نقلة نوعية وبشرة خير لكل المصريين المصابين بفيروس سى حملها نبأ الانتهاء من تسجيل أول عقار لعلاج الفيروس فى مصر يتم تناوله عن طريق الفم لمدة 3 أشهر بجانب الانتروفيرون والريبافيرن أو 6 شهور دون الانترفيرون ليحقق شفاء بنسبة 95٪ ودون مضاعفات مما يسمح لفئات أكثر بالعلاج، بالإضافة الى سباق محموم بين شركات أجنبية كثيرة لتوفير علاجات حديثة أخرى لعلاج الفيروس نفسه، تتنافس على السوق المصرية ولأول مرة تبدأ شركة مصرية للأدوية فى تصنيع دواء مماثل لعقار فيروس «سى» الحديث، وبدأت إجراءات تسجيله فى وزارة الصحة. حول اجراءات وزارة الصحة ممثلة فى اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية لضمان وصول العقار لمستحقيه ، وعدم تسريبه خارج الوزارة، وكيفية العلاج وآلية صرفه كان لنا هذا التحقيق.
الدكتور عادل عدوى وزير الصحة والسكان ذكر أنه بانتهاء التعاقد مع الشركة المنتجة لعقار فيروس سى الجديد « سوفالدى » تتعهد الشركة بتوفير هذا العقار من خلال وكيلها فى مصر الأسبوع الأخير من شهر أغسطس ، والأسبوع الأول من سبتمبر المقبل وخلال هذه الفترة سوف يتم الانتهاء من كل الإجراءات المتعلقة بطريقة العلاج ليبدأ فعليا خلال شهر سبتمبر القادم. وأضاف فى تصريحات صحفية : أن مذكرة التفاهم تتعهد بتوفير العقار من خلال المنافذ التابعة لوزارة الصحة وعددها 26 مركز، على أن يتم توفير 225 ألف جرعة فى المرحلة الأولي، حيث تتكلف تلك المرحلة 450 مليون جنيه وسيتم دفعها بالتدريج من ناحية مرضى العلاج على نفقة الدولة ، ومن خلال مرضى التأمين الصحى ، والمرضى الذين لديهم جهات عمل تتحمل نفقات علاجهم. و ان كل عقار دوائى يتم تسجيله من خلال إدارة الصيدلة أو من قبل الحكومات لابد أن يكون له سعر فى السوق الخاصة، ومن خلال الصيدليات ولكنه سعر يختلف تماما عن السعر المخصص الذى سيتم التعامل به من خلال منافذ وزارة الصحة ال 26 ويبلغ 2200 جنيه للعبوة فى الشهر، أما السعر المتفق عليه للسوق فيصل الى 15 ألف جنيه للعبوة، ولكن الأولوية الأولى لتوفير الدواء حاليا تقتصر على الفئات الأكثر احتياجا ومرضى العلاج على نفقة الدولة غير القادرين ، ومرضى التأمين الصحى من خلال منافذ وزارة الصحة. وقال إنه سوف يسمح بتسجيل الأدوية المماثلة فى مصر، وبالفعل تقدمت شركة مصرية للتسجيل لتصنيع أدوية مثيلة للعلاج الحديث ، ومن يثبت بالأبحاث فاعلية اى دواء مثيل سوف يسمح له بالتسجيل ، لأن مشكلة الكبد فى مصر مشكلة قومية، كما توجد 9 شركات أخرى حجزت موقعها لبدء إجراءات التسجيل ولكن لم تتقدم بعد . وأشار إلى أن القانون يتيح لمصر فى حالة وجود وباء أو تهديد أو أصابه عدد كبير من الشعب المصرى بمرض معين أن يتم السماح للإنتاج المصري. لذا سيتم تطبيق القانون المصرى فى حماية الملكية الفكرية.وهذا تصرف قانونى نظرا لوجود مشكلة مرضية كبيرة تعصف بأرواح المواطنين، وسوف نشجع المنتج المصرى وكل من يتقدم بطلب تسجيل لعلاج سوف نسمح له بذلك. 70» ألف مريض « وأوضح وزير الصحة أن عدد المرضى الذين سيستفيدون من العلاج الحديث فى مرحلته الأولى حوالى 70 ألف مريض ، كما سيتم التعاقد مع شركات أخرى لديها أدوية حديثة سوف تظهر قريبا. و أن هناك قواعد علاجية لتناول الدواء يجرى تحديدها حاليا .. وهناك أولويات للعلاج ، وفى كل الأحوال فالقواعد العلاجية سوف تطبق والفرق هو من سوف يتم علاجه على نفقة الدولة ومن سوف يسدد نفقاته، لافتا الى أن المريض سوف يكون له ملف وبطاقة خاصة وبار كود باسمه على علبة الدواء الخاصة به ويتم فتح العبوة أمام أطباء المركز ويتناول الحبة الاولى منها ، ثم يعود بعد ذلك بالعلبة الفارغة ويتم التأكد من ال «باركود» الملصق عليها وبناء على ذلك يتم صرف العبوة الثانية بعد شهر من العلاج مع أتباع نفس الإجراءات . وعن الادوية الحديثة التابعة لشركات أخرى وموعد توفيرها فى مصر قال وزير الصحة انه بدأت إجراءات التسجيل السريع لعقار حديث لفيروس سى فى مصر خاص بشركة جانسن، وبمجرد انتهاء تسجيلها سوف تنضم الى البرنامج القومى لمكافحة الفيروسات الكبدية وبنفس الاسعار. ومن جانبه أوضح د. وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن قواعد العلاج بالأدوية الحديثة سوف تضعها لجنة استشارية عليا مكونة من 7 أطباء كبار يمثلون الجامعات المصرية سوف تقوم بتحديد قواعد علاج فيروس سى باستخدام الدواء الجديد، ثم تلتقى باللجنة الموسعة المكونة من 100 طبيب كبد لاعتماد تلك التوصيات او القواعد ، وفى النهاية سوف يتم الاتفاق على القواعد الموحدة التى سيتم تنفيذها فى جميع مراكز الكبد فى مصر.و هناك طريقتان لعلاج فيروس سى بالعقار الجديد ، الأولى تعتمد على العلاج لمدة 3 شهور بالعقار الجديد مع الانترفيرون طويل المفعول و الريبافيرن، ونسبة الاستجابة المتوقعة بتلك الطريقة تصل الى 95٪، والطريقة الثانية تخص المرضى الذين لا يمكن علاجهم باستخدام الانترفيرون لأسباب مختلفة منها مشكلة بالغدد الدرقية، أو ضعف المناعة، وهؤلاء سوف يتناولون العقار الحديث لمدة 6 أشهر دون الانترفيرونعلما بأن الكميات القادمة إلى مصر سوف تكفى لعلاج ما بين 50 و 80 ألف مريض ، ولذلك فى البداية سوف يتم تحديد أولويات العلاج ليتم البدء بالمرضى الأكثر احتياجا والمصابين بالتليف الكبدى ، وليس المصابين بالفشل الكبدي. وعن آلية بدء علاج المرضى قال دوس إنه بمجرد توفر العلاج سوف يفتح الباب لتقدم المرضى بملفهم الطبى الى مراكز وزارة الصحة لعلاج الكبد وعددها 26 مركزا ، وعلى المرضى الذين مازالوا فى المراحل الأولى من المرض ألا يتقدموا فى تلك المرحلة للعلاج، حيث يجب علاج مرضى التليف الكبدى أولا دون فشل كبدي، حيث يتم بعد ذلك تحويل ملفات المرضى إلى مقر اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بالقاهرة والتى تقوم بدورها بمراجعة تلك الملفات وتحديد الأشخاص المرشحين للعلاج فى المرحلة الأولى . أولويات العلاج وأضاف الدكتور أيمن يسرى أن أولويات العلاج سوف تحددها اللجنة الاستشارية، وسوف تحدد عن طريق درجة التليف بالكبد خوفا على هؤلاء المرضى من الأعراض الجانبية ، ونطمئن المواطنين أن تأخير العلاج عن المرضى غير المصابين بتليف كبد لن يضرهم لأن فيروس سى المزمن مرض بطيء والتليف يحدث على فترة طويلة. والعلاج الجديد يتميز بأن مضاعفاته قليلة جدا وبالتالى فهو يصلح لكل الناس ، وسوف يقسم المرضى طبقا لدرجة التليف وهى أربع درجات وسوف نبدأ بعلاج الدرجة الثالثة والرابعة من التليف وكفاءة الكبد جيدة. والتليف لا يحدث لكل مصابى فيروس سى ولكن النسبة لا تتعدى 20٪ فقط هم من يحدث لهم ذلك وبالتالى المرض بطيء جدا ، ولذلك لن يضار المريض غيرالمصاب بتليف ، كما أن الانتقال من مرحلة تليف الى أخرى يحتاج الى 5 سنوات ، وبالتالى لن يضار مريض من هؤلاء من الانتظار بدون علاج لمدة 6 أشهر أو عام لتبدأ المرحلة الثانية من العلاج. « أربعة أشهر» وأوضح الدكتور مجدى الصيرفى أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ان العلاج المتوفر اليوم هو بداية الطريق لعلاجات فيروس سى الحديثة ، وخلال 4 شهور سوف تظهر علاجات حديثة أخرى ودرجة استجابتها 100٪ بحبة واحدة فى اليوم لمدة 12 أسبوعا ، والأدوية الأخرى سوف تكون أرخص من العلاج الحالي، وأحد تلك الادوية سوف يتم تسجيله فى أمريكا شهر يناير المقبل ونسبة نجاحه 100٪ وما يتم دراسته حاليا هو فترة العلاج المناسبة للمريض والتى تتراوح ما بين شهرين أو 3 أشهر، لافتا الى أن الدفعة الثانية من «سوفالدي» سيتم توفيرها فى شهر فبراير القادم . وأن المقصود بالدواء المثالى هو الذى تكون قدرته على الشفاء بنسبة أكثر من 90% ولا يوجد له أعراض جانبية ويناسب معظم المرضى ويؤخذ عن طريق الفم ولمدة قصيرة. «أسعار مناسبة» على صعيد آخر تقول الدكتورة منال حمدى السيد أستاذ طب الأطفال جامعة عين شمس ، عضو اللجنة القومية لمكافحة فيروسات الكبد والمشرف على المشروع القومى لمكافحة فيروسات الكبد فى وزارة الصحة أن مشروع العلاج الجديد لفيروس سى وتوفيره بأسعار مناسبة لمصر هو جزء ضمن مشروع ضخم لمكافحة الفيروسات الكبدية بشكل عام بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، ومركز مكافحة العدوى فى الولاياتالمتحدةالامريكية، ومعهد باستير فى فرنسا واليونيسيف، ويشمل ذلك خطة للترصد حيث تم وضع خطة من خلال 4 مراكز بمستشفيات الحميات لرصد الحالات الحادة عن طريق معايير محددة مسبقا يتم على أساسها تجميع المرضى وتسجيلهم، وإجراء التحاليل اللازمة لتحديد نوع الفيروس الكبدى وأضافت بان هناك مشروع خاص بإصابة الأطفال بفيروس سى ونسبتهم فى مصر نحو 1,5٪ وعلاجهم لابد ان يتم قبل سن البلوغ وهو السن التى تنقل فيها العدوى عن طريق الممارسات الخاطئة . « الحقن الآمن » ويقول الدكتور جمال عصمت عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة وأستاذ الجهاز الهضمى والكبد ونائب رئيس جامعة القاهرة ان نتائج الدراسات الحديثة أظهرت ان 15٪ من مرضى فيروس سى ممن يطلق عليهم « مدمنى العلاج بالحقن» بدلا من تناول الأدوية بالفم، يشكلون مصدر العدوى بفيروس سى ل 70٪ من الحالات الجديدة سنويا و أن هناك مشروعا ضخما لاستبدال السرنجات المستخدمة حاليا بالسرنجات ذاتيته التدمير فى المستشفيات لتحقيق ما يعرف « بالحقن الآمن «، وتم استخدام تلك السرنجات حاليا فى التطعيمات، وقد أثبتت الدراسات ان مصر تستخدم 23 مليون حقنة غير آمنة سنويا وذلك طبقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، وان استهلاك مصر من الحقن بشكل عام يبلغ 280 مليون حقنة سنوية.