أسماك القرش من أكثر حيوانات البحر إرعابا ولها حاسة شم قوية, فرائحة الدم تهيجها وتجعلها تهاجم أي شيء يقابلها حتي إنها تهاجم بعضها بعضا, لأنها لاحمة (آكلة للحوم). وللقروش حاسة سمعية قوية تستطيع سماع حركات الأحياء الأخري من علي بعد كيلومترين تقريبا, لذلك فإن القروش حيوانات تثيرها الحركات العشوائية, خصوصا التي تحدث تحت سطح الماء عند عمق متر تقريبا, كما انها تشم رائحة هرمون الخوف لدي الإنسان وتجنح للون الأبيض واللامع تحت الماء, وعلي الرغم من ذلك فهي مهددة بالانقراض, وصدرت قرارات عديدة من وزارة الدولة لشئون البيئة وجهازها ومحافظ البحر الأحمر بمنع صيد أسماك القرش من مياه البحر الأحمر, للحفاظ عليها من الانقراض.. لكن المشكلة دائما في لكن فبعد الانفلات الأمني وانشغال أجهزة الدولة بالمطالب الفئوية, كثرت التعديات, وتم صيد أسماك القرش, وأصبحت تباع علنا في الأسواق والمتاجر بالاحياء الراقية.. تري ما الأسباب ؟. الناشطة البيئية دينا ذو الفقار وممثلة مجموعة أوار للتوعية البيئية تري أن السبب الرئيسي هو نقص الوعي البيئي عند المواطنين, لأنه لا توجد مطبوعة واحدة أو موقع الكتروني أو نشاط لمكاتب الحياه البرية السايتس لكي يعرف الناس ماهو الممنوع ولماذا وماخطورة كسر المحظور أو الممنوع ؟ وأضافت قائلة: عندما دخلت الي سوبر ماركت أمام حديقة الحيوان و مكتب الحياة البرية بالجيزة فوجئت بعرض أسماك القرش بين الأسماك المعتادة, سألت القائمين علي البيع فاتضح أنهم لا يعلمون شيئا عن قرارات وزارة البيئة وجهازها أو خطورة بيع مثل هذه الأسماك ولم تصلهم أي قائمة بما يباع أو لايباع سواء من جمعيات حماية المستهلكين أو غيرها, لذلك قمت بابلاغ جهاز حماية شئون البيئة وشرطة المسطحات المائية وحماية البيئة والمكتب الفني لرئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية متسائلة: أين التوعية ومكتب الحياة البرية السايتس؟!, لذلك مطلوب تدخل فوري لنشر قوائم أو نشرات لحماية صحة الناس من المنتجات المنتشرة في الأسواق, وهي مجهولة المصدر, وليست لها هوية. ويؤكد الدكتور عبد المسيح سمعان استاذ ورئيس قسم التربية البيئية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس أن الوعي البيئي لن يأتي ثماره المرجوة اذا لم تكن هناك مراعاة لمسألة الاخلاق البيئية المجردة من المصلحة, أي حماية الحيوان لأنه كائن حي خلقه الله, ويجب أن يعيش دون أن يقدم لنا مبررا لوجوده, وعلي ذلك نقيس كل تصرفات البشر عند تعاملاتهم مع البيئة. أما الدكتور مجدي توفيق أستاذ البيئة المائية بعلوم عين شمس, فيري أن وجود أسماك القرش في البيئة البحرية مهم, حيث تقوم بمنع الازدحام غير المتزن, لأنها تتغذي علي الأسماك الضعيفة والمريضة, لتمنع انتشار الأمراض في البيئة البحرية, وتختلف طريقة الهجوم من نوع لآخر ومن وقت لآخر. ويضيف الدكتور توفيق أن بعض أنواع أسماك القرش يعيش في أعماق المحيط, بينما يوجد البعض الآخر قريبا من السطح ويعيش بعض الأنواع في المياه الساحلية, ويدخل بعض هذه الأنواع إلي الأنهار والبحيرات ذات المنافذ إلي البحر, ويضيف أنه كما للقروش مضار بالإنسان, فإن لها أيضا فوائد, فنسبة الدهون في لحم القرش تصل إلي 2% وهي دهون غير مشبعة ومنخفضة الكولسترول ونسبة البروتين فيها عالية وخالية من العظام والكربوهيدرات, وتعتبر الزعانف (شربة حساء) من الأطباق المفضلة في دول العالم لما لها من قيمة غذائية عالية للذكور, كما تستخدم جلود القرش في صناعة الأحذية والشنط النسائية, أما قرنيات القرش فتم استخدامها في استبدال قرنيات الإنسان, ولها خاصية فريدة بعدم انتفاخها إذا وضعت في محاليل ملحية, ويضيف الدكتور خليل أنه من الأسنان والفكوك يتم صنع الحلي والزخارف, أما كبد القرش فيه فيتامين (أ) وزيت كبد القرش يحتوي علي نسبة عالية من الاسكوالين, ويستخدم في مستحضرات التجميل ومرطبات الجلود والمواد الطبية التي تحتاج إلي قاعدة غير زيتية, والاحماض الدهنية غير المشبعة ذات التركيز العالي مفيدة في حالات توقف القلب المفاجئ, ولها تأثير في إطالة زمن التجلط, وتخفيض نسبة الكولسترول في أنسجة قلب الإنسان.