اختتم أعضاء «الحوار السياسى الليبى» اجتماعهم التشاورى فى تونس برعاية الاممالمتحدة لبحث آخر التطورات فى ليبيا والصراع على السلطة وتهديدات الإرهابيين التى تقوض الاستقرار فى البلاد، فى وقت تشن فيه قوات حكومة الوفاق الوطنى هجوما على آخر مواقع تنظيم داعش فى سرت. وقالت مصادر ليبية إن أعضاء الحوار بحثوا -خلال الإجتماعات- نقطتين محوريتين هما: التداعيات السياسية والأمنية لرفض مجلس النواب منح الثقة لحكومة الوفاق، وتقديم المجلس الرئاسى تشكيلة وزارية جديدة ومناقشتها مع لجان الحوار وممثلى الفرقاء قبل عرضها على التصويت فى البرلمان بطبرق.وتأتى الجلسة وسط خلافات حادة ومتصاعدة بين أطراف الحوار، حيث يسعى البعض منهم، وعلى رأسهم النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبى محمد شعيب، إلى التدخل فى إعادة تشكيل حكومة الوفاق الوطنى المزمع تقديمها للبرلمان لمنحها الثقة، بينما يرى آخرون أن تشكيل الحكومة اختصاص أصيل لرئاستها. وانضم إلى جلسات حوار تونس عضوا المؤتمر الوطنى العام السابق الشريف الوافى وتوفيق الشهيبى، اللذان يحملان مبادرة تنص على العودة إلى مسودة الاتفاق السياسى الرابعة الموقعة بالأحرف الأولى إبان ولاية المبعوث السابق برناردينو ليون فى يونيو 2015.وفى الوقت نفسه ، أكد الفريق أول ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطنى الليبى أنه «يتابع عن قرب» ما يجرى فى سرت، وأنه كان ينوى اجتياحها لتحريرها من قبضة تنظيم «داعش»، لكنه تراجع عن ذلك حتى لا يربك قوات «البنيان المرصوص» التى بادرت بالتحرك لتحرير المدينة «دون أى تنسيق مع الجيش».وأضاف «أصدرنا التعليمات بعدم الاجتياح بسبب تدخل قوات من مدينة مصراتة أعلنت أنها تتبنى تحرير سرت دون أى تنسيق مع الجيش الوطنى الليبى، فأفسحنا لها المجال ولم نتدخل حتى لا نربك تلك القوات، خاصة وأننا لم نتلق أى طلب للمساعدة، ونحن بلا شك نتمنى لقوات مصراتة تحت مسمى (البنيان المرصوص) أن تنجح فى مهمتها، ونتألم كثيرًا لما تكبدته من خسائر فى الأرواح».وتوقع القائد العام للجيش أن تشهد الأيام المقبلة «الدخول فى مرحلة ترتيبات شاملة لتوحيد كل القوى المسلحة خارج إطار الشرعية تحت راية واحدة هى، وفقًا لمعايير قانونية»، نافيًا وقوع صدام بين قوات «البنيان المرصوص» والجيش الليبى، حيث أوضح قائلاً: «مسألة الصدام بين تلك القوات والجيش الليبى أمر لا نتوقع حدوثه بالمطلق فى غياب وجود المبرر.