بمناسبة اليوم العالمى للفيروسات الكبدية وسعيا لقراءة ما أنجزته الدولة على مدى السنوات الماضية والتحديات الراهنة للكشف المبكر عن المرضى وعلاجهم أكد د. وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة انتهاء اللجنة من علاج جميع مرضى فيروس سى الذين كانوا على قوائم الانتظار وسجلوا بياناتهم وحضروا للعلاج، موضحا أن إجمالى المتقدمين مليون و374 ألف حالة تم تسجيلها علي الموقع الالكتروني للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية حتى يوليو 2016 ولم يحضر منهم سوى 45 % فقط حيث حضر 570 الف حالة الي مراكز العلاج وتم علاج 460 ألف مريض فى مراكز الكبد من أكتوبر 2014 حتى يوليو 2016 وعالجت هيئة التأمين الصحى 150 ألف حالة، ليبلغ مجموع من تم علاجهم 600 ألف حالة منذ أكتوبر 2014 حتى الآن، كما أشار إلى أن هناك 200 ألف حالة من الذين سجلوا بياناتهم قد تلقوا العلاج على نفقتهم الخاصة. وبناء على آخر مسح صحى أجرته وزارة الصحة، فإن نسبة الإصابة بفيروس سى بلغت 4.5% على مستوى كافة الشرائح العمرية وعلى مستوى العمرية من 15 إلى 59 عاما فإن نسبة المرضى 7% وبالتالى يمكن القول أن هناك ما بين 5- 6 ملايين مصاب بفيروس سى وعلى ذلك فإن من تم علاجهم يقدرون بحوالى 15-20% من المرضى فى حين أن النسبة الأكبر من مصابى فيروس سى (80%) لم يسجلوا لطلب العلاج لأنهم لايعلمون أنهم مرضى كما أنهم يتسببون فى نقل العدوى للأصحاء خاصة للمحيطين بهم فطبقا للدراسات كل مريض قد ينقل العدوى لثلاثة أو أربعة أشخاص خاصة أقرباءه والمحيطين به. ونظرا لاهتمام الدولة بالقضاء على فيروس سى فخطوتنا القادمة ستكون اكتشاف هؤلاء الملايين من المرضى وعلاجهم، وذلك من خلال الاتصال بالحالات التى سجلت بياناتها ولم تحضر، كما سنقوم بإجراء تحليل للكشف عن الفيروس على كل مريض يدخل أى مستشفى لأى سبب، وأيضا سنقوم بإدراج تحليل الفيروس ضمن تحليلات ما قبل الزواج وعند استخراج بطاقة الرقم القومى وعند استيفاء إجراءات التعيين وكذلك للمتقدين للخدمة العسكرية، بالإضافة للتوعية الإعلامية التى سندعو من خلالها كافة المصريين لإجراء تحليل للكشف عن فيروس سى. شهادة بالشفاء وأضاف د. وحيد دوس أنهم بصدد الانتهاء من إصدار شهادة رسمية معتمدة تمنح لمن أتموا البرنامج العلاجي وثبت شفاؤهم بعد 120 يوما من نهاية العلاج. هذه الشهادة ستعد دافعا قويا للأشخاص الذين يريدون الالتحاق بالوظائف كما ستكون مستندا مقنعا للدول التى تمنع سفر المرضى المصريين للعمل لديها. كما أنها ستسهم فى عودة من انهوا البرنامج العلاجى للتأكد بصورة قاطعة من أنه تم شفاءهم من الفيروس ورصد الحالات التى لم تستجب للعلاج. وكشف عن الزيادة السنوية للمصابين الجدد بالفيروس سى والتى تتراوح بين 150 – 200 ألف حالة، حيث يتم العمل للقضاء على هذه الزيادة بالتوعية وتفعيل سياسات مكافحة العدوى بمراكز الخدمة الطبية إضافة إلى التوعية المجتمعية والأسرية لمنع العدوى. وأوضح د.وحيد دوس أنه طبقا للدراسات والجهود الحالية للدولة والمجتمع المدنى وتوافر الكوادر الطبية المدربة والسياسات العلاجية للمرضى ومتابعتهم اثناء وبعد العلاج إضافة إلى سياسات الكشف المبكر للمرضى فإنه من المتوقع أن تنخفض نسب الإصابات السنوية وأن نصل للمعدلات العالمية من إصابات فيروس سى بحلول عام 2025 وهذا التقدير منطقي جدا من الناحية العلمية والطبية فأي تهاون فى مستوى الخدمة الطبية قد يؤدي إلى تحور الفيروس وضعف فاعلية العلاجات الدوائية الجديدة.وأضاف أن اكتشاف الملايين من المصابين وعلاجهم ليس بالعدد الهين الذى يمكن اكتشافه وعلاجه فى عامين، كما أن خطتنا فى التسع سنوات القادمة أن نعالج نصف مليون حالة سنويا، مشيرا إلى أنهم وصلوا لعلاج 300 ألف حالة سنويا فى الفترة الأخيرة، وذلك من خلال 55 مركزا لعلاج فيروس سى، والمتوقع زيادتها خلال الفترة القادمة إلى 80 مركزا. بروتوكولات العلاج وقال د. وحيد دوس إن العلاج الأساسى فى كل البروتوكولات المختلفة هو سوفالدي، موضحا أن العلاج تم بثلاثة بروتوكولات مختلفة، الأول سوفالدي مع الإنترفيرون والريبافيرن لمدة ثلاثة أشهر، والبروتوكول الثانى سوفالدي مع الريبافيرن لمدة 6 أشهر، وهذان البروتوكولان تم الاستعاضة عنهما بسوفالدي مع الاوليسيو والذى يُعطى لمدة ثلاثة أشهر بأعراض جانبية قليلة جدا لا تقارن بأعراض الإنترفيرون والريبافيرن. وقد تم رفع الإنترفيرون من منظومة العلاج وتم تسجيل أدوية جديدة مثل "داكلنزا" الذى يؤخذ مع سوفالدي فى مدد أقصر وبنسب شفاء تامة. كما أشار إلى اعتماد عقار "كيوريفو" مؤخرا ويصلح لمرضى الكبد الذين يعانون الفشل الكلوي، واضطراب وظائف الكلى. وقد أثبتت الدراسات العالمية والمحلية قدرة "كيوريفو" على علاج مرضى النوع الجينى الرابع لالتهاب الكبد الوبائى والمنتشر بين المصريين، وبنسب شفاء ومعدل أمان عال. وأضاف ان تكلفة العلاج فى مصر 700 دولار. وقد تم علاج 300 ألف مريض سنويا بتكلفة 10 آلاف جنيه لكل مريض، أى تتكبد الدولة حوالى 3 مليارات جنيه، وأشار إلى أنه تم صرف عقار سوفالدي ل10% من مرضى فيرس سى على نفقتهم الخاصة و90% على نفقة الدولة. إشادة دولية من ناحيته يقول د. إمام واكد الأستاذ بالمعهد القومى للكبد إنه بشهادة منظمة الصحة العالمية والجميعات الدولية المعنية بدراسات أمراض الكبد، قدمت مصر نموذجا عالميا فى علاج فيروس سى وذلك من خلال وجود اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية كهيئة مركزية لوضع البروتوكولات العلاجية وإتاحة الدواء وعلاج المرضى على نفقة الدولة دون أن يتحمل المرضى أى تكلفة. وأوضح أنهم يأملون حصول المرضى على العلاج بطريقة أسرع من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية والقرارات والأوراق الكثيرة بحيث يتم الكشف على المريض ليحصل على علاجه فى نفس اليوم دون انتظار. كما أشار إلى أنه يجرى العمل حاليا على زيادة عدد المراكز العلاجية والأطباء المدربين بالإضافة لإجراء مسح طبى شامل للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، لضمان التغطية العلاجية لكافة المرضى، مشيرا إلى أن نسب الإصابة فوق سن الأربعين تكون أعلى، لهذا سنقوم بعمل مسح مجانى لمن هم فوق هذا السن. كما أكد د.إمام واكد ضرورة منع التمييز ضد المصابين بفيروس سى وخاصة عند التقدم للحصول على وظائف، موضحا أن الهدف من إجراء تحليل الفيروس عند الالتحاق بالوظائف أو دخول الجامعة هو اكتشاف المرضى وعلاجهم وليس نبذهم ورفض تعيينهم. تفاعل الأدوية وحول تفاعل أدوية فيروس سى مع بعض الأدوية لعلاج أمراض أخرى فإن هذا المجال محل دراسة العديد من الهيئات البحثية الدولية لتجنب المخاطر الصحية التى قد يتعرض لها المرضى من تفاعل الأدوية والتوصية لأفضل المسارات العلاجية لمرضى فيروس سى والذين يعانون أمراضا مزمنة أخرى حيث تتولى هيئة بحثية بجامعة ليفربول بالمملكة المتحدة نشر نتائج التفاعلات الدوائية بشكل دورى للأطباء والمسارات الأفضل للمرضى وفى ذات السياق فبعض أدوية الحموضة وقرح المعدة والصرع تتعارض مع بعض أدوية فيروس سى، لذا لابد من استشارة الطبيب المعالج حتى يقوم بتغيير بعض أدوية فيروس سى أو إيقاف الأدوية الأخرى التى تتعارض مع علاج الفيروس. إضافة لذلك، أظهرت الدراسات والتوصيات العالمية وآخرها مؤتمر برشلونة للجمعية الأوروبية لأمراض الكبد ضرورة المتابعة الطبية الخاصة لبعض الحالات المتأخرة التى تم علاجها أولا من أورام بالكبد ثم بدأت العلاج بأدوية فيروس سى خاصة أن هذه الفئة لديها استعداد مرضى لعودة السرطان. ومن المهملتأكيد أن أدوية فيروس سى تعالج المريض من الفيروس وليس التليف الكبدى الناتج عن الفيروس ولذلك على المريض علاج ومتابعة التليف أو الالتهاب، وكما تشير الإحصاءات فثلث الحالات المصابة بفيروس سى وعندها تليف كبدى تتحسن تدريجيا، والثلث يتم شفاؤهم من الفيروس ويبقى التليف كما هو، أما الثلث الآخر فتتغير لديهم الخلايا المتليفة وتحدث مضاعفات، لذا ننصح من استكمل العلاج وعنده تليف أن يستمر فى المتابعة كل ستة أشهر ويأخذ أدوية علاج التليف. وأوضح أن نتائج العلاج بأدوية فيروس سى منذ عام 2015 بلغت 95%، مشيرا إلى أن احتمال رجوع الفيروس لاتتعدى نسبته 5% وهى لاتعبر عن وضع خطير حيث يتم منح هؤلاء المرضى أدوية أخرى وتستجيب للعلاج الجديد.
