أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن موسكووواشنطن قد تعلنان قريبا عن التوصل إلى اتفاق بشأن التسوية السياسية للأزمة فى سوريا، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن مصير الرئيس السورى بشار الأسد يحدده الدستور والقانون الدولي. وقال بوتين فى لقاء مع وكالة “بلومبرج”: “نحن نتحرك تدريجيا على الطريق الصحيح. لا أستبعد إننا سنتوصل إلى اتفاق فى المستقبل القريب وسنعرض اتفاقاتنا على المجتمع الدولي”. إلا أن الرئيس بوتين عاد وأكد أن”المحادثات تسير بصعوبة. وإحدى المشاكل الرئيسية تتمثل بأننا نصر على تحديد فصائل المعارضة المعتدلة من الإرهابية، والشركاء فى أمريكا لا يعارضون، على أنه يجب فصل الجزء المعتدل من المعارضة عن المجموعات المتطرفة والمنظمات الإرهابية”. ووصف بوتين المحادثات بشكل عام حول الأزمة السورية بأنها”صعبة جدا”، فى الوقت الذى أثنى فيه على مجهودات جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى فى تجاوز الخلافات بين موسكووواشنطن. وتطرق الرئيس الروسى إلى مطلب رحيل الرئيس السورى بشار الأسد، وقال”عندما نسمع مطلب رحيل الأسد أطرح هذا السؤال: إلى ماذا يؤدى هذا؟ وهل يتفق هذا وأحكام القانون الدولي؟”. وتابع”الأفضل أن نتحلى بالصبر ونساند جهود تغيير بنيان المجتمع، وننتظر حتى إجراء التغييرات الطبيعية من الداخل”. وفى السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الحوار الروسى الأمريكى حول مكافحة الإرهاب يتركز على فصل المعارضة عن الإرهابيين بسوريا، مؤكدة أن موسكو ستطور الحوار مع أنقرة أيضا فى هذا المجال. وقال إيليا روغاتشوف مدير قسم التحديات والأخطار الجديدة التابع للخارجية الروسية فى حديث لوكالة “نوفوستي” إن الجانب الأمريكى قد وعد منذ زمن طويل بفصل ما يسمى المعارضة المعتدلة عن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابى فى شمال سوريا، إلا أن عملية الفصل هذه لا تزال تتعثر. من جهة أخري، أكد روغاتشوف استمرار تغذية المعارضة السورية و”جبهة النصرة” عبر الحدود التركية السورية، مشيرا إلى أن المماطلة فى الفصل بين المعارضة والإرهابيين تساعد التنظيمات الإرهابية على المناورة وعلى تشكيل تحالفات بمشاركة فصائل معارضة. وأشار إلى أن موسكو ستطور وستعزز الحوار مع أنقرة بشأن مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى وجود أسئلة كثيرة لدى روسيا بهذا الشأن. وقال روغاتشوف إن موسكو تعلق بعض الآمال على استئناف الحوار فى هذا المجال قريبا، معربا عن أمله فى أن يرد الجانب التركى بالمثل. فى غضون ذلك، وعلى صعيد الغزو التركى للشمال السورى تحت مسمى عملية درع الفرات، أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح للميلشيات الكردية شمال سوريا بإنشاء”ممر إرهابي” على الحدود الجنوبية، وأنه تم تطهير 400 كيلو متر الأراضى السورية من داعش ووحدات حماية الشعب الكردية. وأوضح أن مقاتلى “داعش” و”وحدات حماية الشعب” يهددان تركيا، مشيرا إلى أن تركيا تسعى لإقامة “منطقة آمنة” فى سوريا، لكن الفكرة لم تلق تأييد قوى عالمية أخري. وجدد أردوغان نفى ما أعلنته واشنطن عن أن المقاتلين الأكراد فى شمال سوريا انسحبوا إلى شرق نهر الفرات. ميدانيا، أكد مصدر عسكرى أن الجيش السورى تمكن من السيطرة على كتيبة الدفاع الجوى بين بلدتى أبطع وداعل فى ريف درعا الشمالي. وقال المصدر إن اشتباكات وقعت بين الجيش والمجموعات المسلحة سقط على أثرها قتلى وجرحى فى صفوف المسلحين، كما تم تدمير مرابض هاون وآليات لإرهابيى “جبهة النصرة” فى درعا. وفى غضون ذلك، بدأت صباح أمس إجراءات إخراج عشرات الأشخاص من أهالى مدينة داريا عند مدخل مدينة المعضمية بريف دمشق، استكمال لاتفاق ما سمى ب”الإجلاء” فى داريا. إنسانيا، أكد يان إيجلاند مستشار ستافان دى ميستورا للشئون الإنسانية أن الأمل ما زال قائما فى التوصل إلى هدنة منتظمة مدتها 48 ساعة فى مدينة حلب بشمال سوريا للسماح بتوصيل المساعدات وإجلاء المصابين .