عندما يحتاج الطفل إلي نظارة تواجهه مشاكل كثيرة, بعض الأطفال يحبون ارتداءها والبعض الآخر يرفضها بشدة لإحساسهم بأنها تعيق حركتهم أو تقلل من وسامتهم.. كيف نتعامل مع هذه المشكلة وكيف نختار النظارة المناسبة للطفل؟ د.شريف حسني استشاري طب وجراحة عيون الأطفال بمستشفي الأطفال الجامعي التخصصي بجامعة القاهرة يوضح في البداية أن هناك مشاكل كثيرة تواجه الطفل الذي يحتاج إلي نظارة, فهناك مشكلة مجتمعية رئيسية, وهي رفض المجتمع المصري لارتداء النظارة, فهو يعتبر الشخص الذي يرتدي النظارة شخصا' معيبا' كأنه أعمي تماما مثله مثل من يرتدي السماعة تعتبره أصم. وتراكم هذه الأفكار يجعل كثيرا من الأزواج يرفضون أن ترتدي عروس المستقبل النظارة بل وقد تكتفي بعضهن بأن تري لبضعة أمتار بدونها حتي ترضي زوجها أو حماتها, وتصل في كثير من الأحيان أن يرفض الأب أن يرتدي ابنه النظارة بعد أن يتم التشخيص, وقد يعاير الزوجة بأنها السبب في احتياج ابنه للنظارة وغيرها من النماذج التي تؤدي في النهاية إلي تفاقم مشكلة الطفل وتؤثر علي نظره, كما أن الأهل لديهم مشكلة نفسية خاصة عند زواج الأقارب حيث يتعمد الزوجان عدم إظهار أي نقص في الطفل حتي ارتداء النظارة لكي يحاربا فكرة أن زواج الأقارب يؤدي إلي أمراض وراثية, علما بأن بعض أنواع انكسار العين يكون سببها وراثيا أو بسبب زواج الأقارب. ويضيف أن هناك مفاهيم أخري خاطئة تمثل معاناة شديدة للأطباء وتؤدي أيضا إلي تأخر حالة الطفل, مثل اعتقاد الآباء أن الطفل لو استخدم النظارة لفترة طويلة فسيعتاد عليها ويصعب تخليه عنها, في حين أن الطفل لا يري فعلا بدونها وبالتالي يمنعه الأهل من ارتدائها فتسوء حالته بل وتلوم الطبيب لأنه يجعل الطفل يعتاد عليها. وهناك مشاكل أخري تواجه الطفل في المدرسة كاستهزاء زملائه به أو السخرية منه, وهنا نطالب بضرورة التوعية التي تقع علي عاتق المدرسة والتي لابد أن توضح للأطفال أن هذا الطفل ليس معاقا ولا معيبا, ثم تتفاقم المشكلة بعد ذلك عند سن الزواج بالنسبة للفتيات ولبعض الرجال الذين يعانون من قصر النظر الشديد وما نطلق عليه' كعب كباية', وهو ما يفسر الإقبال الشديد علي عمليات الليزك في مصر بالرغم من أننا شعب فقير وأنها عملية تجميلية, فقد يدخر الأب آلاف الجنيهات للعملية حتي تتمكن ابنته من الزواج. بالنسبة للمواصفات الخاصة بالنظارة, يقول د.شريف إن هناك مشاكل كثيرة تتعلق بمحلات البصريات, فقد لا تتوافر فيها الشروط المطلوبة لنظارات الأطفال بالإضافة إلي انتشار محلات غير معترف بها تقوم بعمل النظارات رخيصة الثمن ولكنها بالطبع غير صحية وبالتالي تؤثر علي عين الطفل, وينتشر ذلك في الأقاليم بشكل كبير وذلك نتيجة الجهل والفقر. والمواصفات المطلوبة هي عدسة كبيرة, شنبر وعدسات بلاستيكية حتي لا يصاب الطفل عند سقوطه أو اصطدامه بشيء, وأن تكون خفيفة الوزن علي الأنف, ومثبتة علي الأذن لأن الحبل يسبب صداعا للأطفال, وسنادات الأنف تكون قطعة واحدة مع النظارة حتي لا تسبب التهابا لأنف الطفل كما يحذر من اعوجاج أو انزلاق النظارة عن موضعها لأنه يغير مقياس النظر كأنه يرتدي نظارة شخص آخر مما يؤدي إلي ضعف الإبصار أكثر من ذي قبل. ويوضح أن عدم وضع النظارة يسبب كسلا في مركز الإبصار في المخ, حيث أن المخ بعد6 سنوات من عمره لا يستجيب لأي تصليح في النظرسواء بنظارة أو عدسات أو عمليات, وبالتالي فالأب أو الأم يكونان قد حكما علي ابنهما بضعف الإبصار وأحيانا العمي طوال عمره, كما أنه يؤدي إلي الحول في كثيرمن الأطفال, وإلي تأخره في الدراسة وبالتالي يؤثر كذلك في حالته النفسية كما يؤثر علي مستقبله العملي مثل منعه من الالتحاق بالكليات الحربية مثلا, لذلك ينصح د.شريف بضرورة الكشف الدوري لدي الطبيب تبدأ خلال السنة الأولي من عمر الطفل للاطمئنان.