استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس، بالقاعة الرئاسية بمطار القاهرة، عاهل الأردن الملك عبد الله الثانى، فى زيارة قصيرة استمرت عدة ساعات، وعقد الزعيمان جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، تلتها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، وفى مقدمتهما رئيسا وزراء البلدين، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وكبار المسئولين. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث باِسم الرئاسة، بأنه تم التباحث بشأن مختلف جوانب العلاقة الإستراتيجية بين الجانبين وسُبل تعزيز العلاقات الثنائية وتنميتها فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية. وأعرب الرئيس عن تقدير مصر لمواقف الأردن المُشَرفة والمساندة لمصر، لاسيما فى حربها ضد الإرهاب، وهى المواقف التى تعكس عُمق العلاقات التاريخية بين البلدين. كما أكد العاهل الأردنى موقف بلاده الثابت إزاء مصر، مؤكداً تضامن الأردن الكامل ومساندتها للقاهرة فى مختلف الظروف. واتفق الجانبان على تكثيف التنسيق والتشاور على مختلف المستويات السياسية والأمنية، خاصةً فى ضوء المواقف المصرية والأردنية المتشابهة تجاه الأزمات الإقليمية، وتعزيز دور المؤسسات العربية، كمدخل رئيسى لمعالجة أزمات المنطقة. واتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية. وبحث الزعيمان بشأن أهمية العمل على الدفاع عن الإسلام ضد من يقومون بتشويه صورته الحقيقية السمحة التى تنبذ العنف والتطرف، وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر، وتم تأكيد محورية دور الأزهر الشريف باعتباره منارةً للفكر الإسلامى الوسطى. واستأثرت القضية الفلسطينية بجزءٍ مهم من المباحثات، حيث تم تأكيد ضرورة كسر الجمود فى الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية، وصولاً إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. كما بحث الزعيمان بشأن الأزمة السورية، وأكدا أهمية التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة ينهى المُعاناة الإنسانية للشعب السورى، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضى السورية، ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السورى. على صعيد الموقف فى ليبيا، تم تبادل وجهات النظر حيال التطورات الأخيرة وسبل مساندة الحل السياسى، وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي. وتطرقت المباحثات إلى الأوضاع فى العراق، حيث توافقت رؤى الزعيمين فى أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التى تواجهها، وبما يعزز أمن واستقرار العراق، ويدعم التوافق الوطنى بين مختلف أطياف الشعب العراقي. وفى مجال العلاقات الاقتصادية بين البلدين، رحب الجانبان بعقد اللجنة العليا المشتركة بالقاهرة، خلال الفترة من 29-31 أغسطس الحالي، متطلعين إلى تفعيل جملة من الاتفاقيات الثنائية المهمة لتسهم فى تحقيق نقلة نوعية فى مستوى التعاون.