فى الضبعة وبالقرب من موقع أول محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية يجرى العمل الآن لإنشاء أول مدرسة للتكنولوجيا النووية السلمية لتخريج كوادر قادرة على تشغيل وإدارة هذه المحطة .. المدرسة متكاملة سيخصص بها مكان لإقامة الطلاب والمعلمين والعاملين بها الذين سيتم اختيارهم وفق معايير خاصة . ماهى تفاصيل انشاء هذه المدرسة ؟ وما نسبة ما أنجز منها ؟ ومتى ستبدأ الدراسة بها ؟ يقول اللواء يسرى عبدالله سالم ( رئيس الهيئة العامة للأبنية التعليمية ) : مع توجه الدولة لمسايرة التقدم التكنولوجى لحل مشكلة الكهرباء بشكل جذرى وايجاد حلول لها كنمط للتفكير «خارج الصندوق»تقرر اقامة أول محطة نووية سلمية لتوليد الطاقة الكهربائية، ومن البديهى ألا نكون مجرد «مستخدم»للتكنولوجيا الروسية بل يجب ادارة وتشغيل وصيانة هذه المحطة من خلال الشباب المصرى المؤهل والدارس لهذه التكنولوجيا، من هنا جاءت خطوة انشاء هذه المدرسة سابقة على انشاء المحطة بهدف تخريج كوادر قادرة على تشغيلها وإعداد أجيال جديدة قادرة على الابداع والابتكار . اذن تمثل المدرسة حاجة ملحة وضرورة فى هذه المرحلة، وقرار انشائها خطوة حكيمة للقيادة السياسية لضمان استمرار إعداد أجيال مدربة للحفاظ على اول محطة نووية ستقام فى الضبعة، وأى محطات أخرى سيتم انشاؤها مستقبلا . موقع المدرسة يوضح اللواء يسرى أن موقع المدرسة اختير بالقرب من المحطة النووية وداخل نطاق الضبعة، وتم اختيار الموقع بعناية ليحقق ميزتين للمدرسة والمحطة معا، بالنسبة للمدرسة ان فريق التدريس سيأتى من قسم الطاقة النووية بجامعة الاسكندرية، وان خريجى المدرسة سيعملون بالمحطة وقد يرغب البعض منهم فى استكمال دراسته بجامعة الاسكندرية طبقا للبرنامج التربوى الموضوع بواسطة جهات متخصصة . يضيف رئيس هيئة الأبنية التعليمية : حاليا العمل جار فى انشاء المدرسة وتم انجاز 20% منها، والجزء الأهم هو ما أنجز والمتمثل فى حفر الأساسات وتمهيد التربة، ومن المنتظر أن ينتهى العمل بها قريبا لتبدأ الدراسة بها فى سبتمبر 2017، أى العام الدراسى المقبل . أما تفاصيل المشروع فيوضحها المهندس ممدوح محمد (رئيس الادارة المركزية للتصميم بهيئة الأبنية التعليمية المنوطة بانشاء المدرسة) قائلا : أول خطوة فى انشاء المدرسة تمت من خلال توقيع بروتوكول بين وزارتى الكهرباء والتربية والتعليم والتعليم الفنى لانشاء اول مدرسة ثانوية فنية متقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بمدينة الضبعة . الخطوة التالية كانت اختيار الموقع، وقامت محافظة مطروح بتخصيص مساحة 33600 متر مربع لانشاء المدرسة، وهى مساحة تسمح باقامة أى توسعات مستقبلية بطاقة تصل الى مائة بالمائة من حجمها المحدد حاليا، والخطوة التالية كانت تشكيل لجنة من وزارة الكهرباء وممثلى هيئات الطاقة النووية والهيئة العامة للابنية التعليمية وقطاع التعليم الفنى وجهات أخرى معنية، وبالتنسيق بين هذه الجهات تم وضع معايير ومكونات المدرسة واختيار الشكل النهائى لها والتصميم المناسب . وتتكون المدرسة - وهى ثانوية فنية نظام 5سنوات - من مبنى تعليمى ومبنيين لاقامة الطلاب وثلاث ورش مختلفة التخصصات لتغطية احتياجات المدرسة، بالاضافة لملعب رئيسي، ومسرح مكشوف وغرف للحراسة . ونظام الدراسة - كما يقول المهندس ممدوح - كل سنة دراسية عبارة عن 3 فصول يضم كل فصل 25طالبا فقط لتقديم خدمة تعليمية متميزة، أى أن اجمالى الطلاب 375 طالبا فى السنوات الخمس، وسيخصص نسبة منهم لأبناء محافظة مطروح . وسيضم المبنى التعليمى 15فصلا وعددا من المعامل المتخصصة التى تخدم مجالات الطاقة النووية، بالاضافة لمعمل لغات وغرف حاسب آلي، ومكتبة رئيسية وصالة متعددة الأغراض تستخدم للندوات والاجتماعات والترفيه عن الطلبة، هذا بخلاف الغرف الادارية والخدمات . وتستوعب مبانى الاقامة أكثر من 90غرفة للطلاب و20غرفة للعاملين بطاقة 436 سريرا للطلاب وهيئات التدريس والعاملين، وهناك قاعات مخصصة لمذاكرة الطلاب وصالات طعام والمطبخ والمغسلة، بالاضافة لورش ومعمل متخصص للطاقة النووية، ومخزن . واشار الى أن دور هيئة الأبنية التعليمية هو تصميم وانشاء المدرسة ودور التعليم العملية التربوية واعداد المناهج بالتنسيق مع هيئات الطاقة النووية نظرا لخبراتهم مع توزيع المستويات المختلفة للمواد على كل فصل دراسي، ولم يتم اغفال اللغة الروسية على اعتبار ان المحطة ستعمل بتكنولوجيا روسية، ومن منظور الحرص على تدريب الكوادر التى ستدير المحطة.