فى خطاب يحدد الأطر العامة للموقف الفرنسى من القضايا الراهنة على الساحة العالمية، حذر الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند من عواقب الغزو التركى الراهن للأراضى السورية، مشيرا إلى أن «التدخلات التركية المتواصلة والمتضاربة فى سوريا تهدد بتصعيد شامل للصراع على الساحة السورية». وجدد الرئيس الفرنسى دعوته لكافة الأطراف لوقف القتال وإحياء مفاوضات السلام لوضع حد لبحر الدماء فى سوريا. وأوضح أولاند، فى خطابه أمام حشد من السفراء والدبلوماسيين الفرنسيين فى قصر الإليزيه، «هذه التدخلات المتكررة المتضاربة تحمل مخاطر تصعيد شامل» مشيرا بشكل خاص إلى العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد. وأضاف أن «الضرورة القصوى، هى وقف المعارك»، وقال إنه بعد مرور عام تقريبا على بدء التدخل الروسى دعما للرئيس السورى بشار الأسد «اختارت تركيا اليوم نشر جيشها على أراض سورية للتصدى لداعش»، محذرا من أن هذا الغزو «المتكرر» و «المتناقض» ينطوى على تهديد بتصعيد عام. وأشار الرئيس الفرنسى إلى أنه يتفهم الموقف التركى «بعد سلسلة الاعتداءات التى عانت منها البلاد، لكن تركيا تستهدف أيضا القوات الكردية التى تحارب تنظيم داعش الإرهابى بدعم من التحالف الذى تشارك فيه فرنسا». وأوضح أولاند أن سوريا تعيش مأساة منذ 5 سنوات وتعانى من الحصار والقصف والتجويع، مشيرا إلى أن فاعلية تنظيم داعش تراجعت فى سوريا والعراق، لكنها تمتد إلى دول أخرى. وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أشار أولاند إلى أنه دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية فايز السراج لزيارة باريس خلال الأيام المقبلة. وشدد على أن الحل لإنهاء الفوضى فى ليبيا «هو التفاف الليبيين حول حكومة وحدة وطنية. وفى هذا الإطار دعوت السيد السراج إلى باريس خلال الأيام المقبلة». وعلى صعيد الملف الفلسطيني، أكد أولاند أن الظروف الراهنة غير مواتية حاليا لاجتماع الإسرائيليين والفلسطينيين وإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين. وفى حديثه عن الإرهاب، كشف أولاند عن أن فرنسا تواصل التنسيق مع الدول الأوروبية لمحاربة التطرف والتشدد، مضيفا «يجب أن نكافح الإرهاب وأسبابه وتداعياته، لا سيما مساعدة اللاجئين والتحرك للتصدى لمصادر هذه النزاعات».