السياسة الأمريكية لا ترتبط برئيس ومن يحددها هو وحده الكونجرس الأمريكى، إلا أن السباق المحموم الذى يجرى حاليا لانتخاب الرئيس الأمريكى القادم قد تحول الى حرب معلنة تزداد حدة وشراسة كل يوم، بين مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون والجمهورى دونالد ترامب. وكما هو متعارف عليه فكل شئ فى الحروب مباح، كذلك الانتخابات نجد المتنافسين يرفعون نفس الشعار وتبدأ حملات التجريح والتشهير الممنهجة كل خصم يحاول أن يطرح خصمه أرضا حتى فى أكبر دول العالم ديمقراطية . وتواكب الحملات الانتخابية الرئاسية دراسات وتحليلات واستطلاعات رأى ترصدها الجامعات ومراكز الابحاث الأمريكية ، وفقا لتاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية فى تطبيق الديمقراطية. وقد عقدت السفارة الامريكية بالقاهرة لقاء مع توماس شالير أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميريلاند عبر الفيديو كونفرس حضره مجموعة من الصحفيين ضمن سلسلة لقاءات تنظمها السفارة حول الانتخابات الرئاسية .وقد توقع شالير فوز المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون بفارق نحو 4% عن منافسها الجمهورى ترامب وفقا لاستطلاعات الرأى التى تصب بقوة حتى الآن فى مصلحة كلينتون، مؤكدا انها سوف تسير على نفس سياسات أوباما ولن تحيد عنها ابدا. وأوضح المحلل السياسي أن كلينتون بحكم موقعها كوزيرة خارجية سابقة فهي تحظى بدعم كبير من قبل موظفى الإدارة الأمريكية الذين عملوا معها عن قرب على مدى 4 سنوات، الى جانب دعهما لأوباما عندما كان مرشحا للرئاسة، وهو ما جعل مستشاريه يتعاونون معها فى حملاتها الانتخابية ويدعمونها بقوة. وحول دعم الرئيس الأمريكي لوزيرة خارجيته السابقة أفاد شالير أن إعلان أوباما دعمه لكلينتون جاء باعتبارها مرشحة للحزب الديمقراطى، وهو الحزب الذى ينتمى اليه الرئيس نفسه، مفسرا ذلك بان من حق أوباما تأييد من يريد فى الانتخابات الرئاسية ؟ويعد هذا أمرا مقبولا فى السياسة الأمريكية ،مذكرا بواقعة دعم الرئيس السابق جورج دبليو بوش للمرشح الجمهورى جون ماكين فى انتخابات 2008 . وبالنسبة لتحليلاته الخاصة بالمرشح الجمهورى قال إنه برغم نقد ترامب اللاذع لأوباما ووصف سياساته بالضعيفة ، ولاسيما فى قضايا تتعلق بملفات مهمة كالهجرة واللاجئين والتصدى لتنظيم داعش، إلا أن ذلك لم يشفع له على الإطلاق نظرا لأن توجهاته مازالت غامضة وطرحه للأمور غير واقعي، كما أنه يتحدث دوما عن أمور صعب تحقيقها، لافتا الى عدم رضاء الشعب الأمريكى عن كلا المرشحين . وعرض شالير بعض الاستطلاعات الأمريكية الكبرى، الموثوق بها مثل «فايف ثيرتى إيت» التى تشير إلى ارتفاع فرص فوز كلينتون بنسبة 88.1 % مقابل 11.9% لترامب، كما يظهر الموقع حصول المرشحة الديمقراطية على 49.8% مقابل 42.7% لمنافسها الجمهورى فى التصويت ،وهو ما يعكس تقدم المرشحة بشكل عام فى الاستطلاعات بين 3-5 نقاط.