وكأن الحواس تتوقف فى استراحة عند احتساء «فنجان القهوة» حيث عشق ثالوث اللذة والمرارة والإدمان لهذا المشروب السحرى المرتبط بالتركيز والإبداع، فيبدأ الانتعاش بمناجاة الفنجان ، حينما تهل النسمات من البخار المتصاعد المعبق برائحة بذورها، فيعاد شحن الروح التائهة وتسترجع مناعتها. وباستنشاق رائحتها المميزة يبدأ ضبط المزاج، أما إغماض العين بعد الرشفة الأولى فهو لقاء الاشتياق . يليها رشفات الانبهار وكأنك تحلق فى الفضاء. ورشفة بعد رشفة لا يخذلك الفنجان، فبضمة منه يعتدل المزاج، ونلتف حوله مع الأصدقاء والجيران والعائلة لتدور الأحاديث المشوقة فى فلكه، فلا ننسى حكايات جدتى فى انتظار كنكة القهوة على لهب «السِبرتاية» الهادئ ، حيث صينية القهوة بمحتوياتها كاملة قابعة على المنضدة أمامها دائما، وعندما تسأل :«تشرب قهوة»؟ لا تنتظرالرد حتى تكون قد بدأت فى إعدادها. صينية القهوة عادت الآن فى صورة جديدة ، تزينها رسومات وعبارات مثل « اظبط دماغك - قهوة مظبوط - قهوة سادة » ورغم تكرار ذكرها فى الأغانى تبقى الترنيمة المميزة لاسمهان هى الأشهر: «أهوى..يا مين يقول لى أهوى..أسقيه بإيدى قهوة..ياللى تبات الليل سهران من إيدى لو تشرب فنجان .. راح تلقى فيه السلوى والدنيا تصبح حلوة».