرية ضد التشدد هو انتصار للقيم الإنسانية بشكل عام وتحقيق للاستقرار العالمى. كما أكد حرص دار الإفتاء على نشر صحيح الدين وتأهيل المسلم فى العالم أجمع للتعايش مع غيره، والتواصل مع الجاليات المسلمة فى أوروبا ودعمهم من الناحية الشرعية سواء فى جانب التدريب أو الإصدارات أو فى الفضاء الالكترونى لتحصين الشباب من الوقوع فى براثن هذا الفكر المنحرف. وفى بادرة لتفعيل نتائج الزيارة، قال المفتى ان الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم قررت إطلاق مرصد الجاليات المسلمة فى العالم باعتباره أولى خطوات تفعيل توصيات المؤتمر الذى نظمته الأمانة العامة بالقاهرة بعنوان »التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة» والذى عقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى وبحضور وفود من 80 دولة، حيث يمثل المرصد الأداة البحثية والرصدية الخادمة لقضايا الإسلام والمسلمين بالخارج، وتقديم الدعم بأشكاله المختلفة ومد يد العون لهم. من خلال آليات عمل تتضمن متابعة وتحليل جميع المواد المقروءة والمسموعة والمرئية التى تبث مواد خاصة بأوضاع الأقليات والجاليات الإسلامية فى الخارج، كما يمثل المرصد حلقة الوصل مع المسلمين بالخارج.