يزداد الاهتمام بالطاقة المتجددة فى مختلف أنحاء العالم،لأسباب عديدة فى مقدمتها الجهود المبذولة لاحتواء الآثار السلبية لظاهرة تغيرالمناخ،ومن جهتها أعلنت مصر فى كلمتها أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى الدورة ال 71 المنعقدة نهاية سبتمبر الماضى ، طرحها للمسار الخاص بمبادرة الطاقة المتجددة في إطار رئاستها للجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ وعلى الصعيد الداخلى تهدف للوصول بمساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة إلى نجو 20% من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2022، تماشيًا مع التزاماتها باتفاق باريس لتغير المناخ. وأمام كل هذه الفعاليات العالمية، والجهود والآمال المصرية المتعلقة بالاعتماد على الطاقة المتجددة ومشروعاتها وبخاصة الطاقة الشمسية،كان لابد أن نناقش الجوانب المختلفة للقضية مع الخبير العالمى المهندس إبراهيم سمك مستشار رئيس الجمهورية ، وواحد من أهم علمائنا فى الخارج فى أثناء زيارته القصيرة الحالية لمصر فى إطارمهمة وطنية. ويعد إبراهيم سمك أحد رواد الطاقة المتجددة فى العالم ورئيس المجلس الأوروبي للطاقة المتجددة لفترتين على التوالى والحاصل على أرفع وسام يمنحه رئيس الحكومة الألمانية ، ومنفذ مشروع الإضاءة بالطاقة الشمسية في الرئاسة الألمانية، والبرلمان الألماني، ومحطة قطار برلين، ومطار شتوتجارت، وهو أيضا صاحب اختراع اللمبة الذكية المعتمدة على الطاقة الشمسية والذي تم تنفيذه في 250 مدينة ألمانية. فى هذا الحوار، طرحنا على المهندس إبراهيم سمك الكثير من الأسئلة التى تفرض نفسها بقوة الآن ومنها أين تقف مصر فى خريطة الطاقة المتجددة ؟ ولماذا لم تحقق الأهداف المرجوة فى المرحلة الأولى من مشروعات تعريفة تغذية الطاقة الجديدة التى بدأتها فى 2014؟، وهل سيتم تدارك الأخطاء فى التعريفة الجديدة التى تم الإعلان عن تفعيلها فى نهاية أكتوبر الحالى؟ وما هى كواليس اجتماعاته مع رئيس الجمهورية ومناقشاته فى مجال الطاقة؟ وأين مصر من مشروعات تصنيع السليكون والخلايا الشمسية؟ ماذا ينقصنا لكى تقيم الشركات العملاقة مشروعات ضخمة؟ وإلى أى مدى يمكن لمشروعى محور قناة السويس وتحلية مياه البحر الأحمر الاستفادة من الطاقة المتجددة ؟وكيف يرى وهو الخبير العالمى الذى تستعين به دول العالم لتنفيذ مشروعات كبرى مستقبل الطاقة فى مصر؟ وماذا ينبغى لها أن تفعل للتقدم مستقبليا؟ وإلى نص الحوار : شاركت الشهر الماضى فى احتفال ضخم أقامته أوروبا لوصولها إلى رقم جديد ضخم فى انتاج الطاقة الشمسية، إلى أين وصلت الطاقة الشمسية فى أوروبا و العالم الآن.. وما سر هذا الاهتمام العالمى المتزايد بها ؟. احتفلت أوروبا بتحقيقها نقلة غير مسبوقة، إذ أضافت إلى شبكة الكهرباء 100 ألف ميجا وات وهو رقم كبير للغاية ، وفى العالم كله اليوم تصل النسبة من الطاقة الشمسية إلى ما يزيد على 200 ألف ميجا وات، فلم تعد الطاقة الشمسية شيئا ثانويا اذ أصبحت تمثل عاملا أساسيا فى الصناعة ، وأصبح الآن 80% من كل المشروعات الجديدة فى أوروبا تعتمد على الطاقة الشمسية ، كما أنها أصبحت واحدة من أهم العناصر الأساسية فى أنظمة مصادر الطاقة فلم تعد تلك التكنولوجيا الخادعة أو الطاقة الغنية كما كان يُطلق عليها. ويكمن السر فى الاهتمام العالمى المتزايد بها إلى الانخفاض الملحوظ فى تكلفتها بعد التوصل إلى تصنيع ألواحها وخلاياها بأقل ما يمكن ، أيضا وكما هو معروف تمتاز بعدم الاعتماد على الأيدى العاملة ، وهى أكثر حفاظا على البيئة بسبب عدم وجود عوادم إطلاقا، ذلك فى الوقت الذى يبحث فيه العالم عن طرق لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وهو ما دفع إلى مزيد من الاهتمام .ولذلك فإنه مخطط فى أوروبا أنه فى 2020 سيكون 26% من الطاقة هى الطاقة المتجددة . بصراحة ألم تشعر بالغيرة على الوطن أثناء حضورك هذا الاحتفال خاصة أنك كنت مشاركا فيما تحقق به من إنجازات كأحد علماء الطاقة العالميين، فى حين أن مصر تقع فى الحزام الشمسى ولم تصل إلى ما وصلت إليه أوروبا ؟! بالطبع شعرت بالغيرة الشديدة على مصر خاصة أنها والعديد من الدول خاصة الواقعة فى شمال إفريقيا حيث الحزام الشمسى، تستطيع التفوق على العالم كله فى هذا المجال ، ففى حين تطلع الشمس فى مصر ما يتراوح ما بين 300 إلى 310 أيام فى السنة فإنه فى ألمانيا على سبيل المثال يقتصر الأمر على 140 يوما فقط ، كما أن مصر من أكثر المناطق التى تتمتع بقوة اشعاع فى العالم، ويصل الاشعاع من 8 إلى 10 ساعات فى اليوم على العكس من أوروبا التى يستمر فيها الاشعاع الشمسى حوالى 5 ساعات ، وفى مصر يبلغ الانتاج للساعة خلال العام من 1800 كيلو وات إلى 2000كيلو وات ساعة فى السنة، بينما المتوسط فى ألمانيا او اوروبا عموما يبلغ حوالى من 1000 كيلو وات إلى 1200 كيلو وات، والفارق كبير للغاية كما نرى ، وبرغم ذلك لم تشهد مشروعات الطاقة فى مصر تقدما ملحوظا ! ما هى المعوقات التى حالت دون تحقيق مصر ذلك برغم كل هذه الامكانات الطبيعية، أين كان دورك فى خدمة الوطن فى هذا المجال فى حين أنه يتم الاستعانة بك فى مختلف دول العالم ؟! الإجابة على كل هذه الاسئلة يمكن تلخيصها فى جملة واحدة هى تخاذل الحكومات السابقة فيما يخص هذا الملف ! وهو أمر مفروغ منه لأنه قبل رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسى لم يكن هناك لا رئيس جمهورية ولا حكومة بالتالى تفكر فى ملف الطاقة المتجددة بشكل عام بهذه الجدية ، على سبيل المثال كنت قد قد حصلت لمصر فى مرحلة سابقة على منحة كاملة من ألمانيا لإدخال الطاقة الشمسية فى قرية بالكامل تمهيدا لتنفيذ مشروعات أخرى وهى قرية أولاد الشيخ وللأسف بعد مرور أقل من سنتين فوجئنا بإنهاء نظام الطاقة الشمسية الذى نفذناه بها بدعوى أن القرية دخلت فى مشروع الكهرباء !!وبالتالى تعرض المشروع للفشل ودخلت أى محاولات أخرى إلى الأدراج ، خاصة أنه لم يكن فى مصر الثقافة الخاصة بالطاقة الشمسية حينئذ على الإطلاق ، بينما الآن يهتم كثيرا الرئيس بهذه القضية وبتنوع مصادر حصول مصر على الطاقة الكهربائية،من مصادر الطاقة المتجددة والجديدة ، وهو يحاول بشتى الطرق إزالة المعوقات التى نقوم بعرضها عليه ، انطلاقا من ثقته الشديدة فى أن الاعتماد على الطاقة المتجددة لا يسهم فقط في تحقيق التنمية المستديمة، بل يدعم أيضًا جهود تحقيق أمن الطاقة، ويدعم الجهد الدولي لاحتواء الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ. ولذلك أتوقع أن تحقق مصر طفرة كبيرة قريبا وندخل عالم الطاقة المتجددة بهذه الأرقام الكبيرة ،وأجدد وعدى بأننى فى خدمة وطنى ، والآن أقوم كمستشار للرئاسة بإبداء رأيى العلمى فى كل ما يُطلب منى فلم أقصر يوما ولن أقصر تجاه مصر. من الواضح كما أشرت إلى أن نشر ثقافة إنتاج الطاقة الشمسية هو عامل أساسي فى نجاح مستقبل هذه الطاقة فى مصر ، فكيف يمكن نشر هذه الثقافة فى ضوء النجاح المبهر للتجربة الألمانية فى هذا المجال ؟ التجربة الألمانية فى نشر ثقافة الطاقة الشمسية قامت على إطلاق مشروع يمكن ترجمته إلى «تغذى الشبكة بالطاقة الشمسية تأخذ نقود» وهذا القانون أو المشروع أدى إلى الإقبال على المشاركة بشكل مذهل وكان سببا فى نشر الثقافة المرتبطة بذلك المجال بسرعة وسهولة مبهرة ، فقد أصبح بسببه يحصل المواطن على بيانات الشركات المتخصصة فى الطاقة الشمسية عبر الإنترنت، ليحصل منها على العروض، ويختار ما يشاء ثم يتجه إلى أحد البنوك، لتمول له إنشاء ألواح الطاقة الشمسية فوق سطح بيته لانتاج الطاقة التى يغذى بها شبكة الحكومة، وذلك بضمان المشروع نفسه ،لا بضمان البيت ولا المرتب، وبذلك يحصل على مقابل مادى كبير من أول يوم دون أن يتكلف أى نقود و يحصل البنك منه على نسبة لمدة 6 سنوات حتى يغطى تكاليف المشروع الذى يستمر التعاقد معه حوالى عشرين عاما ، وقد أدى هذا المشروع إلى إقبال المنازل والشركات والمدارس والمكاتب وكافة المؤسسات إلى وضع الخلايا الشمسية فوق الأسطح، وبسببه تغذت الشبكة الرئيسية بالطاقة. لكن لدينا مشروع مماثل لتعريفة تغذية الطاقة الجديدة والمتجددة انطلق عام 2014 فى مرحلته الأولى ولم يحقق نجاحا كبيرا أو يصل إلى الأهداف المرجوة منه ؟! نعم لم تحقق المرحلة الأولى من هذا المشروع الذى تشيرين إليه النجاح المتوقع منه ،لأنه لم يستفد منه بالشكل الصحيح ، ولم يتلاءم تنفيذه مع قوة ما تنص عليه بنوده ، ولذلك ارى أنه من الضرورى مناقشته جيدا وتحديد نقاط الضعف فيه لتجنبها مستقبلا ،وأرى أن من أهم السلبيات أنه لم يوفر التسهيلات اللازمة للمستثمرين، كما أنه من الضرورى للغاية كخطوة أولى لنشر هذه الثقافة هو إيجاد سبل لتمويل البنوك لمشروعات الأفراد كما حدث فى ألمانيا، وسأحاول دراسة ذلك مع د. محمد شاكر وزير الكهرباء فى زيارتى الحالية لمصر، خاصة أنه متفهم ومتعاون للغاية ، وفى كل الأحوال الأمل كبير فى المرحلة الثانية من قانون التعريفة الجديدة لأنها تحمل أرقاما أكبر للتعريفة لكل الفئات سواء كانوا أشخاصا أو مؤسسات أو مستثمرين مصريين أو أجانب ، وسيتم تنفيذه بداية من 28 أكتوبر الحالى، وتضمنت مدة التعاقد بين شركات القطاع الخاص والشركة المصرية لنقل الكهرباء شراء الطاقة المنتجة من محطات الشمس والرياح 25 عاما ، وتكون القدرات المطلوبة هى الحد الأقصى لإجمالى القدرات المحددة مخصوما منها ما يتم التعاقد عليه وهى 300 ميجاوات للمشروعات ذات القدرات أقل من 500 كيلو وات و2000 ميجاوات للمشروعات ذات القدرات من 500 كيلووات حتى 50 ميجاوات .وذلك كله يعد إنجازا بارزا فى هذا المجال من شأنه أن يؤدى إلى تطور كبير . ماذا ينقص مصر لانتاج المديول الألواح وتصنيع الخلايا الشمسية محليا بداية من السليكون حتى المرحلة الأخيرة ؟ يقوم الجيش بالفعل -بمشروع لتصنيع الخلايا الشمسية فى مصر وأرى أنه مشروع ممتاز ويسير على الطريق الصحيح ، و أرى ضرورة انتاج المديول وأن تتم مختلف مراحل تصنيع الخلايا الشمسية محليا من البداية حتى النهاية خاصة انتاج السيليكون الذى له أهمية خاصة فى تصنيع هذه الخلايا والذى للأسف لازالنا نستورده من الخارج برغم أننا لدينا نوع من الرمال هو من أفضل الأنواع الموجودة وأكثرها نقاءً على مستوى العالم ، ورغم ذلك لا نستفيد منها . وقد تأخرنا فى تنفيذه حوالى 20 سنة !! وقد سبقتنا فى هذا المجال دول عديدة ليس لديها امكاناتنا الطبيعية مثل الصين وتايوان. لكن لا يزال عندنا فرص حقيقية ولنا أن نتخيل الفوائد التى ستعود علينا لو أنتجنا السليكون محليا وصنعنا منه الخلايا كم سنوفر من العملة الصعبة . لم يحقق مشروع كوم امبو للطاقة الشمسية الذى انطلق عام 2014 الانتاج المستهدف ما أسباب ذلك؟ فى الصعيد أكبر قوة إشعاع موجودة فى مصر وهناك عدة مشروعات فيها من أهمها مشروع كوم امبو لأنه ضخم ويتميز بأنه يوفر الأراضى والتسهيلات للمستثمرين ، لكن بالفعل هو لم يحقق الأرقام التى كان ينبغى له أن يحققها خلال السنتين الأوليين بسبب بعض المعوقات الصغيرة التى يمكن حلها ، وهو ماينبغى أن تهتم الدولة بتداركه لأنه كان مفروضا أن تغذى الشبكة ب 100 ميجاوات فوق البيوت ، وأن تمد الناس للشبكة 2000 ميجاوات ولم نصل إلى هذه الأرقام ، فلابد أن يتم تحديد لماذا لم يحدث ووصلنا إلى كم وماهو الفارق؟ وذلك لكى نتلافى الأخطاء فى المرحلة التالية . كيف ترى المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة التى أطلقتها مصر العام الماضى فى قمة تغير المناخ في باريس وما أهمية التعاون مع إفريقيا فى هذا المجال؟. هى من أهم الخطوات التى اتخذتها مصر فى ملف الطاقة المتجددة ،لأنها تسهم فى استفادة إفريقيا من مصادرها الطبيعية، الأمر الذى ينعكس على احوال الشعوب وخاصة فى ضوء الانخفاض الملموس في تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة وبصفة خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومن المستهدف الانتهاء من مشروعات لتوليد أكثر من 10 جيجاوات بحلول عام2020 والوصول إلى توليد 300 جيجاوات إضافية بحلول عام 2030.فى القارة السمراء ، والتعاون بين الدول الافريقية من شأنه أن يساعد فى المستقبل على تصدير الطاقة إلى أوروبا . ما أهم المحاور التى يعمل عليها المجلس الاستشارى الرئاسى فى الفترة الحالية فى ملف الطاقة ؟ أن تبذل الدولة جهودا لتنويع مصادر حصول مصر على الطاقة الكهربائية، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية والوفاء باحتياجات خطط التنمية الاقتصادية، و قد انعكس ذلك بالإيجاب على أحوال الكهرباء فى مصر ، وسيختلف أكثر بالمشروعات الجديدة التى تقع الآن تحت الدراسة حيث سيتم الاستفادة من الطاقة الجديدة بدلا من ضياع العملة الصعبة فى «عز النهار» فى الطاقة الحرارية وبدلا من ذلك سيتم الاهتمام بالطاقة الشمسية التى لا تتطلب لاعملة صعبة ولا تكلفة، ووصولا إلى مساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة إلى حوالي 20% من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2022، تماشيًا مع التزامات مصر بموجب اتفاق باريس لتغير المناخ. وما أتمناه أن يضاف لمشروع أو قانون التعريفة الجديدة الذى سينطلق فى نهاية هذا الشهر الطاقة من المخلفات ويمكن أن نبدأ بمخلفات قش الأرز وستكون الاستفادة منه عظيمة . من كواليس اجتماعات الرئاسة هل يمكن أن تكشف لنا عن مشروع محدد تحت الدراسة فى مجال الطاقة؟. من أهم المشروعات التى يمكن أن يستفيد منها الوطن، هو مشروع تتم دراسته الآن، وأقصد به الاستفادة من الأراضى الواسعة المحيطة بالمطارات المصرية فى انتاج الطاقة الشمسية ، على غرار تجربة مطار شتوتجارت الذى كان أول تجربة فى ألمانيا وكنت أنا منفذها ، وكانت فكرة مطار شتوتجارت قد نبعت من أنه فى كل مطارات العالم ، هناك آلاف آلاف الأمتار التى تحيط بالمطارات خاصة حول مدرج الهبوط بالمطار وغير مستفاد بها، فقررت شتوتجارت أن نقيم حول الطريق مشروع الطاقة الشمسية فحدثت مناقشات طويلة مع جهات عديدة لضمان عدم تعارض ذلك مع سلامة الطيران وعدم وجود أى سلبيات، وفى النهاية وافق الجميع على الفكرة وأن يتم تنفيذ هذا المشروع الذى حقق نجاحا مبهرا ونفذته الكثير من مطارات العالم ،ويمكن للراكب أثناء هبوط الطائرة أن يشاهد الخلايا الشمسية المحيطة بالطريق ويبهره منظرها ، والمشروع يمكن تنفيذه فى مصر وهو من أهم المشروعات التى فكر فيها سيادة الرئيس للاستفادة منها ، وهوالآن تحت الدراسة. كيف يمكن الاستفادة من الطاقة الشمسية فى محور قناة السويس؟. يمكن الاستفادة من الشركات الأجنبية الكبيرة الموجودة فى المحور فى تصنيع الخلايا الشمسية وإقامة مشروع السيليكون ، كما يمكن تغطية الأراضى المتسعة الخالية حول المشروعات بالطاقة الشمسية خاصة أن المنطقة هناك تتمتع بقوة الإشعاع والرياح فينبغى استغلال ذلك فى توليد الطاقة . وتحلية المياه ؟ الحل الأمثل والأرخص لتحلية مياه البحر هو استخدام الطاقة الشمسية ، ولو تم استغلال ذلك فى تحلية مياه البحر الأحمر فسيتحقق نجاح مبهر . واليوم أصبح هناك تقنية متقدمة يمكن استخدامها فى هذا المجال وتسمح بتوليد الطاقة طوال اليوم. أين الشركات الأجنبية العملاقة من الاستثمار فى الطاقة الشمسية فى مصر ؟، وكيف يمكن جذبها؟. فى الواقع أنه لكى تأتى هذه الشركات للعمل فى مجال الطاقة ، لابد من مواجهة مشكلتين رئيسيتين الأولى هى أنه وفقا لقانون التعريفة لسنة 2014 فإنه فى حال نشوب مشكلة مع وزارة الكهرباء أو مع مصر فإن التحكيم يكون محليا، وهذه المشكلة سيتم تداركها عند تفعيل المرحلة الثانية من قانون التعريفة، حيث سيصبح التحكيم دوليا، والآن تبقت مشكلة أخرى كبيرة ينبغى إيجاد حل لها تتعلق بالجانب المالى و العملة خارج مصر ، وتستلزم هذه المشكلة إيجاد صيغة للتعاون والتنسيق بين وزارات المالية والاستثمار والكهرباء لحل مشاكل المستثمرين العالميين وتقديم التسهيلات المطلوبة للعمل على أرض الواقع . واتوقع إزالة هذه العوائق قريبا، والرئيس مستمع جيد للمشاكل ويحاول إيجاد حلول لها .فلا توجد مشكلة تم عرضها عليه لم يجد لها حلا فى ملف الطاقة . إلى أين وصل مشروع «الأقصر الخضراء «الذى أعلنت عنه أخيرا ولماذا توجه له كل هذا الاهتمام ؟ هذا المشروع كان قد تجمد لفترة بسبب بعض المعوقات، لكن سأقوم قريبا بإعادة إحيائه مع محافظ الأقصر الجديد المهتم بالبيئة الخضراء ، والدراسات والبيانات موجودة، وتكمن أهميته بوجه خاص فى دوره المتوقع فى تنشيط السياحة، إذ إن الكثير من فئات السياحة العالمية بدأت تتجه إلى البيئة الخضراء ، فمابالنا عندما تجتمع هذه البيئة مع الآثار العظيمة التى ليس لها مثيل فى العالم ، وسيكون فى مقدمة هذه الفئات السياح الألمان المغرمون بالعنصرين معا البيئة الخضراء النظيفة والحضارة الفرعونية العظيمة . وسيكون مشروعا ناجحا للغاية . ماالذى دفعك للاهتمام بالطاقة المتجددة فى وقت لم يكن أحد ينتبه إلى أهميتها أو يترجم ذلك الاهتمام إلى مشروعات على أرض الواقع ؟. منذ طفولتى كنت متأثرا بقوة الشمس وإشعاعها فى الأقصر، إن الفراعنة القدماء أول من تنبهوا إلى استخدامات الطاقة الشمسية وكان عندهم إله الشمس وكانت الشمس توفر فى نظرهم الحياة باعتبارها مصدر الضوء والدف ء والطاقة، ومنذ 30 سنة قررت إنشاء الشركة المتخصصة فى الطاقة الشمسية وهى كانت من أوائل الشركات فى ألمانيا فى هذا المجال حيث شعرت بأنها المستقبل فى ظل ندرة موارد الطاقة في المستقبل,ومع توافر الطاقة الشمسية وبلا مقابل، ولاحظت ان ألمانيا تعانى ضعف الموارد، وتمنع استخدام العديد من المواد في توليد الطاقة وتوفيرها لأنها تتعارض مع قانون البيئة هناك . خلال مشوار التحدى والنجاح فى ألمانيا ما هى أهم المشروعات التى تعتز بها ؟. تغذية مبني البرلمان الألماني الشهير بكهرباء الطاقة الشمسية, وهو أهم المشروعات التي أفتخر بها بشدة وحفرت اسمي في التاريخ الألماني, حيث تم تغذية أسقفه بالكامل بشرائح معدنية لامتصاص الطاقة الشمسية مما أعطي للمبني شكلا جماليا رائعا, أيضا تغذية مبني المستشارية الألمانية بالطاقة الشمسية بعد منافسة شرسة كانت قائمة بينى و35 من كبريات الشركات الأوروبية العاملة في حقل الطاقة الشمسية، وفزت بها لأقوم بتغطية واجهته بالوحدات الزجاجية المزروع بها الخلايا الشمسية لتكون جزءاً من ديكورات المبني حتي تضفي عليه اللمسة الجمالية المبهرة، بالإضافة إلى مبني شركة مرسيدس بنز الذي تم تغذيته بالإضاءة والكهرباء بعد تغطيته بالكامل بخلايا شمسية لمساحة تزيد علي خمسة آلاف متر. وكانت سعادتى لا توصف حين حصلت على أرفع وسام من المستشار الألمانى . حلمك للطاقة الجديدة فى مصر ؟. نحن الآن نضيف للشبكة فى حدود 1% تقريبا من الطاقة الجديدة والمتجددة ، وأحلم أن نصل فى 2020 على مثل الأرقام الموجودة فى بعض بلدان العالم التى حققت انجازا فى هذا المجال، أى أحلم أن نصل إلى حوالى 20% طاقة جديدة ومتجددة على الأقل .كما أتمنى أن تهتم كليات الهندسة فى مصر بإنشاء المزيد من الأقسام المتخصصة فى مجال الطاقة المتجددة على أعلى مستوى علمى ، وأن يتم توفير التدريب الكافى للكوادر الجديدة، لأن المستقبل لهذا المجال .