احتفلت الصين منذ أيام بالذكرى ال 67 لتأسيس جمهورية الصين، وقد أصبحت ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم بعد الولاياتالمتحدة بإجمالى صادرات سنوية تقدر بأكثر من 2 تريليون دولار لأكثر من 85 دولة لاحظ أن اجمالى صادرات مصر نحو 5 مليارات دولار واحتياطى من النقد الأجنبى يقدر بأكثر من 3 تريليونات و600 مليار دولار مصر 20 مليار دولار !! وفى مثل تلك المناسبة، لابد لنا أن نسأل كيف حققت الصين مثل هذه «المعجزة» فى التقدم الاقتصادى والانسانى وماهى الدروس والعبر التى نتعلمها من مثل تلك التجربة الرائعة؟ لقد عانى الشعب الصينى مثل المصريين تماما من الفقر والقهر والحرمان سنوات طويلة. زاد من وطأة معاناتهم المؤامرات الخارجية والاقليمية التى كانت تدبر ضدهم للإبقاء على الدولة والشعب فى حالة تخلف وفقر وتفتت حتى يسهل السيطرة عليها ولا تكون بمثابة «تهديد» لنفوذ الدول الكبرى فى المنطقة، خاصة الولاياتالمتحدة التى ترغب فى إدارة آسيا وفقا لمصالحها ولتذهب مصالح شعوبها الى الجحيم ! فقد نقلت الثورة الشعبية التى قادها الزعيم ماوتسى تونج لتحرير الصين من ذل الاستعمار والامبريالية والفقر والقهر الى رحاب الاستقلال الوطنى الحقيقى وتأسيس دولة حديثة ذات اقتصاد وطنى.. وبصرف النظر عن الجدل الدائر فى الصين أو خارجها بشأن دور الزعيم «ماو» وهوجدل مشابه تماما للجدل حول مؤسس مصر الحديثة الزعيم جمال عبد الناصر .. فانه يتعين على أى محلل منصف أن يضع قرارات هذا الزعيم الوطنى ماو فى سياقها التاريخى والظروف الإقليمية والدولية آنذاك، ولا يشك الصينيون فى وطنية «ماو» كما لا نشك لحظة فى وطنية ناصر. ولانه لولا الأسس التى وضعها «ماو» لما وصلت الصين الى ماوصلت اليه، فالتقدم تراكم يدفع بعضه بعضاً، ومافعله الزعيم دينج شياو بينج فى عام 1978 من قرارات بانفتاح الصين على العالم والتعلم من تجارب التقدم فى سنغافورة وغيرها، ماهو إلا تطور فى سياق التجربة الصينية كان هدفه تسريع إيقاع التقدم حتى تلحق الصين بموكب الدول المتقدمة لتحقيق مكانتها الدولية المرموقة الحالية التى تستحقها عن جدارة. لمزيد من مقالات ◀ منصور أبو العزم