قبل أيام وقع ارهاب دموى فى مدينة نيس الفرنسية تلاه انقلاب عسكرى قمعته المخابرات الأمريكية بالتعاون مع أردوغان صاحب التاريخ الإرهابى الاخوانى المعروف فى تركيا والبلاد المجاورة، قبل كل هذه الأحداث وفى ليلة عيد الفطر مباشرة سقط مئات الشهداء والجرحى فى حادث حى الكرادة ببغداد. وسنقصر الحديث اليوم عن بعض الدلالات الجديدة للحادث الأخير لأهميتها الاستراتيجية المستقبلية على مصر والمنطقة . إن هذا الحادث هز الدنيا وأرسل عشرات الرسائل ذات الدلالة. لعل ابلغها أننا أمام حدث نوعى جديد يستخدم قنابل وأدوات تفجيرية متطورة فى صراع يبدو ظاهره انه سنى شيعى ولكن قلبه يقول انه صراع دولى على تفكيك المنطقة من خلال استخدام هكذا تنظيمات وتفجيرات لتحقيق مآربها والتى على رأسها سرقة النفط والهيمنة وخدمة المشروع الصهيوني. لقد قرأت من إعلام بغداد تحليلات ومعلومات مهمة عن طبيعة السلاح المستخدم فى هذه الجريمة ومنها ما كتبه د.عادل البغدادى وموقع (المفكرون والقادة العراقى) وعشرات المواقع الاستراتيجية المهمة. ولنقدم للقارئ المصرى جزءا من هذه المعلومات، إن الحريق والانصهار الذى حصل فى انفجار الكرادة ناتج عن قنبلة نيترونية مصغرة مع خليط الفوسفور. وهى نفس الآثار التى حصلت لجنود الجيش السابق فى معركة المطار سنة 2003 وهى نفسها حصلت فى الكرادة. حرارة عالية ولهب مستعر وانفجار قطرى. وهو ما حدث تماما وقت الانفجار حيث امتدت النيران على جانبى الطريق بشكل سريع جدا.. (دون أن يترك أى آثار حفر فى الشارع كما فى السيارة المفخخة العادية) .. وما يؤكد هذا الكلام ان هاتين المادتين يجب ان تنقل وتحفظ فى براد وان الانفجار فى الكرادة تم بواسطة سياره براد وليس سيارة مفخخة عادية. وان عملية النقل لا تتم الا بظروف خاصة وبإشراف مختصين (كيميائيين) يتابعون سير العملية والوسيلة التى ينقل بها، حيث ان درجة ايقاد الفسفور الابيض 17 درجة مئوية (وهى لا تتناسب أبداً مع درجة الحرارة فى بغداد ولشهر تموز الملتهب) لذلك فإن نقلها يتم بواسطة أوان خاصة مصنوعة من الرصاص وتكون محفوظة فى أحواض مياه باردة . والفسفور الأبيض أو قنابل النابالم لا يمتلكه الا بعض الدول حيث ان النابالم هو نوع من القنابل الحارقة والمصنوع من نوع وقود خاص وتهدف تركيبتها الى الحاق حروق تلتصق بالأشخاص والأجسام المختلفة. حيث ينجم عن انفجار القنبلة نشر مزيج بترولى لزج يلتهب مباشرة مشعلا حرائق يستحيل اخمادها (وهذا ما يوضح بقاء الحريق لليوم الثانى من الانفجار بالرغم من محاولات سيارات الاطفاء لاخماده ). وكذلك ينتشر نوع آخر من القنابل وهو قنبلة الوقود الهوائية (سحابة من الوقود الملتهب) وهو المتسبب الرئيسى فى اختناق ضحايا الانفجار مما سبب لهم الغثيان قبل ان تصلهم النيران وتفحم أجسادهم. وقد حظرت اتفاقية الاممالمتحدة فى عام 1980 استخدامها ضد السكان المدنيين. والسؤال هل تنظيم داعش يمتلك من امكانات التقنية والتسليحية ما يؤهله للقيام بهذا العمل التدميرى والارهابى الكبير أم ان ثمة دولا أو أجهزة مخابرات دولية اكبر وأكثر تعقيدا هى من قامت به. .وما التنظيم سوى أداة فى أيديهم؟ إن وقائع ما جرى فى بغداد قبل عيد الفطر من إرهاب وقتل للمدنيين ووقائع ما جرى فى أماكن عربية اخرى يشير الى أن مصر وبعض دول المنطقة فى انتظار عمليات إرهابية مسلحة بأجهزة لا تمتلكها سوى دول كبرى، وبالمناسبة هذه الدول تأتى تل أبيب وواشنطن على رأسها لذلك كان دورها العاجل والمفاجئ - انطلاقا من قاعدة انجرليك العسكرية الموجودة فوق الأرض التركية التى يزعم قادتها بالاستقلال والاسلامية الحرة فى قمع الانقلاب الشبابى العسكرى فى تركيا... لماذا لان اول قرارات اتخذها الانقلابيون هو ضربهم لمواقع تنظيم داعش فى سورياوالعراق مع سحب قواتهم الموجودة فى شمال العراق وهى الأمور التى أزعجت واشنطن لأنها تخالف أهدافها ودورها فى صناعة وتوظيف هذا التنظيم الارهابى. وهى إشارات تعنى ضرورة أنتباه والحذر الشديد وتعنى حتمية بناء استراتيجية مصرية وعربية موحدة لمواجهة الإرهاب وعدم الارتكان لردات الفعل والضجيج الاعلامى الذى به طحن وبلا متخصصين اكفاء..ترى هل نفهم الرسالة القادمة لنا من بغداد؟ ثم من نيس الفرنسية واخيرا من اسطنبول الاخوانية فى طبعتها الأمريكية الجديدة أم نكتفى بمصمصة الشفاه وإطلاق التحليلات ؟ لمزيد من مقالات د. رفعت سيد أحمد