الزيارة التى قام بها مؤخرا رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو الى افريقيا ، تعتبر حدثاً سياسياً بالغ الأهمية بالنسبة لمصر و للعالم العربى .وهذه الزيارة الإسرائيلية لإفريقيا هى الثالثة من نوعها بالنسبة لرؤساء وزراء إسرائيل ..... إن الهدف البعيد لهذه السياسة الإسرائيلية التوسعية فى إفريقيا هو الضعط على مصر لمحاصرتها إفريقياً ، رغم ما يعلنه نيتانياهو بين الحين و الآخر من أن العلاقات بين مصر و إسرائيل فى أبهى أوقاتها . إن نيتانياهو يسير على خطى قادة إسرائيل الأوائل بالعمل على وضع قدم لإسرائيل فى معظم دول إفريقيا وتشجيع دول حوض النيل وخاصة إثيوبيا على إقامة السدود لحجز مياه النيل عن مصر والسودان . إن إسرائيل تحلم دائماً بمياه النيل ، وتسعى عبر تاريخها إلى الحصول على حصة ثابتة من مياه النيل التى ترد الى مصر ... وقد بادر تيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية بتقديم مشروع فى هذا الصدد الى الحكومة البريطانية (التى كانت تحتل مصر) عام 1903 و لكن تم رفض المشروع وقتها. إن ماخفى من زيارة نيتانياهو لدول حوض النيل أخطر بكثير مما أعلن عنها. أن العلاقات المصرية بالدول الإفريقية كانت فى أبهى عصورها خلال الفترة الناصرية فى الخمسينات و الستينات من القرن الماضى ، ثم جاء عصر مبارك لمدة ثلاثين عاماً ، نامت فيه هذه العلاقات فى سبات عميق . و الآن جاء الوقت لتعود هذه العلاقات بالضرورة الى إزدهارها من جديد . و الأمل معقود على مجلس النواب و على لجانه المتخصصة (لجنة الشئون الإفريقية و لجنة العلاقات الخارجية) لوضع الأسس الثابتة لعودة العلاقات المصرية الراسخة مع شقيقاتها الإفريقيات لمواجهة الأطماع الإسرائيلية فى مياه النيل . لمزيد من مقالات فؤاد سعد