جاء تخلى أنجيلا إيجل عن تحديها على رئاسة حزب العمال البريطانى المعارض وتأييدها ترشيح أوين سميث لزعامة الحزب بدلا من جيرمى كوربن تكرارا نموذجيا أو تمرينا مشهورا (بلغة الرياضيات) لإنشطار حزب العمال حين يفقد أرضية الوسط وينجرف يسارا، وهو نفس ما جرى عام 1983 حين تولى مايكل فوت اليسارى وخرج منه منشقون أربعة من زعاماته شكلوا الحزب الاشتراكى الليبرالى ثم اندمجوا مع حزب الأحرار وأصبحوا حزب الليبراليين الديمقراطيين (الحزب الثالث فى بريطانيا). نعم هذا بالضبط ما جرى حين تولى رجل موغل فى يساريته قيادة حزب العمال فساد الشجار السياسى على قيادته بين أقطاب ينتمون كذلك ليسار الحزب وأصبح الحزب شظايا منقسمة. نعود لأوين سميث (46عاما) الذى كان وزير ظل لشئون ويلز فى حكومة ظل مليباند وحكومة ظل جيرمى كوربن، مما يعنى انه مسئول عن أحد الملفات الملتهبة فيما يخص وحدة المملكة المتحدة، إذ أعقب استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى يونيو الفائت بروز جديد لقضية استقلال بعض أقاليم بريطانيا وبالذات اسكتلندا وويلز، يعنى حتى إذا نجح أوين سميث فى شهر سبتمبر المقبل فى أن يكون زعيما لحزب العمال، ولو توحدت فصائل الحزب المختلفة على اختياره فإنه سيجد نفسه أمام قضية أخرى تتصل بمعنى الوحدة ولكن وحدة الوطن وليس وحدة الحزب، وسيجد أوين سميث نفسه ممزقا بين التزامه بفكر وسياسة حزب العمال وإيمانه (كأى ويلزي) باستقلال كارديف عن سيطرة لندن. سميث يقول عن نفسه إنه (راديكالى) مثل كوربن، ولكن يساريا متطرفا آخر مثل كين ليفنجستون عمدة لندن الأسبق، يرى أن الضغط لإطاحة كوربن من زعامة الحزب هو مؤامرة من أتباع تونى بلير فى حين لا ينساق الادعاء براديكالية سميث مع ذلك الكلام.. الحزب يتمزق إربا والسؤال هل لدى واحد من مراكز الدراسات المصرية أى اهتمام بدراسة حالة الأحزاب البريطانية الحاكمة والمعارضة وتأثير ما يجد عليها من تطورات على الشرق الأوسط ومصر. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع