نواصل لليوم الثالث على صفحة الإذاعة والتليفزيون «بالأهرام» طرح ورصد الأفكار والاقتراحات والحلول التى يراها أبناء ماسبيرو فى محاولة لإخراجه من أزماته، ومن بينها أفكار كثيرة إذا تم استثمارها والإستفادة منها ستكون نقطة البدء فى إصلاح ماسبيرو ذلك المبنى الإعلامى العريق الذى يتمنى كثيرون عودته لمكانته اللائقة كقلعة للإعلام العربى، بينما يتمنى آخرون هدمه والنيل منه وهو ما يجب أن يتصدى له أصحاب العقول المستنيرة والرؤى التى نطرحها من أجل التغلب على العقبات والأزمات بداخله. فتقول المذيعة هالة أبو علم رئيس الإدارة المركزية بقطاع الأخبار: ماسبيرو يزخر بالكفاءات المتخصصة التى استطاعت أن تثبت كفائتها على مدى سنوات طويلة ، ولا ننكر أنه على مدى السنوات الماضية طالته يد الإهمال الى جانب المؤامرات المستميتة لهده وهدمه ، فهو الذى مثل شعلة التنوير فى مصر و الوطن العربى وساهم فى إعلاء وإذكاء الروح الوطنية لدى شعوب الأمة العربية و الإسلامية .. الآن .. لا بديل عن دعم هذا المبنى بكل قوة سواء من جانب الشعب الذى يمثل ماسبيرو الناطق الرسمى باسمه والمعبر عن آماله و طموحاته والمدافع عن حقوقه ، أو من جانب الدولة ماديا ومعنويا لأنه خط أحمر وأمن قومى فى غاية الخطورة لمصر و لشعبها، ولذلك فلابد من محاربة الفساد ومحاسبة الفسدة الذين قصروا فى واجباتهم و استغلوا وظائفهم لتحقيق مكاسب شخصية وأهملوا فى إصلاح حاله ، وأن يتولى أموره أبنائه الذين ضحوا من أجله ويعلموا كل صغيرة وكبيرة فيه «أهل مكة أدرى بشعابها»، ويجب إعادة النظر فى اللوائح المالية والإدارية البالية. وتقول هبه شامل المذيعة بالفضائية المصرية: المبنى العريق يمتلك كل الإمكانيات والكوادر التى تؤهله ليتقدم ويكون المرجع الإعلامى لكل المنطقه، ولكن لابد من تنفيذ آليه الثواب والعقاب على من ينجح ومن يخطئ وتحديد المهام لكل إدارة او كل قناه والهدف منها ومراقبه و متابعه جيده لكل عنصر من عناصر العمل البرامجى وتذليل كل الصعاب لكى يظهر العمل الإعلامى فى أفضل صوره وعمل حصر لعدد البرامجيين والإداريين ومحاوله إيجاد مصادر للتمويل لماسبيرو. وتقول حكمت عبدالحميد المذيعة بقطاع الأخبار: ماسبيرو يمتلك ثروات كثيرة ولكن للاسف لا أحد يستطيع استغلالها فمثلا تراث ماسبيرو والذى تم إطلاق قناة مؤخرا به ولكن أين تسويق هذه القناة وأين الإعلانات، فلو كانت هذه القناة فى يد الإعلام الخاص لكانوا استفادوا منها جيدا، أيضا قناة مثل صوت الشعب تعد كنز كبير ولكن لم يستغل على الإطلاق ، بالإضافة إلى العناصر البشرية الهائلة ، بينما هناك ما يعد إهدار مال عام للتليفزيون. وتقول نهلة بدر الدين معدة ومتخصصة برامج الأطفال بالقناة الثانية: عندما تقرر الدولة تخصيص جزء من موازنتها العامة للإعلام، لا يُعقل أن يكون الهدف من ذلك هو المكسب المادى، فالدول تنشيء القنوات الإعلامية فى المجتمعات التى تزيد فيها نسبة الأمية بهدف رفع الوعى لدى المواطن البسيط وتقليل الفجوة المعرفية بينه وبين المواطن المتوسط. كما أن أحد أهم الأسباب الرئيسية التى تدفع الدول إلى الإنفاق على الإعلام هى نشر المعلومات مثل الخدمات التى تقدمها الدولة لمواطنيها ومن يستحق هذه الخدمات وإجراءات الحصول عليها، أى توعية المواطن بحقوقه فى وطنه. لذلك يجب أن يكون إعلام الدولة إعلاما خدميا لا يهدف إلى الربح لأن العائد من زيادة وعى المواطن أكبر بكثير من أن يتم تقييمه برقم، فنحن نواجه تحديات وعقبات كثيرة فى عملنا بسبب اللوائح القديمة البالية، فهل نتصور أن تليفزيون الدولة لا يستطيع الإعلان عن خط نجدة الطفل 16000 وهو خط مجانى يجب أن يعرفه كل مواطن للإبلاغ عن حالات الإساءة التى يتعرض لها الأطفال ونجدتهم؟!!! السبب وراء هذا المنع هو أن تليفزيون الدولة يجب عليه أن يُحقق أرباح وهو يتعامل مع هذا الخط من خلال قائمة أسعار الإعلانات. ولنقيس على هذا حملات التوعية بمواعيد التطعيمات ضد شلل الأطفال وحملات التوعية لترشيد المياه والحفاظ على البيئة. النتيجة أن كل الوزارات والجمعيات الأهلية لديها مكتبة كاملة من حملات التوعية ذات المحتوى الجذاب والمفيد ولكنها لا تستطيع بثها عبر تليفزيون الدولة بسبب اعتبارها إعلان. عند هذه المرحلة يفقد التليفزيون جانب من أهم جوانب قوته والهدف الرئيسى لإنشائه وهو التنسيق مع كافة الوزارات لتوصيل المعلومة إلى المواطن ورفع وعيه بقضايا الوطن وخططه لحل مشاكله حتى يشعر أنه عنصر مشارك فى الحل ولو بالمعرفة، أما بالنسبة للفكرة السائدة أن الإعلام الخدمى والمعلوماتى إعلام ممل فهى فكرة غير واقعية بالمرة. فعلى سبيل المثال قناة ناشيونال جيوجرافيك هى قناة علمية تقدم برامج علمية شديدة الجاذبية وتحظى بنسب مشاهدة أعلى من قناة إم تى فى وهى قناة ترفيهية. إذاً، فالإعلامى الموهوب يستطيع أن يُقدم المعلومة بطرق جاذبة متنوعة. ويقول الإعلامى سعد عباس رئيس صوت القاهرة الأسبق: ماسبيرو يعد هرما رابعا وسيظل حاملا راية الإعلام العربى مستندا على تاريخ إعلامى عريق فمن ينسى لماسبيرو أنه قدم أهم واكفأ الكوادر المهنية والفنية للنوافذ الإعلامية داخل مصر وخارجها واذا كان قد ضربه فيروس الإهمال وأكدت الدولة إهمالها له فى عهد الإخوان وسيطر على ماتبقى له من مهنية ومن الظلم أن يكون هناك خطأ مهنيا كبيرا يخص حديث الرئيس وتلقى تبعياته على قيادات ماسبيرو فقط فماسبيرو مسؤلية كل حكومات مابعد 25 يناير وخاصة بعد إلغاء منصب وزير الإعلام والذى فقد ماسبيرو بسببه كل نصير داخل الحكومة وللأسف رغم ان رئيس الحكومة السابق والحالى منوط بهم ملف الإعلام وهم قطعا لهم صلاحيات أكبر من أى وزير للاعلام فماسبيرو مريض بعارض يكمن علاجه فى توافر النية لدى الدولة فى عودة ماسبيرو لسابق عهده أولا بصدور قرار بتعين وزير إعلام مهنى وليس أكاديميا ليعود للمبنى ضابط إيقاعه الإعلامى داخليا وخارجيا وثانيا دعم الدولة لتقديم منتج درامى متميز خاصة وان ماسبيرو لدية شركة عريقة فى هذا المجال هى صوت القاهرة وقطاع للانتاج قدما سويا أروع الأعمال الدرامية وتوقفت ثالثا إنشاء شركة للقنوات المتخصصة تضم قناة للأعمال الدرامية وقناه للمنوعات وقناة رياضية وقناة إخبارية وتنطلق فى ثوب جديد كليا ويعود دمج قطاع الأخبار مع التليفزيون وما تبقى من قنوات مرئية مثل الثقافية والتعليمية وماسبيرو زمان وكل النوافذ الاعلامية المتبقية عدا الفضائية المصرية، رابعا تطوير قطاع الإقليميات وضم الإذاعات الإقليمية له لتكوين منظومة اعلامية اقليمية متكاملة فدور الإعلام الإقليمى لا يقل أهمية عن دور الإعلام الخارجى فهو الملتصق بهموم المواطن والقادر على تفهم احتياجاته، والعمل على تطوير معهد الاذاعة والتليفزيون وادارته اقتصادياوإنشاء وكالة إعلانية تسوق لأعمال الاتحاد تجاريا وإعلانيا و تعمل بحرية القطاع الخاص وتتحرر من القيود المالية والإدارية واللائحية مثلما يتم فى الوكالات الخاصة، ثم ترشيد الإنفاق المالى والاستمرار فى ايقاف التعينات وفتح باب المعاش المبكر بنفس شروط المعاش العادى وسابعا تعيين لجنة من خبراء المال والإقتصاد لإدارة اصول وإيرادات ماسبيرو بطريق علمية وأفكار خارج الصندوق، ثامنا الحصول على موافقة الحكومة على بث أى قناة خاصة جديدة من مبنى ماسبيرو أو من المبنى الاستراتيجى فى المقطم، تاسعا قيام الاتحاد ببيع عدد من الترددات الإذاعية للقطاع الخاص وهو أمر سيحقق دعما ماليا كبيرا لخزينة ماسبيرو ، عاشرا استكمال أعمال اللجنة المشكلة لبيع الأصول غير المستغلة وسداد قرض بنك الاستثمار القومى واخيرا التفكير فى بيع جزء من حصتى الاتحاد فى مدينة الانتاج الاعلامى والنيل سات بالاضافة الى تعظيم الدور الالكترونى لتسويق وبث تراث الاتحاد المسموع والمرئى وتدعيم المواقع سواء فى صوت القاهرة او الامانة العامة، وأن يعمل أبناء ماسبيرو بجد واجتهاد لأنهم أصل الإعلام وقادرون على تجاوز أى خطأ باقتدار ويمتلكون القدرة والمهنية التى تجعل من عودة ماسبيرو على يديهم أمر حتمى.