عقد مجلس الأمن الدولى أمس اجتماعا طارئا لبحث تصعيد القتال فى مدينة حلب السورية. وأكد ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، خلال كلمته أمام مجلس الأمن، أن الكل خاسر فى سوريا مع استمرار العنف، مشيرا إلى أن النصر العسكرى فى سوريا مستحيل بما فيها حلب، مما يعنى ضرورة بذل مختلف أطراف الأزمة ما فى وسعهم من أجل العودة إلى العمل باتفاق الهدنة. ونفى دى ميستورا عزمه الاستقالة، لأنها ستكون مؤشرا سلبيا، وقال إن «استقالتى ستكون إشارة عن أن الأسرة الدولية تتخلى عن السوريين، وهو ما يعنى افتقادها للمصداقية». من جهته، قال فيتالى تشوركين، مندوب روسيا الدائم فى الأممالمتحدة، إن الحكومة السورية التزمت باتفاق الهدنة المبرم، ولم تشن أى هجمات جديدة خلالها، فيما شنت المعارضة المسلحة 40 هجمة على قوات الجيش السوري، خلال شهر سبتمبر الحالي. وأضاف تشوركين أن سبب انهيار اتفاق الهدنة الأساسى هو فشل أمريكا فى فصل ما تسميه فصائل المعارضة «المعتدلة» عن الإرهابيين، بل ودعمت جهات منهم بالسلاح. وأكد أن جماعات المعارضة المسلحة هى من تمنع وصول المساعدات الإنسانية وتعرقل مساعى السلام، خاصة جبهة النصرة التى تمثل القوة الأكبر فى حلب. من جانبه، أكد بشار الجعفرى أن الحكومة السورية ستستعيد كامل حلب، وقال إن «سوريا لن تتخلى عن كيلو متر واحد من أراضيها بموجب القانون الدولي». وأضاف الجعفرى أنه «إذا كانت دول العالم جميعها لديها عاصمة واحدة فإن بلادى لديها عاصمتان هما دمشق وحلب». وأوضح أن «الدول الثلاث التى دعت إلى عقد هذه الجلسة (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا) أفشلت 13 مرة صدور بيانات تدين انفجارات إرهابية كما أفشلت قرارات تدين الإرهاب». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قد صرح قبيل اجتماع مجلس الأمن بأن حلب تشهد القصف الأكثر كثافة منذ بدء النزاع السوري، مضيفا أنه يوم أسود لمدى التزام العالم بحماية المدنيين. من جانبه، أعرب أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية عن إدانته المأساة التى تشهدها حلب، وقال إن هذا التصعيد الأخير يعكس للأسف استمرار الاقتناع المغلوط لدى بعض الأطراف بإمكانية فرض حل عسكرى على الأرض يتجاوز الحاجة إلى «اتفاق سياسي». من ناحية أخرى، أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن تركيا تريد الانضمام إلى الولاياتالمتحدة فى عملية عسكرية مشتركة لطرد تنظيم داعش الإرهابى من معقله فى مدينة الرقة السورية بشرط عدم إشراك وحدات الشعب الكردية فى تلك العملية. وفى الوقت نفسه، قال وزير الخارجية التركى مولود تشاويش أوغلو إن عملية «درع الفرات» شمال سوريا، سوف تمتد لنحو 45 كيلو مترا على الأقل نحو الجنوب للوصول إلى مدينة «منبج».