لم تندثر أبدا ظاهرة المقاهي الثقافية, هذا ما يؤكده تلك الحيوية التي يعيشها مقهي ريش, الكائن بوسط البلد, سواء برواده اصحاب الرأي وبثرائه المعماري والديكورات واللوحات والصور المعلقة علي جدرانه, لنخبة من الكتاب والمثقفين والسياسيين, عندما طلبت من مجدي ميخائيل أخر مالك لمقهي ريش أن يتحدث عن تاريخ المقهي وهل مازال يتردد عليها المثقفون والساسة والكتاب ممن يحملون هموم الوطن, قال مبتسما, انه تجاوز مرحلة الحديث عن تاريخ( ريش) فقد أصبح لها رواد هم ملاكها الحقيقيون, وجدرانها شاهده علي تاريخها. مازال المثقفون والكتاب والإعلاميون يترددون علي المقهي الذي يعد ذاكرة للتاريخ في قلب القاهرة علي مدي مائة عام, يقول عباس محمود احد مهندسي المقهي, عندما ضرب القاهرة زلزال عام1992, أصابة بشروخ, وفي أثناء الترميم, اكتشف دهليزا صغيرا يؤدي الي مخزن قديم في البدروم, له باب صغير سري, ووجد براميل فارغة, وماكينة طباعه, واتضح أنه كان ملتقي للوطنيين, ولايزال المكان يتميز بحيويته الثقافية, حيث يشهد توقيع الكثير من الكتب, ويضيف عباس محمود مقهي ريش كتب فيه نجيب محفوظ روايته الشهيرة( الكرنك) وأسامة أنور عكاشة ليالي الحلمية, وغيرهم كثير من الكتاب والفنانين, بمقهي ريش ستشعر بأن حديثا معك يأتيك من هؤلاء النخبة وشهود ثورة1919 وكتاب ومثقفين معاصرين, وتشعر بدفء وأهمية أن تجد من يحترم اختلافك وأهمية من يصغي إلي رأيك.