كنت من عشاق «حماس» حسام حسن واعتبره واحد من أفضل 5 لاعبين فى تاريخ مصر واعتبره هذا الموسم من أفضل المدربين من حيث النتائج والتكنيك والأداء المهارى. لكن من سوء حظ العميد بطل المشهد الختامى للدورى المصرى أن ماقدمه فى نهاية مباراة المصرى والمحلة من العك الأخلاقى والهمجى فى نفس التوقيت الذى شاهد فيه الناس مباراة فى الروح الرياضية الحقة من مدرب ألمانيا بطل العالم ومدرب فرنسا منظمة بطولة أوروبا مما جعل الناس تقارن وتتساءل هل هذا النمر الوحشى كان فى يوم ما عميد لاعبى العالم المتمدين أم لاعبى عالم الغابة حيث لا قدوة ولا مثل ولا قانون؟ فالجريمة التى ارتكبها العميد فى حق نفسه وأسرته وجماهيره والرياضة المصرية تتفوق إلى حد كبير على جرائم (الأسطورة ) فى المسلسل الشهير الذى دفعت فيه أسرة البطل محمد رمضان ثمن بلطجته غاليا، قبل سنوات كان الخلوق صالح النعيمة معشوق الجماهير السعودية وصديق الأمراء والمسئولين وحامل كأس آسيا مرات عديدة مع الهلال ومع المنتخب كان يتولى منصب مدير الكرة فى مباراة فريقه مع النصر فى المربع الذهبى بالدورى وأحرز الهلال هدفا ألغاه الحكم عمر المهنا، وكان أقصى احتجاج لصالح النعيمة بأن أمسك قائم المرمى الخشبى وهزه بشدة ثم ضربه بقدمه، فاعتبرت لجنة المسابقات بالمملكة هذا الاحتجاج تصرفا لايليق بقدوة للشباب وبمسئول إدارى واعتراض على قرار الحكام ، فصدر قرار العقوبة فى الشوط الثانى من المباراة وشاهدها المتفرجون على الشاشة وكانت العقوبة من خمس بنود: أولها حرمانه من دخول الأندية السعودية والملاعب الرياضية وعدم توليه منصبا إداريا والمنع من التصريحات ومن السفر لمدة محددة، وعلم صالح بالعقوبة بعد صافرة نهاية المباراة مباشرة، وكانت الرسالة معناها ألا أحد فوق المحاسبة وأن العقاب على قدر المسئولية، بينما كانت رسالة المشهد الذى ظهر به (العميد حسام) فى البيوت وعلى مواقع الفيسبوك من ملعب الاسماعيلية أن لا أحد يقدر على العميد، وأن «من أمن العقوبة أساء الأدب»، فقد شاهدت كما شاهد الناس على الشاشات حسام حسن يقف على جانب الملعب فى قلب خناقة كعادته ومحاطا بعشرات من اللاعبين والإداريين والإعلاميين والفضوليين والجماهير فى مباراة مفترض أنها بدون جماهير، وحينما شاهد أحد المصورين على بعد10 أمتار تقريبا يلتقط صورا لهذه الخناقة التى كان بطلها العميد، اندفع نحوه هائجا فاستدار المصور وأطلق ساقيه للريح فتعثرت قدماه وسقط على الأرض فانهال عليه حسام ركلا وضربا وخطف الكاميرا من يده ودهسها فى الأرض، وعبثا حاول بعض الإداريين منعه من الاعتداء على المصور فاشتبك معهم جميعا، وخرج فى زفة بحماية رجال الشرطة، والغريب أن الفضائيات سمحت للعميد أن يبرر جريمته طوال الليل وتصدق "أنه سبه بأمه"،وسواء كان السبب أنه يدافع عن إدارى بالمصرى ب«طحن» لاعب بالمحلة لكن الثابت أنه لم يكن هناك مايشير الى اشتباك لفظى أو علاقة له مع مصور الداخلية الذى كان يؤدى واجبه، ثم ماهى حكاية أسرتى وأمى شماعة نجوم هذا الزمان، فمنذ أسابيع شاهدنا معلقا رياضيا كنت أرشحه لرئاسة اتحاد الكرة، يغلق برنامجه فى وجه مشاهديه ويذهب الى الاستوديو المجاور ليعتدى على ناقد سبا وضربا وركلا على الهواء دون احترام لمسئولياته ولا لمهنته ولا لكونه شخصية عامة لأنه «جاب سيرة أخته».. فإذا كان حسام يحمى إداريا بالمصرى فعلا من لاعب محلاوى كما زعم وهو سلوك حميد ما الذى جعله ينزعج من الكاميرا وأصر على الانتقام من حاملها؟ وهل يخشى أن يضبط متلبسا بعمل "انسانى" وهو الذى اعتدنا منه البلطجة؟ منذ 20 سنة حين كان لدينا مدير بقدر الأهلى والكرة المصرية أصدر صالح سليم قرارا بوقف حسام (اللاعب) عاما كاملا لأنه ألقي قميص النادى فى الأرض بعد حصوله على إنذار بسبب سوء سلوكه مع ناصر التليس لاعب المصرى..! أما الآن فإن لجنة المسابقات فى اتحاد الكرة (المنحل) أصدرت حكما بوقف حسام 3 مباريات وهى عقوبة تحصيل حاصل لأنها فى نهاية موسم توقف بالفعل، ولا تصلح لمعاقبة لاعب حديث السن عديم التجربة اعترض على قرار حكم بجهالة، بل إنها أقل من العقوبة التى وقعت على وليد سليمان فى مباراة الأسيوطي العام الماضى حين مسك فانلة الحكم لتنبيهه إلى الاعتراض فكانت عقوبته الإيقاف أربع مباريات. فهل تتجرع لجنة المسابقات عندنا حبوب الشجاعة وتعيد النظر فى العقوبة الهزيلة وتوقع عقوبة على قدر الجرم الذى ارتكبه العميد فى حق تاريخه وعلى قدر الانضباط وضبط النفس المتوقع منه والقيم التى أهدرها كقدوة والسلوكيات التى يجب أن يتحلى بها كمدرب أو تنتظر هذه اللجنة حتى تحكم المحكمة بسجنه بتهمة الاعتداء على موظف أثناء عمله والسرقة بالإكراه فيكون السجن فرجا عليه كما سجن بلطجية رياضة من قبل وبعد أن خرجوا صاروا رؤساء نواد ونوابا بالبرلمان! لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف