فى اليوم الخامس من العملية العسكرية التى بدأها الجيش العراقى لتحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، حاول التنظيم فتح جبهة جديدة للقتال فى كركوك، فجر أمس، لتخفيف وطأة هجوم الموصل، بهجمة واسعة على مقار أمنية ومحطة كهرباء بكركوك، أسفرت عن مقتل 6 من الشرطة العراقية. وتمكنت القوات الأمنية العراقية من استعادة السيطرة والتصدى للإرهابيين من داعش الذين هاجموا كركوك وقتلت أغلب المهاجمين، وفرضت حظر التجوال لملاحقة الفارين منهم. وأشارت مصادر أمنية ومحلية إلى أن عشرات من المسلحين والانتحاريين التابعين لداعش هاجموا بعض المقرات والمواقع الأمنية فى محافظة كركوك بالقنابل اليديوية وأطلقوا عليها النار، واستطاعت القوات الأمنية حماية المقرات وإحباط مخطط الهجوم وقتل 12 انتحاريا . وذكرت قيادة العمليات المشتركة العراقية أن القوات قتلت أغلب الإرهابيين المهاجمين داخل مدينة كركوك وأن الموقف بات تحت السيطرة وتم الدفع بتعزيزات أمنية إضافية لكركوك. وقالت: إن داعش فى محاولة يائسة استهدف محافظة كركوك ودفع بعدد من الإرهابيين والانتحاريين باتجاه مديرية شرطة كركوك ومركز شرطة العدالة ومركز شرطة دوميز ومقر حزب الاتحاد الوطنى ومحطة كهرباء الدبس. من جانبه، أكد محافظ كركوك نجم الدين كريم أن القوات الأمنية وقوات البيشمركة وقوات مكافحة الإرهاب تسيطر تماماً على الوضع الأمنى فى كركوك، مشيرا إلى أن «خلايا نائمة» من داعش هى من قامت بمهاجمة بعض المقار والمواقع الأمنية فى كركوك. ونفى محافظ كركوك دخول مسلحى داعش إلى مقر مديرية شرطة كركوك السابق وسط مدينة كركوك أو إلى أى مقر حكومى فى المحافظة. أعلن ديوان الوقف السنى العراقى إغلاق جميع المساجد فى محافظة كركوك لحين استقرار الأوضاع فى المدينة، خوفا من أعمال انتقامية طائفية. وقال احمد المدرس، مدير الوقف السني، إنه بأمر من رئيس ديوان الوقف السنى فى العراق عبد اللطيف الهميم اغلقت جميع جوامع كركوك الى حين استقرار المدينة، و بذلك تم إلغاء خطبة الجمعة. وعلى صعيد عملية الموصل، تمكنت القوات العراقية المشتركة من السيطرة على قريتين جديدتين أمس. وذكرت خلية الإعلام الحربى بقيادة العمليات المشتركة أن قوات الرد السريع بالشرطة الاتحادية حررت قرية «نعناعة» وقتلت 15 إرهابيا من داعش، ودمرت 4 سيارات مفخخة ودراجتين ناريتين، وصادرت طنا ونصف الطن من «نترات الامونيوم» التى تستخدم فى تصنيع العبوات الناسفة، وتمكنت من إخلاء 63 عائلة عراقية ضمن المحور الشرقى شمال حقول المشراق بمحافظة نينوي. وأشارت إلى أن قوات تابعة لقيادة «عمليات تحرير نينوي» حررت قرية «دويزات» فى المحور الجنوبى شرق نهر دجلة ورفعت العلم العراقى عليها. وعلى الصعيد الإنساني، وجد أهالى الموصل أنفسهم بين نارين، إذ يستخدمهم تنظيم داعش دروعا بشرية يتخفى وراءها من هجمات القوات العراقية المشتركة، والمخاوف من أعمال انتقامية قد ترتكبها ميليشات طائفية فى خضم عملية القوات العراقية المشتركة، وسط توقعات من الهلال الأحمر التركى بنزوح ما بين 150 و400 ألف من من المدينة. وقالت متحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إن متشددى تنظيم داعش اقتادوا 550 عائلة من قرى حول مدينة الموصل العراقية ويحتجزونها قرب مواقع تابعة له فى المدينة لاستخدامها كدروع بشرية على الأرجح. وقالت المتحدثة رافينا شمدسانى مشيرة إلى «معلومات موثقة» من المنطقة إن المكتب يحقق أيضا فى تقارير عن أن التنظيم المتشدد قتل 40 مدنيا فى قرية واحدة. وفى أنقرة، استقبل رئيس الحكومة التركية بن على يلدريم فى أنقرة وزير وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر واستغرق اللقاء الذى تم بعيدا عن وسائل الإعلام، حوالى الساعة، وشارك فيه وزير الدفاع التركى فكرى إيشيك، ومستشار رئيس الوزراء فؤاد أوكتاي، والسفير الأمريكى فى أنقرة جون باس. والتقى كارتر فى وقت سابق أمس بنظيره فكرى إيشيك فى مقر وزارة الدفاع بأنقرة ضمن زيارته التى يبحث فيها المسائل الأمنية فى المنطقة، وعلى رأسها عمليتا «درع الفرات» فى سوريا وتحرير مدينة الموصل فى العراق ومن المزمع أن يُجتمع آشتون مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.