مثل كل الأحداث الكبرى فى التاريخ اختلف الناس حول ثورة يوليو وسوف يبقى هذا الخلاف لأسباب كثيرة أخطرها وأهمها ان وثائق الثورة مجهولة العنوان هناك أسرار كثيرة لم يصل إليها الباحثون والدارسون وان كان السيد سامى شرف مدير مكتب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر اخبرنى بأن كل الوثائق موجودة فى قصر عابدين..لا احد يعرف حجم الأدوار الحقيقية للمشاركين فى الثورة من الضباط الأحرار وهناك أول رئيس لمصر اللواء محمد نجيب ظلم حيا وميتا حتى ان كتب التاريخ التى يدرسها أبناؤنا لم يكن فيها اسم اللواء نجيب ضمن رؤساء مصر..وهناك أيضا ظلال كثيرة حول أسماء أخرى مثل السيد زكريا محيى الدين وكان صاحب دور كبير وهو الذى انشأ جهاز المخابرات المصرى ومازال الغموض يحيط برحيل المشير عبد الحكيم عامر والسبب الحقيقى فى وفاته.. وهناك أسماء انسحبت من الساحة مبكرا مثل عبداللطيف البغدادى وكمال الدين حسين ويوسف صديق وخالد محيى الدين البعض منهم كتب حكايته مع الثورة والبعض الآخر اختفى فى هدوء ومازال تاريخ الثورة رغم مرور 64 عاما يحتاج إلى نظرة موضوعية لتحديد الأدوار والمسئوليات وهناك من يتساءل حتى الآن عن الأدوار الحقيقية فى حرب 67 ومن كان صاحب قرار الحرب وهناك أيضا تساؤلات كثيرة حول قضايا الحريات والأحزاب والتأميمات والمصادرة والتمصير ولا احد يعلم مصير متحف الثورة الذى أنفقت عليه وزارة الثقافة والآثار عشرات الملايين من الجنيهات ولم يكتمل حتى الآن بما فى ذلك الجلسات التى اجراها د.يونان لبيب رزق مع أعضاء مجلس قيادة الثورة وقد حضرت معه بعض الجلسات خاصة السيد زكريا محيى الدين والسيد حسين الشافعى..ان غياب الوثائق والأدوار والأشخاص كان سببا رئيسيا فى كثير من التناقض فى وجهات النظر بين الباحثين الذين كتبوا عن تاريخ الثورة وان كانت الدكتورة هدى عبد الناصر قد اهتمت كثيرا بكل ما يخص والدها من الوثائق والدراسات وان بقى الجزء الأكبر من تاريخ الثورة بعيداً عن الباحثين لأسباب كثيرة كان أخطرها ان كل طرف يحاول تبرئة نفسه حتى ولو كان ذلك على حساب الحقيقة [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة