فصل الشتاء لم يبدأ بعد!!

توالت علينا القصص المأساوية عبر المواقع الأخبارية جراء السيول التي ضربت بقسوة محافظات مصر وأكثر هذه القصص تداولا وتأثيرا في نفوس الناس ، قصة استشهاد شابا بعد انقاذه ركاب الأتوبيس ، الذي دون سابق إنذار انهالت على ركابه ، مياه السيول المتدفقة من الجبال بالكيلو 110 بطريق قنا سوهاج ، فترك المركبة الشاب أحمد عبد اللاه ، 27 عاما ، ابن قرية نجع الجاحرية بمحافظة قنا ، خارجا من إحدى النوافذ وظل يسبح فى المياه الغزيرة ويُخرج العالقين داخل الأتوبيس ليلقي حتفه من الأنهاك
ويتم تداول قصة مأساوية أخرى تحكي عن وفاة ثلاث فتيات أمام والدهن جراء السيول وقصة مفجعة عن موت أشخاصا صعقا بالكهرباء بعد ارتفاع منسوب المياه داخل منازلهم بسبب غزارة الأمطار .
ولكن يبقى السؤال المهم هو ما الحل حتى لا تتلاحق علينا كوارث السيول خاصة وأن فصل الشتاء لم يبدأ بعد ؟!
وتأتي الأجابة طبقا للأبحاث العلمية الخاصة بمعالجة مياه الأمطار والسيول لتقول لنا أنه يجب البدء في معالجة شبكة طرق مصر والقيام بالتالي :
أولا : أن تقام شبكات أو مجاري مياه تحت الأرصفة إما في الجانب الأيمن أو الأيسر أو كليهما أو بالرصيف الذي يقع في المنطقة الوسطي بالطرق فيما بين المسارين وأن تنشأ الطرقات بشكل مائل نحو تلك المجاري وتكون هناك مجاري كبيرة لتجميع المياه تحت الطرق ويتم تركيزها في مجمعات كبيرة ويتم ضخها لمركز خارج المدينة للتخزين
ثانيا : لابد كذلك أن يتم تزويد منازل ومطالع الكباري بالعدد الكافي من شبكات لتصريف مياه الأمطار ، مع الأهتمام الدوري بتنظيف هذه الشبكات من الأتربة والمهملات حتى لا تتعرض للانسداد
ثالثا : يجب رصف الشوارع المكسرة والتى تتجمع فيها أتربة تسمح بتكوين الطين بمجرد هطول الأمطار
رابعا: توفير آلات شفط للمياه فى المباني الحكومية والهيئات والمدارس
خامسا: ترميم أو إزالة المساكن الآيلة للسقوط أو المبنية من الطوب التي تتعرض للانهيار حال سقوط سيول
أننا نتجه إلى تصريف مياه الأمطار فى شبكات الصرف الصحي ولكن الطريقة العلمية الصحيحة هى تخصيص شبكة صرف خاصة بمياه الأمطار، منفصلة تماما عن شبكة الصرف الصحي لكي لا تتعرض شبكات الصرف الصحي للطفح في حال ارتفاع منسوب مياه الأمطار داخل شبكات الصرف الصحي وكذلك لإمكان الاستفادة من مياه الأمطار فى عمليات الري مما يوفر لمصر 8 مليارات متر مكعب من مياه الأمطار سنويا تصلح لاستصلاح نحو مليوني فدان. Noha.elsharnouby@hotmail.com
لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;